شعار قسم مدونات

قلب مسرف في الخيبة!

هرمون الحب يساعد في إصلاح القلوب المكسورة
الكاتبة: منذ متى أصبحت واهنة هكذا كوهن بيت العنكبوت؟ صراحة لا أدري (الجزيرة)

تجلس الآن قبالتي تقريبًا، تفرك عينيك بيد واحدة، وتعدل ربطة عنقك بالأخرى، تتطلع من اليمين إلى اليسار متفحصًا تضاريس القاعة ومن يجلسون فيها، تتلاقى نظراتنا، فيُسدل ستار من الألم على قلبي، هذا القلب الذي لم تتوقف عن خدشه كأنك قِطّ متوحش.

كل ما أعرفه حاليًا هو أنني أصبحت كصخرة كبيرة تتمركز في قاع نهر، تتحمل كل شيء دون شكوى!. فعندما يسقط قلبك في هاوية سحيقة لا تنتظر منه إلا أن يكسر كل شبابيكه، ويخلع كل أبوابه تنفيسًا عن غضبه

أحس أنني أتنفس من ثَقب إبرة، فأرى ملامح المشرف على المؤتمر وهو يقدم كلمته الافتتاحية تتلاشى كصوت أغنية بعيدة، بينما أتفقد هاتفي بين الحين والآخر، منتظرة حلول الساعة التاسعة. يجب عليَّ أن أسرع وأذهب لشراء كل ما أحتاجه، قبل أن يعلن الليل عن انتهاء اليوم.

لقد اعتدت الركض هكذا من مكان إلى آخر؛ فأنا في حالة هروب دائمة بهذه الطريقة، لا تتدفق عليَّ أفكار يصعب ترويضها من حيث لا أحتسب. بهذه الطريقة فقط، أستطيع أن أضبط ساعة زمن ذاكرتي على الصفر، فأنجو.

منذ متى أصبحت واهنة هكذا وهن بيت العنكبوت؟ صراحة لا أدري.. كل ما أعرفه حاليًا هو أنني أصبحت كصخرة كبيرة تتمركز في قاع نهر، تتحمل كل شيء دون شكوى!. فعندما يسقط قلبك في هاوية سحيقة لا تنتظر منه إلا أن يكسر كل شبابيكه، ويخلع كل أبوابه تنفيسًا عن غضبه، فيضحي بيتًا مهجورًا خاليًا من كل شيء إلا الألم، الذي لا يكف عن التنقل بين غرفه، ممعنًا النظر في مسكنه الجديد.

إعلان

تأخذ حقيبتك من فوق الكرسي الذي بجانبك، تفتحها وتتوقف بعض الوقت متأملًا ما فيها.. لا شك في أنك تريد أن تدخن برفقة فنجان قهوة مرّة. غالبًا، لم تستطع أن تجد وقتًا ولو لسيجارة واحدة في المطار، فأحمد الذي أرسلوه ليحضرك يتفنن في إتقان عمله.

بعد ذلك الوقت المستقطع الذي لم يكن له أي معنى، تلتقط منديلًا وتمسح به يدك التي لا تتوقف عن التعرق، كأنك ممثل يقف على الخشبة لأول مرة في مسيرته الفنية، هذه نفسها اليد التي رمت بي إلى هذا القاع السحيق، الذي لطالما قاومت السقوط فيه بكَ.. يا للوجع!

أحس أن البركان الذي في داخلي يجهز نفسه لينفجر، لكن هذا ليس الوقت المناسب ولا المكان لأكنس بقايا المشاعر المتضاربة فيما بينها وأرميها بعيدًا. نحن هنا زميلان تجمعهما مهنة المتاعب فقط لا غير، لكن هل لك أن تشرح هذا لقلبي الذي تلبسته كجني؟ أكان يجب عليَّ أن أفقأ عيني فلا ترى تلك الصور؟

أيجب عليَّ من باب المصداقية، أن أخبر الجميع -بمن فيهم رئيس الجلسة الذي يتقدم إلي الآن بخطوات مدروسة، ليقدم لي مكبر الصوت فأعرِّف بنفسي- أنني أنا زوجة حبيبي الصحفي، الذي خانني مع إحدى مصادره الموثوقة قبل أسبوع من حفل زفافنا، وأشير إليك بيدي التي لا يزال إصبعها يحمل خاتمك؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان