شعار قسم مدونات

ما معنى الشهادة في الإسلام؟ ومن هو الشهيد؟

الظاهر بيبرس معركة عين جالوت المصدر: مواقع التواصل
كل الشواهد تؤكد أنّ الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء من الله - تعالى - يختار لها من يشاء من عباده (مواقع التواصل الاجتماعي)

الشهادة شرف واصطفاء رباني

إن الله – سبحانه وتعالى – قد أوجدنا في هذه الحياة لطاعته وعبادته وإقامة دينه في الأرض، وحدّ لنا أعمارًا وآجالًا محدودة لخوض هذا الاختبار الذي سنسلم الأمانة في نهايته القريبة لله -عز وجل – ، مرتحلين إلى الدار الآخرة؛ لنجازى على أعمالنا وما قدّمنا في هذه الحياة من خيرٍ أو شر، وهذه هي الحقيقة التي سيعيشها كل مخلوق، كما قال تعالى: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون} [سورة العنكبوت:٥٧].

والمهم في كل هذه الحكاية هو كيف ستكون الخاتمة والنهاية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنّما الأعمال بخواتيمها" (رواه البخاري)، وإن أعظم وأشرف خاتمة يكرم الله -عز وجل – بها عبده هي خاتمة الشهادة بالقتل في سبيل الله تعالى، وهي أعظم ما يعطيه الله لعباده الصالحين، كما جاء في الحديث الصحيح أنّ رجلًا جاء إلى الصّلاة ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم – يصلّي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهمّ آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصّالحين، قال: فلمّا قضى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم – الصلاة، قال: من المتكلم آنفًا؟ قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: إذًا يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله" (رواه الحاكم وصححه).

وهذه الخاتمة المشرّفة هي الخاتمة التي تمناها النبيون والصديقون والصالحون، وسعوا في طلبها جادّين، وعلى رأسهم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -، الذي قال في الحديث: "والذي نفس محمد بيده، لوددت أنّي أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثمّ أغزو فأُقتل، ثمّ أغزو فأُقتل" (رواه مسلم).

إعلان

وذلك لما في الشهادة من شرفٍ عظيم ومقامٍ رفيع، يجعل من يكرم به يتمناه مرةً بعد مرة. قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أحدٍ يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وأنّ له ما على الأرض من شيء، غير الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع، فيقتل عشر مرّاتٍ، لما يرى من الكرامة" (رواه مسلم)، وفي رواية البخاري: "لما يرى من فضل الشهادة".

ويكفي أن تتأمل هذا الحديث؛ لتدرك عظمة الشهادة في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: "للشهيد عند الله ست خصال، يُغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويُزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفّع في سبعين من أقاربه" (رواه الترمذي).

كل الشواهد تؤكد أنّ الشهادة في سبيل الله هي اصطفاء من الله – تعالى -، يختار الله لها من يشاء من عباده، وهذا مصداق قول الله -تعالى -: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء}

إنّ السعي لطلب الشهادة في سبيل الله هو خير قرار يتخذه المؤمن، بل هو خير العيش في هذه الحياة، كما قال – صلى الله عليه وسلم – في الحديث: "من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة، طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانّه" (رواه مسلم).

بل إن الجهاد وطلب الشهادة في سبيل الله تعالى هو الحياة الحقيقية في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم} [سورة الأنفال:٢٤].

وقد فسّر كثير من العلماء الحياة والإحياء المذكور في الآية بأنه الجهاد في سبيل الله، قال الإمام القرطبي: "المراد بقوله لما يحييكم: الجهاد، فإنه سبب الحياة في الظاهر، لأن العدو إذا لم يُغز غزا، وفي غزوه الموت، والموت في الجهاد الحياة الأبدية" تفسير القرطبي (٧/٣٤٨)، وهذا مصداق قول الله تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قُتلوا في سبيل اللّه أمواتًا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون} [سورة آل عمران:١٦٩].

إعلان

لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم – بعد أن يعدّ خطة المعركة ويأخذ بالأسباب المتاحة، يحفّز الصحابة -رضوان الله عليهم – أن يستبسلوا في القتال ويتعرضوا للشهادة، وفي هذا المعنى قال النبي -صلى الله عليه وسلم – مشوّقًا ومشجّعًا أصحابه: "أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصفّ الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبّطون في الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربّك، فإذا ضحك ربّك إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه" (رواه أحمد، وهو في صحيح الجامع:١١٠٧).

ومن ذلك أيضًا حديث صاحب التمرات المشهور في غزوة بدر، حيث قال فيه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مخاطبًا أصحابه يوم بدر: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟، قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟ قال: لا والله يا رسول الله، إلّا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: فإنّك من أهلها، فأخرج تمراتٍ من قرنه، فجعل يأكل منهنّ، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثمّ قاتلهم حتّى قتل" (أخرجه مسلم).

ولذلك، فقد استحب العلماء التعرض للشهادة والاستبسال في القتال، وإن تيقن المسلم أنه مقتول أو غلب على ظنه ذلك، بشرط النكاية في أعداء الله وأذيتهم والتأثير فيهم، وحسن النية والقصد بتحفيز المسلمين وتشجيعهم على القتال والثبات، ومن ذلك مسألة حمل الفرد الواحد على العدد الكثير من الأعداء.

قال ابن حجر العسقلاني في الفتح: "وأمّا مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو، فصرّح الجمهور بأنّه إن كان لفرط شجاعته وظنّه أنه يرهب العدو بذلك، أو يجرّئ المسلمين عليهم، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة، فهو حسن" (٨/١٨٥).

إعلان

وجاء في شرح السير الكبير للسرخسي: "لا بأس بأن يحمل الرجل وحده، وإن ظن أنه يُقتل، إذا كان يرى أنه يصنع شيئًا: يقتل أو يجرح أو يهزم، فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد ومدحهم على ذلك" (شرح السير الكبير/١٦٣).

وقال القرطبي: "لو علم وغلب على ظنه أن يقتل ولكن سينكي نكايةً أو سيبلي أو يؤثّر أثرًا ينتفع به المسلمون، فجائزٌ، وقد بلغني أنّ عسكر المسلمين لما لقي الفرس نفرت خيل المسلمين من الفيلة، فعمد رجلٌ منهم فصنع فيلًا من طين، وأنّس به فرسه حتى ألفه، فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيل، فحمل على الفيل الذي كان يقدمها، فقيل له: إنه قاتلك، فقال: لا ضير أن أُقتل ويُفتح للمسلمين"، ثم استدلّ القرطبي بفعل البراء بن مالك يوم اليمامة، لمّا تحصّن مسيلمة الكذاب ومن معه بالحديقة، فقال البراء: "ضعوني في الجحفة وألقوني إليهم، ففعلوا، وقاتلهم وحده وفتح الباب".

صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الصليبيين، مكث في الإعداد عشرات السنوات، وخاض المعارك الطوال، وأكرمه الله بأعظم فتحٍ في زمانه، ومع ذلك لم يُقتل في ميدان المعركة، ومات على فراشه

ونقل عن محمد بن الحسن فيمن يهجم على العدو لوحده وهو يتيقن القتل قوله: "فإن كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يبعد جوازه، ولأنّ فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه، وإن كان قصده إرهاب العدو وليعلم صلابة المسلمين في الدين، فلا يبعد جوازه، وإذا كان فيه نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: {إنّ اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنّة…} الآية [التوبة: 111]" (تفسير القرطبي ٢/٣٦٤).

وفي "طبقات الشافعية" قال العز بن عبدالسلام: "والمخاطرة بالنفوس مشروعةٌ في إعزاز الدين؛ ولذلك يجوز للبطل من المسلمين أن ينغمر في صفوف المشركين، وكذلك المخاطرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة قواعد الدين بالحجج والبراهين مشروعة، فمن خشي على نفسه سقط عنه الوجوب، وبقي الاستحباب، ومن قال بأنّ التغرير بالنفوس لا يجوز فقد بعد عن الحقّ ونأى عن الصواب، وعلى الجملة فمن آثر الله على نفسه آثره الله" (طبقات الشافعية الكبرى ٨/٢٢٨).

إعلان

ومع كل ما سبق من جواز التعرض للشهادة والسعي لنيلها، فلن ينال الشهادة والقتل في سبيل الله إلا من كتب الله له هذه الكرامة، فهذا البراء بن مالك -رضي الله عنه – الذي ألقاه المسلمون في الحصن وحده يوم اليمامة، وقاتل المشركين وحده، وفتح باب الحصن وحده، لم يُقتل يومها مع شدة وخطورة ما كان فيه وعدم توقع النجاة.

وهذا خالد بن الوليد -رضي الله عنه – خاض زهاء مائة معركة، وتكسرت السيوف في يده من شدة القتال، وجُرح جراحات كثيرة ومتعددة، ورغم كل هذا لم يُقتل في ميدان المعركة، ومات على فراشه، وقال عند موته متحسرًا على نفسه وداعيًا على من يجبن عن القتال: "لقد لقيت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيفٍ أو رميةٌ بسهمٍ أو طعنةٌ برمحٍ؛ وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء" (المجالسة وجواهر العلم، ٨٣٦).

وهذا صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الصليبيين، مكث في الإعداد والجهاد عشرات السنوات، وخاض المعارك الطوال، وأكرمه الله بأعظم فتحٍ في زمانه، ومع ذلك لم يُقتل في ميدان المعركة، ومات على فراشه.

كل هذه القصص والشواهد تؤكد أنّ القتل في سبيل الله هو اصطفاء من الله – تعالى -، يختار الله له من يشاء من عباده، وهذا مصداق قول الله -تعالى -: {وليعلم اللّه الّذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء} [سورة آل عمران:١٤٠]، قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: "أي: ليكرم منكم بالشهادة من أراد أن يكرمه بها" (٧/٢٤٣).

ويشهد لهذا المعنى ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن سلام -رضي الله عنه – أنه رأى رؤيا في المنام أنه يصعد جبلًا ثم يسقط عدة مرات، ثم بقي متمسكًا بعروةٍ (حلقة) بين السماء والأرض، فقصّ هذه الرؤيا على النبي -صلى الله عليه وسلم -، فأولّها له النبي ـ صلى الله عليه وسلم- قائلًا: "أمّا الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة فهي عروة الإسلام، ولن تزال متمسّكًا بها حتى تموت" (أخرجه مسلم).

من رحمة الله -عز وجل – بهذه الأمة، وتفضّله عليها أن جعل لها أنواعًا من الميتات غير القتل في سبيل الله، ينال أصحابها من درجات الشهادة في سبيل الله، ويُرفعون في مقامات الشهداء

وهذا الذي ذكرناه سابقًا لا يتناقض مع الجد في طلب الشهادة، والسعي الصادق في تحصيلها، فالنائلون لدرجتها وفضلها قسمان: قسم نالها حقيقةً، فقُتل في ميدان المعركة في سبيل الله، وقسم سعى صادقًا في طلبها وبحث عنها وتعرض لها، وظلّ يحرص عليها في كل موطن، ولكن لم يُقتل في ميدان المعركة، وهذا هو الذي أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم – بأنه يبلغ منازل الشهداء وإن مات على فراشه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من طلب الشّهادة صادقًا، أعطيها، ولو لم تصبه" (رواه مسلم)، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: "من سأل اللّهَ تعالى الشّهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشّهداء وإن مات على فراشه" (رواه مسلم).

إعلان

والعجيب أنّ الإمام مسلمٌ ذكر بعد هذا الحديث مباشرةً حديثًا يبيّن ارتباط هذا الحديث بالمعنى الأخير الذي ذكرناه من السعي الصادق في طلب الشهادة لا مجرد السؤال مع القعود، وهذا الحديث هو قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: "من مات ولم يغز، ولم يحدّث به نفسه، مات على شعبةٍ من نفاقٍ" (رواه مسلم).

ومن رحمة الله -عز وجل – بهذه الأمة، وتفضّله عليها أن جعل لها أنواعًا من الميتات غير القتل في سبيل الله، ينال أصحابها من درجات الشهادة في سبيل الله، ويُرفعون في مقامات الشهداء، وهذا من تفضّل الله -عز وجل – على هذه الأمة المرحومة، قال صلى الله عليه وسلم: "ما تعدّون الشّهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إنّ شهداء أمّتي إذن لقليل، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قُتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، ومن غرق فهو شهيد" (رواه مسلم).

وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: "ما تعدّون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل اللّه تعالى، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل اللّه: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمعٍ (حمل أو ولادة) شهيد" (أخرجه أبو داود والنسائي).

وقد جمع بعض العلماء الأحاديث الواردة في بيان أنواع الشهداء، فوصلت إلى ما يقارب عشرين نوعًا. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٦/٤٤): "وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة… وهذه كلّها ميتات فيها شدّة، تفضّل الله على أمّة محمّدٍ ﷺ بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم، وزيادة في أجورهم، يبلّغهم بها مراتب الشهداء".

والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنّ الشهادة درجات، وأن أصحابها ليسوا في المرتبة سواء، ويدل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سئل: "أيّ الجهاد أفضل؟ قال : من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده" (رواه أبو داود والنسائي).

إعلان

ويتحصّل من كل ما سبق أنّ الشهادة مراتب، أعلاها القتل في سبيل الله في ميدان المعركة، وأن من مات بالميتات المذكورة في الأحاديث وهو موحدٌ الله -عز وجل -، فله مرتبةٌ من مراتب الشهادة في سبيل الله، ورحمة الله واسعة، وفضله عظيم، يؤتيه من يشاء بعدله وحكمته ورحمته.

وختامًا، أسأل الله العلي العظيم أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه، وأن يكرمنا بالشهادة في سبيله، مقبلين غير مدبرين، ومثخنين في أعدائه أعداء الدين، والحمد لله رب العالمين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان