في عالمٍ تتصارع فيه الجيوش على السلاح والتكنولوجيا، هناك من يسطرون أعظم الملاحم بصمت الظلال وسرِّية الأبطال.. إنها وحدة الظل، الوحدة التي لا تُرى ولكنها حاضرة، التي لا تُسمع ولكنها تفعل!. حين يُذكر اسمها، تخفق القلوب فخرًا، وتتهامس الحناجر إعجابًا، إنها النور المستتر خلف الستار، الذي يحمل الأمانة في ظلمة الحرب وضجيجها.
هؤلاء الرجال لا يعرفون الراحة، ولا يطلبون الإشادة، وإنما يمضون خلف قضيتهم بخطى واثقة وعزيمة صلبة، وكأنهم كتبوا على أنفسهم أن يكونوا خط الدفاع الأوَّل عن الكرامة، وحراس الأمل في ميادين المعركة. وحدة الظل ليست مجرد عنوان؛ إنها قصة بطولة تُكتب بعرقهم وصبرهم، وشعلة نور تحمي الأسرى خلف خطوط النار، وتجعل من المستحيل واقعًا.
سنة ونصف من الحرب الضروس، ظلت خلالها وحدة الظل صامدة كالجبل، رجالها يحرسون الأسرى ويواجهون التحديات، بينما تقبع عائلاتهم تحت أهوال الحرب في غزة
وحدة الظل، الاسم الذي بات يرعب العدو، ويُلهب مشاعر الأمل لدى كل فلسطيني، هي رمز الإصرار على الانتصار حتى في أعتى الظروف.
هذه الوحدة، التي كرست نفسها لحماية أسرى الاحتلال من الجنود والمختطفين، تعمل بصمت خلف الكواليس، بعيدًا عن الأضواء، مدركة أن كل لحظة في حياتها قد تكون الأخيرة. ورغم هذا المصير المجهول، فإن يقينها بالله يجعلها تمضي بقلب مطمئن وعزيمة لا تعرف الانكسار.
سنة ونصف من الحرب الضروس، ظلت خلالها وحدة الظل صامدة كالجبل، رجالها يحرسون الأسرى ويواجهون التحديات، بينما تقبع عائلاتهم تحت أهوال الحرب في غزة.. لم ينكسروا أمام الخوف، ولم يتراجعوا أمام تهديدات العدو الذي يلاحقهم في كل زاوية؛ بل ظلوا مرابطين، ينفذون واجبهم الديني والوطني، وعيونهم ترنو إلى وعد الله بالنصر والتمكين.
هؤلاء الأبطال لا يرون في تضحياتهم مجرد مهمة عسكرية، بل عبادة تتقرب بها أرواحهم إلى الله؛ إنهم يدركون أن حراسة هؤلاء الأسرى ليست فقط للحفاظ على ورقة ضغط، بل هي جزء من معركة التحرير الكبرى، حيث تتم مبادلة هؤلاء الأسرى بأبطال فلسطينيين قضوا سنوات عمرهم خلف قضبان الاحتلال.
كل لحظة عاشتها وحدة الظل كانت درسًا في الفداء والإيمان، وكل خطوة خطوها في ظل الخطر كانت شاهدًا على أن فلسطين لا تزال تنجب رجالًا يحملون قضيتها فوق أكتافهم؛ ويجعلون من أرواحهم جسرًا نحو الحرية.
تحية إجلال لمن جعلوا من الظل سلاحًا، ومن الإيمان حصنًا، ومن التضحية طريقًا نحو النصر!
وفي النهاية، حين يُذكر الوفاء يُذكر رجال وحدة الظل، وحين تُحكى أساطير الصبر والفداء، يسطع نجمهم في صفحات التاريخ.. هم الظل الذي يحمي النور، والسيف الذي لا يُغمد حتى تتحقق العدالة، هم الأبطال الذين لا تُرى وجوههم، لكن بصماتهم محفورة في جبين العزة، وقلوب كل من يؤمن بأن للحرية ثمنًا، وللكرامة رجالًا.
تحية إجلال لمن جعلوا من الظل سلاحًا، ومن الإيمان حصنًا، ومن التضحية طريقًا نحو النصر!
سيبقى اسمهم محفورًا في ذاكرة الأجيال، وستظل تضحياتهم منارة لكل من يبحث عن الحرية والكرامة.. يا رجال الظل، أنتم الضوء في عتمة الطريق، أنتم منارة الصمود في وجه الظلم، وأنتم الحكاية التي لن تنتهي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.