شعار قسم مدونات

شعارات أسدية من الزمن الغابر

مدونات - سجن الأسد صيدنايا
تم هرس وقتل وتغييب عشرات الآلاف من السوريين في غياهب المعتقلات (مواقع التواصل)
  • "الحيطان لها آذان" 

لطالما ترددت هذه العبارة الشعبية على لسان كل سوريّ معبرةً عن سطوة الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد؛ التي كانت تعتقل وتبطش وتعذب لمجرد الشك بأن أحدًا تكلم، أو فكر مجرد تفكير بسوء نية في نظام الأسد.

كذلك الشأن مع من أعطى مجرد رأي مخالف بحركته التصحيحيّة "المجيدة"؛ فـ"هي التي خلصت السوريين من كل الشرور، وأنبتت الغنى والرفاه للشعب السوري"، كما روّج لها منذ زمن "المقبور" حافظ الأسد وجيشه العرمرم، من عسكر ومشايخ ومفتين تكالبوا على محو عروبة الهوية السورية، وجرها نحو براثن المشروع الإيراني الطائفي.

تم هرس وقتل وتغييب عشرات الآلاف من السوريين في غياهب المعتقلات، التي كانت السياط الوحشية لهذه الثلة الطاغية، تقتل بدم بارد.. تنتهك الأعراض.. تتفنن بشتى ألوان العذاب، التي لم تعهدها عقول البشرية جمعاء منذ نشأتها، لتصفية كل عقل مفكر، وكل لسان ناطق هدفه كشف إجرامهم ونشر الوعي بين أبناء سوريا، التي أصبح شعبها في مرحلة من المراحل شعبًا لا يرى ولا يتكلم خوفًا من بطش عصابة الأسد، التي أمعنت بشكل منظم بتهجير العقول النابغة، والسياسيين والمفكرين المحنكين، لصياغة وتهيئة بيئة تناسبهم تحت شعار "الأسد للأبد"، وكأن سوريا "درة الشام" مزرعة شخصيّة لهم، ومقدراتها مصدر خاص لجيبهم.

بعد أزيد من شهر بقليل على سقوط نظام الأسد الفار وخلاصنا منه، بلا قيود تنطق أقلامنا بكل حرية لوصف غيض من فيض، ونقطة من بحر ألم وقهر مرير عايشناه على مدى حكمهم

  • "الأسد أو نحرق البلد"
إعلان

منذ مجزرة حماة في ثمانينيات القرن الماضي، وصولًا إلى آلاف المجازر في الثورة السورية، التي هبت شرارتها عام 2011، وقوبلت بأعتى هجوم من الجيش الأسدي ومليشياته الطائفية، لإسكات صوت الحق الذي زمجر لإزالة هذا الظلم الجاثم بكل ثقله على صدرنا.. جسدت تلك الشعارات المقيتة، والتي تم دسها بشكل مدروس في نفوس "جيش الوطن" وحماة عرينه، لتحويله إلى عصابة همجية هدفها الأوحد حماية عرش الأسد وإحراق البلد، لتشهد سوريا على مدى أربعة عشر عامًا أسوأ عدوان ممنهج، لتدمير وتصفية كل من يعارض طاغية الشام، لتثبيت حكمه الزائل ولو على حساب آلاف الأرواح التي أزهقت، وملايين العائلات التي هجرت.

بعد أزيد من شهر بقليل على سقوط نظام الأسد الفار وخلاصنا منه، بلا قيود تنطق أقلامنا بكل حرية لوصف غيض من فيض، ونقطة من بحر ألم وقهر مرير عايشناه على مدى حكمهم.

وكما قيل، سوريا انتقلت من عام 1975 إلى عام 2025، لتطوَى فيه أحلك صفحة في التاريخ الحديث، آملين بفجر جديد يعيد بلدنا الغالي إلى مصافّ الأمم المتقدمة، ليكون منارة العالم باعتباره من أقدم وأعرق الحضارات.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان