شعار قسم مدونات

"قسد" إلى أين؟

قوات قسد - الأناضول
معضلة السلاح بيد "قسد" ستبقى بيت القصيد (الأناضول)

"قسد" ملفُّ تركيا وسوريا الآني والأكثرُ إلحاحًا وأولوية. فلنتساءل: ما خيارات قسد؟ وما سقف الدعم الأميركي؟ وهل مصالح أميركا مع تركيا ستتفوّق على حاجة أميركا لـ"قسد" لتكون كبشَ فداءٍ جديدًا؟

بدون أدنى شك، إن الإدارة السورية الجديدة لن تستطيع بمفردها حسم ملف "قسد" ما دامت أميركا تستخدم الجزرة والعصا؛ لكن -أيضًا- أليس إنهاء الدورين: الروسي، والإيراني في سوريا يخدم أميركا، وهو إنجاز يحسب لثوار سوريا وداعمهم التركي، وبلغة المصالح "واحدة بواحدة"؟ لكن، لا يبدو أن ذلك أقنع الإدارة الأميركية حتى الآن، وهذا ما يتضح في الفترة الراهنة.

ومع ذلك، تركيا تصعّد عسكريًا، وكل تصريحات المسؤولين الأتراك – من أردوغان إلى دولت بهتشلي ووزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع التركي بلهجة أقوى- تجمع على أن وحدة سوريا أمر كائن وغير قابل للنقاش، ووجود كيانات كردية مسلحة (بي كاكا مع واي بي جي) على حدود تركيا مستحيل وغير قابل للاستمرار، وأن الخيار العسكري جاهز وفي المتناول وعلى وشك الحدوث.. لكن ماذا عن راعي "قسد" الرسمي، الولايات المتحدة الأميركية؟

في ظل تقاطع وجهات النظر الأميركية التركية بشأن "قسد"، فإن فرص الإدارة السورية الجديدة في فرض واقع جديد ممكن ما دامت "قسد" تمسك السلاح، ولو رفعت علم سوريا الجديد

أتغيّر متغيرات سوريا الإستراتيجية الأميركية نحو "قسد"، وتضع الأكراد في مخاطرة وأمر واقع غير مرغوب فيه، ليصبحوا دون غطاء أميركي، بين مطرقة تركيا وسندان السلطات السورية الجديدة، أم ستصبح الولايات المتحدة الأميركية وسيطًا لإيجاد حل مرضٍ للجميع، بحيث تنخرط "قسد" في سوريا الجديدة، مع وعود بإعطاء الأكراد المنضوين تحت "قسد" نصيبًا في المشاركة في السلطة السورية الجديدة، لتصبح أميركا محتفظة بـ"قسد" مع عدم حدوث أزمة مع الأتراك، اللاعبين الرئيسيين في سوريا بحسب ترامب؟

إعلان

لكن ذاك مستحيل، لأن معضلة السلاح بيد "قسد" ستبقى بيت القصيد.

ومع ذلك، فخيارات "قسد" على ما نظن أقل بكثير مما سبق؛ لأن الدور التركي أصبح محوريًا في سوريا، وخروج روسيا وإيران من المشهد يجعل من اللاعب التركي الورقة الأقوى، خاصة في ظل توافق تام مع سلطات سوريا الجديدة.

وذلك يمكن أن يؤثر على الموقف الأميركي، الذي قد يتنازل عن دعم الأكراد تدريجيًا. ومع ذلك وذاك يبقى السؤال المحير: ما سر بقاء الأكراد متمسكين بعرقيتهم، وعدم انتهازهم فرصة الانخراط في رسم ملامح سوريا الجديدة سلمًا، بدل إخضاعهم بالقوة التي بها قد يخسرون كل شيء، حتى المشاركة في السلطة السورية الجديدة.

وإجمالًا، وفي ظلّ تقاطع وجهات النظر الأميركية التركية بشأن "قسد"، فإن فرص الإدارة السورية الجديدة في فرض واقع جديد ممكن ما دامت "قسد" تمسك السلاح، ولو رفعت علم سوريا الجديد.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان