شعار قسم مدونات

نور الحرية يشرق من جديد

ألاء شرف مع فريقها أثرنا في دمشق
فريق شبابي تطوعي يساهم في تنظيف العاصمة دمشق بعد سقوط الأسد (الجزيرة)
  • أيها الأحرار.. أيها الشرفاء

أكتب إليكم وأنا ما زلت أرتعش من فرحة لا توصف، فرحة العصفور الذي يطلق سراحه من القفص، فرحة الإنسان الذي يستنشق هواء الحرية بعد أن قبع في زنزانة مظلمة. لقد خرجت للتو من جحيم سجن عدرا، ذلك المكان الذي تحول إلى مقبرة للأحلام، وسجن للأرواح، لكنني خرجت منه وأنا أحمل في قلبي شعلة أمل لا تنطفئ.

في تلك الزنزانة المظلمة، كنت أفكر كثيرًا في سوريا الحرة، في سوريا التي نريدها لأطفالنا، في سوريا التي تسودها العدالة والمساواة

في سجن عدرا، التقيت بنساء قويات، كلٌّ منهن تحمل قصة كفاحها الخاص.. كنّا نلتقي في الزنزانة، نتبادل القصص والأحلام، وندعم بعضنا. كانت تلك اللقاءات بمثابة شمعة في الظلام، تنير لنا الطريق وتعطينا القوة لمواصلة السير.

أذكر جيدًا ليلة احتفالنا بعيد ميلاد إحدى الزميلات، استطعنا تهريب شمعة صغيرة، وقمنا بتغليف علبة طعام فارغة بورق ملون، وتحويلها إلى قالب كيك وهمي.. احتفلنا معًا، وغنينا أغاني وطنية، وتخيلنا أننا في بيوتنا مع عائلاتنا. كانت تلك الليلة من أجمل الليالي التي قضيناها في السجن.

أيام وسنوات قضيناها خلف القضبان، أيام وليالٍ طويلة قضيناها نتساءل عن سبب كل هذا الظلم، ونتساءل عن مستقبل بلدنا، كانت الساعات تمر ببطء شديد، وكنا نحاول أن نشغل أنفسنا بأي شيء، بقراءة الكتب، بحفظ القرآن، أو ببساطة بالتحدث فيما بيننا.

إعلان

في تلك الزنزانة المظلمة، كنت أفكر كثيرًا في سوريا الحرة، في سوريا التي نريدها لأطفالنا، في سوريا التي تسودها العدالة والمساواة.. كنت أتخيل نفسي وأنا أتجول في شوارع دمشق، وأزور الأماكن التي أحبها، وألتقي بأصدقائي وعائلتي، كنت أحلم بيوم أعود فيه إلى بيتي، وأحضن أهلي وأصدقائي.

أدعو الله أن يحفظ سوريا وشعبها، وأن يمنحنا النصر والتمكين، وأن يجمع شملنا في وطن حر آمن

عندما أخبرونا بالإفراج عنا، لم أصدق أذني في البداية، ظننت أنني أحلم، شعرت بسعادة غامرة، وشكرت الله على هذه النعمة.

اليوم، تحقق حلمي بالخروج من السجن، ولكن حلمي الأكبر هو تحرير سوريا كاملة.. أدعو الله أن يجمع شملنا في وطن حر آمن، وطن يعيش فيه الجميع في سلام ووئام.

أوجه رسالة إلى كل سجينة رأي، إلى كل معتقلة ظلمًا، أقول لهن إنكن لستن وحدكن، وإننا سنظل نناضل من أجلكن حتى نخرجكن من ظلمات السجون، ونعيد إليكن أملكن وحريتكن.

أدعو الله أن يحفظ سوريا وشعبها، وأن يمنحنا النصر والتمكين، وأن يجمع شملنا في وطن حر آمن.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان