رصاصات على معبر جسر الكرامة

تشييع جثمان الأردني ماهر الجازي منفذ عملية معبر جسر الملك حسين
تشييع جثمان الأردني ماهر الجازي منفذ عملية جسر الملك حسين (الجزيرة)

تسلّم الأردن اليوم جثمان الشهيد ماهر الجازي، منفذ عملية معبر الكرامة كردٍ على مجازر الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وبرهانٍ على بطلان صور متوهّمة سادت في المجتمع الصهيوني خلال السنوات الماضية عن واقع القضية الفلسطينية لدى البلاد العربية، وتأكيدٍ على رفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه وأطماعه في فلسطين المحتلة والأردن، بعد قول نتنياهو إن الفلسطينيين لا يمثلون سوى نسبة بسيطة من العرب، وذهب بذلك إلى إمكانية إنهاء القضية الفلسطينية بمسار التطبيع.

كذلك كانت العملية ردًّا على توالي فصول الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتواصل العدوان الهمجي على قطاع غزة والضفة الغربية، وترافقت مع تلقي الاحتلال ونتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة الصفعة تلو الصفعة، ومراكمة الفشل نتيجة إرهابه، وفظاعة حرب الإبادة، وارتكاب المجازر اليومية التي تؤجّج مشاعر الغضب والكراهية لدى الشعوب العربية الأصيلة، الرافضة للظلم والذل.

ولقد تصعّدت الأحداث جراء ما تقوم به قوات الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، إضافة إلى جرائم عصابات المستعمرين، والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، والانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. ومن المؤكد أن الاحتلال يحصد ما زرعه من بذور حقد وغضب وكراهية لدى جميع الشعوب العربية والإسلامية، التي تشكل القضية الفلسطينية بالنسبة لها محور الصراع الذي تلتف حوله، ومعهم في ذلك أحرار العالم.

الاحتلال الآن يجني ثمار ما زرع، وعملية ماهر الجازي إحدى تلك الثمار! فكيف كانت؟ وما دلالاتها؟

معبر الكرامة – كما يسمّى فلسطينيًا- عبارة عن جسر بري يصل بين الضفة الغربية والأردن، ويخصّص لسفر الفلسطينيين باتجاه الأراضي الأردنية، وتتخلَّله نقاط فحص وتفتيش من الاحتلال، قبل السماح للمسافرين بالمرور من الضفة وإليها

فشل ذريع

رغم كل الترتيبات الأمنية، والاستنفار الذي قامت به قوات الاحتلال طوال الفترة الماضية، استطاع الشاب المغوار – وهو سائق شاحنة أردني- القيام بعملية إطلاق النار من مسدس على مجموعة من المسؤولين وضباط أمن المعبر المتواجدين لتفتيش الشاحنات القادمة من الأردن عبر معبر الكرامة، لتحمل هذه العملية وغيرها معاني الاستخفاف باتفاقيات السلام، وتشكل خيبة للطامحين في تدجين وتطويع الشباب العربي، أو ضرب شعورهم بواجبهم القومي تجاه قضية فلسطين.

إعلان

من هو الشهيد ماهر الجازي منفذ عملية معبر الكرامة؟

هو حفيد قبيلة الحويطات، أردني الجنسية، ويبلغ من العمر 39 عامًا. والجازي، وفق البيانات التي نشرتها الهيئة، من مواليد عام 1985 في بلدة أذرح بمحافظة معان جنوبي الأردن.

معبر الكرامة

معبر الكرامة -كما يسمّى فلسطينيًا- عبارة عن جسر بري يصل بين الضفة الغربية والأردنّ، ويخصّص لسفر الفلسطينيين باتجاه الأراضي الأردنية، وتتخلَّله نقاط فحص وتفتيش من الاحتلال، قبل السماح للمسافرين بالمرور من الضفة وإليها. ويواجه سكان الضفة معاناة كبيرة على الجسر البري؛ بسبب إجراءات الاحتلال، لا سيما أنه يفتح يوميًّا لساعات محددة، علاوة على إغلاقه من قبل الاحتلال بين الفينة والأخرى بحجج أمنية وخلال الأعياد "اليهودية".

ليس بعيدًا عن المعبر المخصَّص للمسافرين، هناك منفذ مخصّص للشاحنات التّجارية المارّة من الضفة وإليها، ومن خلال هذا المنفذ، يراقب الاحتلال  كلّ شيء يدخل إلى الضفة، أو يخرج منها باتجاه الأردن. كما يتحكم الاحتلال بكميات ونوعية البضائع التي تُنقل إلى الجانب الآخر.

جرائم حرب الإبادة الجماعية، التي تُرتكب في غزة والضفة الغربية، وحّدت الشعوب العربية لنصرة القضية الفلسطينية، وعملية معبر جسر الكرامة، هي جس نبض للشارع العربي، الذي يرفض السلوك السادي للاحتلال

تفاصيل عملية إطلاق النار على الاحتلال عند معبر الكرامة

أشارت وسائل إعلام، إلى أن الشاحنة التي كان يقودها الشاب الأردني، منفذ عملية جسر الكرامة، قبل أن يترجل منها ويبدأ بإطلاق الرصاص نحو حراس الأمن، لم تكن مفخخة. وأدت العملية إلى مقتل 3 "إسرائيليين" من حراس الأمن غير العسكريين. وقد أعلنت وزارة الداخلية الأردنية، أنها فتحت تحقيقًا في الهجوم لتحديد كافة تفاصيله.

فى المقابل، أغلقت قوات الاحتلال كافة المعابر البرية مع الأردن، ومنعت مرور المسافرين، كما عمدت إلى التحقيق مع سائقي الشاحنات المتواجدة في المكان، ما أدى إلى تكدس العشرات من القوافل.

يمكن القول؛ إن جرائم حرب الإبادة الجماعية، التي تُرتكب في غزة والضفة الغربية، وحّدت الشعوب العربية لنصرة للقضية الفلسطينية، وإن عملية معبر جسر الكرامة، هي جس نبض الشارع العربي، الذي يرفض وبشدة السلوك السادي والفاشي للاحتلال.

الشهيد ماهر الجازي سعى لإيقاظ العزيمة في شعوب الأمة العربية، وتذكيرهم بأنهم أبناء أمة واحدة، وكرامة واحدة، وأن عملية الكرامة هي أصدق تعبير عن التضامن بين الإخوة، وضربة مدوّية للأسلحة التي صدِئت في مستودعات الجيوش العربية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان