- هل سلكت يومًا طريقًا بالخطأ؟ أرجو أن تسمع تجربتي..
كان الظرف الجوي سيئًا، وكنت أسير بالسيارة في طريق، بالكاد أبصر الذي أمامي، وبسبب سوء الأحوال الجوية سلكت الطريق الخطأ، وهذا ما أتعبني غاية التعب. حمدًا لله أنّ الأمر جرى على هذا النحو وكفى؛ فهناك من يخسر حياته، وهناك من يصنع الكوارث في مثل هذه الظروف الخطرة.
بالفعل، كلنا عرضة للدخول في "السكة الغلط"، لا سيما عند تشويش الرؤية لضباب أو لعاصفة رملية مفاجئة، قد لا نعلم أن الطريق بهذا السوء، فإذا ما وقعنا في مثل هذا المأزق، فعلينا أن نعلن حالة الطوارئ، ولتكن السلامة هي الهدف الأهم. لهذا نقول: احذر ثم احذر، فقد يحدث لك ما لا تحمد عاقبته، لا سمح الله، لهذا انتبه إلى مفترقات الطرق، حتى لا تقع الكارثة، لا قدر الله!
البعض يستهين بالقرارات، وبالأفكار التي تساهم في اتخاذها، وهذا أمر خطير، فالبوصلة قد تتغير من الشمال إلى الجنوب، وقبلة الصلاة قد تكون عكس ما نحن عليه، إذا لم ندقق قبل الفعل قد يذهب البناء هدرًا ويضيع العمر سدى
في هذه الحياة العديد من مفترقات الطرق، بعضها قد يكون هامًّا جدًا، لهذا توقف لحظة عند مفترق الطريق، وتفكر.. فتوقُّفك هذا غاية في الأهمية، اسأل نفسك: أي الخيارين أفضل؟ ثم ادرس العواقب قبل الفعل حتى لا تندم، فهناك من أضاع الكثير من عمره بطرْق الباب الخطأ.
السؤال الوجيه: ما يضرك قبل اتخاذ القرار الهام أن تفكر مرتين؟ مثلًا: امرأة ستتزوج، أو طالب سيدرس في تخصص ما، أو شاب سيبدأ مشروعًا، أو رجل سيقترض من البنك ليبني منزل العمر.. وتطول القائمة. تختلف مفترقات الطرق، وكلنا عرضة لسلوك الجادة الخاطئة، لذا يجب علينا التريث والتفكر قبل اتخاذ أحد الطريقين، الإقدام أو الإحجام. ليس عيبًا أن تستشير، ولا أن تتأخر بعض الوقت حتى تهدأ العاصفة وتتضح الرؤية. الحكمة تقول لك: تريث، فإذا عزمت فتوكل.
البعض يستهين بالقرارات، وبالأفكار التي تساهم في اتخاذها، وهذا أمر خطير، فالبوصلة قد تتغير من الشمال إلى الجنوب، وقبلة الصلاة قد تكون عكس ما نحن عليه، إذا لم ندقق قبل الفعل قد يذهب البناء هدرًا ويضيع العمر سدى، بل قد تقع الكارثة!. وإليك هذه الحكاية..
عاد الرجل من سفره فوجد أن في فراشه رجلًا وامرأة، فظن أنّ زوجته تخونه، ولم يكن في الفراش إلا أبوه وأمه، ماذا سيفعل المتعجل؟ وما الذي سيفعله المتحقق؟ الحياة تضعنا على مفترق طرق، فماذا سنفعل عند المفترق؟!
أقام رجل مأدبة للفقراء، ثم قال: الله يكرم من يكرم عياله، فلماذا لا أدعو بعض الأغنياء لها؟ انتهت المأدبة ولم يكن فيها فقير واحد.. هذه القصة قد تكون من وحي الخيال، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فكم من عمل نريد به وجه الله والدار الآخرة، ثم في مفترق طريق تسير العجلة إلى ناحية أخرى مخالفة للهدف الأول بمقدار ١٨٠ درجة، والسبب هو حلول فكرة عارضة؟ قد تكون هذه الفكرة عفوية وصغيرة، لكنها هي التي ستحرف المقود إلى الاتجاه المخالف!!
لمن يستصغر الحروف الصغيرة نقول: توقف، فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة، ربّ كلمة لا يُلقى لها بال تهوي بصاحبها في جهنم، ربّ كلمة قالت لصاحبها دعني
لهذا علينا ألا نستصغر الأفكار، فهي كفيلة بنقل الواحد من معسكر لآخر، ولقد أجاد الشاعر بقوله:
كـل الحـوادث مبـدؤها من الـنظـر .. ومعظم النار من مستصغر الشرر
ويقول المتنبي:
لا تحقرن صغيرًا في مخاصمة .. إنّ الـبعوضة أدمـت مقلة الأسد
فلمن يستصغر الحروف الصغيرة نقول: توقف، فربّ كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة، ربّ كلمة لا يُلقى لها بال تهوي بصاحبها في جهنم، ربّ كلمة قالت لصاحبها دعني.. القاعدة تقول: لكل عمل جيد تنوي فعله سهام تريد أن تحرفك عنه، لهذا كن حذرًا عند مفترق الطرق، واقطع الطّريق على قطّاع الطّريق.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.