أعيش في واقع لا يمكن تخيله، حيث الموت يصبح رفيقًا دائمًا. لكنني أرفض أن أكون ضحية. أوزّع الأمل لكل من حولي، أزرع بذور القوة في قلوب الأطفال الذين فقدوا آباءهم، وأحاول أن أكون النور في ظلام هذا العالم القاسي. رغم أنني متعبة وحزينة، فإنني أجد في توزيع الأمل وسيلة لتقوية نفسي، وتذكير الآخرين بأن الحياة تستحق أن نعيشها.
أبتسم للأطفال، أشجع النساء على التحدث عن مخاوفهنّ، وأدعم الرجال في جهودهم اليومية. نعم، أشعر بالتعب والحزن، لكنني أجد في توزيع الأمل قوة تمنحني القدرة على الاستمرار.
في قلب غزة المحاصرة، حيث تتناثر البيوت على أطلالها، ويغلف الهواء صوت الانفجارات ورائحة الدمار، تنبض حياة قوامها الأمل والصمود. هنا، حيث تختلط ضحكات الأطفال بدموع الأمهات، وحيث تصمد شابة في وجه الجوع والخوف والرعب، تبقى غزة حية في قلوب أبنائها.
غزة ليست مجرد مكان، إنها فكرة، روح تقاوم. نحن هنا لن نرحل، لن نستسلم. سنبني بيوتنا من جديد، وسنعيد رسم أحلامنا على جدران الأمل
اليوم الأول
استيقظتُ على صوتٍ مرعب، كان يبدو كأنه نهاية العالم. أدركتُ أن الحرب قد بدأت من جديد. نظرتُ إلى وجه أمي، كان هناك خليط من الخوف والقلق، لكنني كنت أرى في عينيها حمايتنا، وكأنها تقول لا تخافوا أنا معكم. في غزة، تعلّمنا أن نعيش كل يوم كما لو كان الأخير، لكننا دائمًا نتطلع إلى الغد.
اليوم الخامس: الجوع والتشريد
الجوع هنا ليس غريبًا علينا، ولكن مع الحصار أصبح أكثر قسوة. نتقاسم كل ما نملك، حتى لو كان قليلًا. الأطفال في حينا يبتسمون رغم كل شيء، يلعبون بكرات قديمة، ويصنعون ألعابهم من بقايا الدمار. في كل زاوية، تجد حكاية صمود لا يعرفها أحد."
اليوم العاشر: الأمل في العتمة
رغم القصف المستمر، هناك لحظات من السعادة. تجمعنا الليالي المظلمة حول شمعة واحدة، نحكي قصصًا عن أيام أفضل ونحلم بغدٍ مشرق. الأمل هو سلاحنا الأقوى. أتذكر قول الشاعر: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل".
اليوم العشرون: التوثيق والشجاعة
"بدأتُ في تدوين كل شيء. أكتب عن الأطفال الذين فقدوا بيوتهم، عن الأمهات اللواتي فقدن أحباءهن، وعن الأمل الذي لا ينطفئ في قلوبنا. ألتقط صورًا تعبر عن هذه القصص، صورًا تخلد لحظات الحياة وسط الدمار. كل لقطة وكل كلمة هي شهادة على حبنا للحياة وإيماننا بحريتنا. كما قال غسان كنفاني: "إن الإنسان قضية."
اليوم الثلاثون: الصمود والتمسك بالحياة
غزة ليست مجرد مكان، إنها فكرة، روح تقاوم. نحن هنا لن نرحل، لن نستسلم. سنبني بيوتنا من جديد، وسنعيد رسم أحلامنا على جدران الأمل. كما قال نيلسون مانديلا: "الأمل هو سلاح الشعوب المظلومة".
اليوم المئة: البقاء رغم الموت
رأيت الموت أكثر من مرة، ونجوت. شعرت بالرعب يتسلل إلى قلبي، لكنني لم أسمح له بالسيطرة عليّ. هنا، نتعلم أن النجاة ليست مجرد حظ، بل هي شجاعة وصبر. العالم قد نسانا، يراقب عبر شاشاته ونحن نواجه القنابل. لكننا نعلم أن الصمود هو رسالتنا للعالم،"أننا هنا لن نختفي."
في غزة، نعيش كل يوم بواقع مليء بالتحديات، لكننا نصنع من تلك التحديات قصصًا للانتصار. الحروب والحصار جزء من حياتنا، لكن الأمل والإيمان بالمستقبل هو ما يبقينا واقفين
اليوم المئتان: الغضب والعزيمة
الغضب يملأ قلبي كلما رأيت أحباءنا يقتلون أمام عيني. أشعر بأن العالم يشاهد بدون أن يتحرك. هذه الحرب ليست مجرد معركة على الأرض، بل هي معركة على الإنسانية. نحن نصمد لأننا نؤمن بأن حياتنا تستحق، بأننا نستحق الأمان والحرية. كما قال المهاتما غاندي: "الأمل الوحيد ضد القهر هو أن نقف بشجاعة".
اليوم الثلاثمئة: النجاة والذاكرة
مرّ ثلاثمئة يوم على الحرب. ثلاثمئة يوم من الخوف والجوع والموت، لكنني ما زلت هنا. نجوت من الموت مرات عديدة، رأيت الدمار والدماء، شعرت بالرعب يلتهم قلبي. لكنني لم أستسلم. هنا في غزة، نحن نعيش ونحب ونعمل رغم كل شيء. نؤمن بأن الحياة تستحق أن نعيشها. نعلم أن العالم قد نسانا، لكننا لا نزال نقاوم. كما قال مارتن لوثر كينغ: "في النهاية، لن نتذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا".
في غزة، نعيش كل يوم بواقع مليء بالتحديات، لكننا نصنع من تلك التحديات قصصًا للانتصار. الحروب والحصار جزء من حياتنا، لكن الأمل والإيمان بالمستقبل هو ما يبقينا واقفين. نحن نعلم أن العالم قد نسانا، لكننا لن نستسلم أبدًا. سنظل نقاوم ونبني ونحب، لأن الحياة تستحق. هنا، في غزة، نتعلم أن الصمود ليس خيارًا، بل هو أسلوب حياة. نحن نزرع الأمل في قلوبنا وفي قلوب أطفالنا، ونحلم بغدٍ أفضل، حيث يمكننا أن نعيش بسلام وحرية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.