ليس جديدًا ولا مستغربًا على كتائب القسام وفصائل المقاومة هذا الأداء في الميدان، وليست جديدة هذه الانتصارات والنجاحات التي حققتها خلال الجولات الأخيرة مع قوات الاحتلال، التي تلقت ضربات قاسية ودروسًا لن تنساها، فيما بدت كتائب القسام وفصائل المقاومة هي صاحبة اليد العليا، والمتفوقة على جيش الاحتلال الذي يمتلك أحدث ترسانة من الأسلحة والتكنولوجيا ووسائل التدمير، مع الدعم الأميركي والغربي غير المحدود، الذي تعجز عن مواجهته دولٌ مجتمعة في المنطقة.
خاضت فصائل المقاومة – وفي مقدمتها كتائب القسام – في أنحاء قطاع غزة المواجهات بدقة متناهية وإبداع في الأداء الميداني، وقد تمثّل ذلك في مشاهد لعمليات مختلفة جلها نوعي، استهدفت فيها جنودَ وآليات جيش الاحتلال في محاور القتال بالشجاعية وبمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
دأبت كتائب القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية التي قام بها جيش الاحتلال يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي
وكانت أولى العمليات التي وثّقها المقطع تفجير دبابة ميركافا من مسافة صفر بعبوة شواظ، حيث وضعها اثنان من مقاتلي القسام على جسم الدبابة، ثم ابتعدا سريعًا قبل تفجيرها، وأظهر المقطع بصورة واضحة عملية تفجير الدبابة، في حين علت تكبيرات مقاتلي كتائب القسام خلال توثيق المشهد، كما تضمن المقطع مشهد استهداف دبابتين أخريين بقذيفة الياسين 105، وإطلاق قذائف مدافع الهاون من محاور متعددة، وأماكن مختلفة.
لقد دأبت كتائب القسام في غزة على توثيق عملياتها ضد جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية التي قام بها جيش الاحتلال يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نُفّذت ضد قوات الاحتلال، ومنها أيضًا مشاهد رصد القناص القسامي جنديًّا من جيش الاحتلال وهو يُخرج رأسه من برج دبابة، ويراقب جرّافة تعمل إلى جانبه، بينما يصوب القناص بندقيته "الغول" تجاه الهدف، وهي مثبتة على برميل كُتب إلى جانبه عبارة: "وسنبقى على جبل الرماة وخلفنا صوت النبي يردد لا تبرحوا لا تبرحوا".. وأظهرت المشاهد سقوط الجندي بعد إصابة مباشرة برصاص القناص.
على الجانب الآخر، يُعلن جيش الاحتلال عن ارتفاع عدد المصابين من جنود الاحتلال منذ معركة طوفان الأقصى إلى 4021، منهم 598 مصابًا في حالة خطيرة.
وبحسب ما كشفته القناة الـ12 العبرية، جاءت زيارة هرتسي هاليفي لرفح على خلفية تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، حيث نقلت عن مسؤولين وصفتهم بالرفيعين أن كبار جنرالات الاحتلال يريدون بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حركة حماس في السلطة في الوقت الحالي. بينما ذكر وزير المالية سموتريتش أن الاحتلال في لحظات حاسمة، وأنه يجب زيادة الضغط العسكري على حركة حماس وليس العكس.
وتتعارض تلك التصريحات مع ما قاله مفوض شكاوى الجنود السابق، اللواء إسحاق بريك، الذي اتهم الجيش بالكذب، وقال: إن القول إننا نقتل العشرات أو المئات من المقاتلين في كل معركة هي كذبة كاملة، ولا يوجد قتال وجهًا لوجه مع مقاتلي حركة حماس. وأشار بريك إلى أن جيش الاحتلال يدمر الأبنية، و"لكننا لا نلحق أي ضرر بمقاتلي حركة حماس، ونصاب بالمتفجرات والفخاخ التي يزرعونها، والصواريخ المضادة للدبابات التي يطلقونها".
تؤكد المعطيات أن الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا أمام إرادة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة والباسلة في قطاع غزة، رغم حرب الإبادة الجماعية
في المقابل، لم يحقق الاحتلال أيًّا من أهدافه المعلنة في حروبه السابقة على قطاع غزة، وفي العدوان الحالي أيضًا.. لم يحقق إلى اليوم شيئًا من أهدافه التي أعلن عنها، ولا يبدو أنه سيحققها.. الأمر الوحيد الذي حققه هو الدمار الهائل والقتل الرهيب في صفوف الأبرياء من الفلسطينيين، بينما يستمر تراكم فشله كمستعمر ومحتل لا يعرف إلّا التدمير والخراب والبطش والهمجية.
تؤكد المعطيات أن الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا أمام إرادة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة والباسلة في قطاع غزة، رغم حرب الإبادة الجماعية، واستهداف الأطفال والنساء، وجرائم التجويع والتعطيش والدمار بحق الفلسطينيين.
وتواصل المقاومة تلقين الاحتلال دروسًا، وإيقاع ضربات قوية بجيشه "الأخلاقي!" وحكومته المتطرفة الفاشلة، بل والمشروع الصهيوني برمته، ولنا بعد ذلك أن نفهم الدروس والعِبر من رجال كتائب القسام وفصائل المقاومة، في التنسيق الميداني على أرض غزة المباركة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.