شعار قسم مدونات

مرحلتنا الجديدة!

توقف صرف رواتب موظفي وأساتذة جامعة تعز
يجب أن تدركوا أن طريق النجاح صعب وشائك والوصول إليه يتطلب الطموح والعزيمة والإرادة القوية (الجزيرة)

انتهى تحدي الاثني عشر عامًا من مسيرتكم العلمية الأولى، التي تُعدّ مرحلة زرع البذور، ولكل منكم ذكريات فيها، وسواء أكانت سلبية أم إيجابية، فهي ممتعة.. وها أنتم تبدؤون مرحلة جديدة من حياتكم، وهي أهم مرحلة في حياة أي شاب يتطلع لبناء مستقبل واعد.

يجب أن تبدؤوا بروح إيجابية، مدركين تقدُّمكم عمريًّا وتوسُّعكم فكريًّا، حريصين على تكوين شخصياتكم الجديدة المغايرة لشخصية طالب الثانوي، علميًّا، وثقافيًّا، وأخلاقيًّا، ودينيًّا؛ ومدركين مسؤوليتكم كطلاب في الجامعة، وأهم مسؤولية تقع على عاتقكم في هذه المرحلة هي الحرص على التفوق الدراسي، والحصول على أعلى معدلات النجاح، والتسلح الكامل بالعلم والمعرفة.

معدلك الدراسي ليس معيارًا لذكائك، وأن قدراتك لا تقاس بشكل كامل من خلال الدرجات والتقييمات.. فكن فخورًا بنفسك وبكل ما حققته حتى الآن، ولا تيأس ولا تفقد الأمل

ولا تقف مسؤوليتكم عند الحصول على العلم في تخصص معين، بل تتعدى ذلك إلى أشياء أخرى، كالاستفادة مما تقدمه الحياة الجامعية في بناء شخصية الطالب القيادية، القوية، القادرة على تحمل المسؤولية والإبداع.

أنتم اليوم في بيئة جديدة مع أصدقاء جدد، وتخصصات جديدة ومناهج مختلفة، ولا شك أن كل هذا يؤدي إلى نشوء نوع من التخوف لديكم، نتيجة عدم معرفتكم لمعنى الحياة الجامعية، أو فهمكم الخاطئ لمعنى الحياة في الجامعة. ولعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الفهم الخاطئ هو تأثركم بتجارب أشخاص آخرين ممن سبقوكم، فهم في ذلك يرسمون حياة جامعية تختلف كل الاختلاف عن الحقيقية، فهي مزيج من ألوان الحياة المتعددة والممتعة.

إعلان

وخلال مسيرتكم، يجب أن تدركوا أن طريق النجاح صعب وشائك، والوصول إليه يتطلب الطموح والعزيمة والإرادة القوية، ولا يقطف ثمار النجاح من تقاعس وتمنّى دون كدٍّ وعمل، بل يقطفها من بذل الغالي والنفيس، ومن سار على الدرب الصحيح، ومن كان الأمل رفيقه، والطموح عكازه، والهدف أمامه، والتفاؤل من شيمه، ومن يثق بقدراته حتى إذا أخطأ حاول مرة تلو الأخرى دون ملل، متجاهلًا معشر المحبِطين البائسين.

كطلاب في الجامعة، يجب أن تكونوا مدركين تمام الإدراك أن هذه المرحلة تحدد من أنتم في مهنتكم المستقبلية.. لا يهمّ معدلك الدراسي، افتخر بكل مرحلة وصلت إليها بجهدك الشخصي، لا تقلل من إنجازاتك ولا تقارن نفسك بأي شخص آخر، فلا أحد يعلم تفاصيل حياتك ولا همومك ولا مواجهاتك كما تعرفها أنت.. الجميع يكتفون بالنظرة الخارجية لعثراتك، ولكن لا أحد يعرف الجهود التي بذلتها لتصل إلى هذه المرحلة. لذا، اصنع مجدك بنفسك ولا تخشَ الصعوبات التي قد تواجهك في طريق النجاح.. تجاهل من يحاولون إحباطك، وركز على أهدافك وعلى الطريق الذي يجب أن تسلكه لتحقيقها.

يجب أن تبحثوا في الأُسس الأخلاقية لممارسة مهنتكم كمدير أو طبيب أو مهندس أو محامٍ أو إعلامي، المبنية على جدار مهني سليم وقويم، بعيدًا عن الاعوجاج والانحراف وراء النوازع والأهواء الشخصية

تذكر دائمًا أن معدلك الدراسي ليس معيارًا لذكائك، وأن قدراتك لا تقاس بشكل كامل من خلال الدرجات والتقييمات.. فكن فخورًا بنفسك وبكل ما حققته حتى الآن، ولا تيأس ولا تفقد الأمل، فستصل وتنجح ولو طال الطريق، مع ضرورة بذل الجهد، والسعي لتحقيق معدّل لا يكون عائقًا أمام طموحاتك مُستقبلًا.

أنت تستطيع فعل كل شيء، فهناك آلاف يتخرجون سنويًا في مختلف التخصصات، ولكن من يتميزون فعلاً ويحققون نجاحًا مهنيًّا حقيقيًا هم قلة.. نعم ستنسون التعب حين تُزفّون من جامعتكم إلى أماكن عملكم وبداية رحلتكم الطويلة التي تمتلئ بالأمل والعمل.

الآن، ونحن نقف في النهاية، يجب أن تبحثوا في الأُسس الأخلاقية لممارسة مهنتكم كمدير أو طبيب أو مهندس أو محامٍ أو إعلامي، المبنية على جدار مهني سليم وقويم، بعيدًا عن الاعوجاج والانحراف وراء النوازع والأهواء الشخصية. وافتحوا أفقًا واسعًا لبناء الوطن الكبير، فأنتم جيل المستقبل.

إعلان

ومن المؤكد أنكم ستمرون بمرحلة كدٍّ ومجاهدة، ولكن هذا لا يعني أن يتمكَّن الاستسلام منكم! فمهما كانت دراستكم صعبة وقاسية، فإن إيمانكم بأن البذور التي تعبتم في زرعها ستثمر سيُخفف عنكم تعبكم، وحتمًا ستُزهر وستنسون الوقت الذي مررتم فيه بضغوطات الحياة والدراسة وما فيها من متطلبات.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان