ما ذا عسى أن تقول حروف التعابير وقد وصلت حالة أمة المليار إلى مستوى من أصعب ما يمكن، ليل حالك هذي خيوطه الدامية تعج بها الخريطة شبرا فشبرا وذراعا فذراعا من خلال لقطات الضحايا الراحلين عفوا بل الباقين في أرض الإسراء والمعراج وهو ما يعلن الرثاء في حق من سواهم، بالرغم من كل قساوة المشهد وعمق الجراح ومآسي المجازر البشعة، منذ أقدمها وإلى ما جرى في رفح.
تكثفت الصور أشد ما يكون التكثف، وحملت معها أفظع معاني الاعتداء، ولحظة بعد لحظة يزداد مستوى الرثاء للعالم الدولي ويتفاقم منسوب غياب أمة المليار.. أين ظلال بنيها كأن الأرض أقوت منهم وأضحت خلاء!!
وحدهم الناجون من بين الركام من يشمخون بجباههم عقب غارات الصلف، فمن يسعفهم ويرد لهم جوابا.. يتسلّون وينتظرون أن يشفي الله غليلهم في عدوهم بأهداف تلو أهداف من تلك التي يهندسها رجالهم المنافحون عنهم والممسكون بأطناب خيمة فلسطين حتى لا تذهب بها عواصف العدوان ويطويها العالم أدراج النسيان.
بين المجازر وكل الأفعال الغاشمة، تبقى خيمة فلسطين منارة سميكة محصنة فلا تقضي عليها نيران من غارات خائبة خاسرة، لا تحقق هدفا استراتيجيا.
والقصىة كل القصة أنه مهما كانت فاتورة الاعتداء والصلف الإسرائيلي، وارتكاب أروع المجازر في المخيمات حرقا وتدميرا، فإن فجر فلسطين ينسج خيوطه عبر هذه الحالة الأسطورية، عبر نسيج سداه الصمود ولحمته عدو ما له إلا الانتهاكات والانتهاكات فقط والخروج على كل النظم.
الشموخ والإباء والصمود.. مفردات شرحها الغزيون وسكان القطاع للعالم بكل وضوح.. وهي حزمة معان إن لم تكن ألسنة اللهب والغارات قادرة على استهدافها فليس ثم إذن من محرقة مؤثرة هكذا هي رؤية العقلية المقاومة عندما ترسم أهدافها الدينية والوطنية وهكذا يقول لسان أبناء غزة ورفح عندما تغدر بهم آلة العدو الآثمة
أما خيمة الفلسطين فيحرسها الشهداء ويجالد دونها أبناؤها الشرفاء، ومن أنفاقها يهرعون ذائدين عنها حاملين أرواحهم على أكفهم لا يعبؤون بشيء، همهم الذود عن خيمة فلسطين العالية المكانة في نفوسهم، هي شعار وفخرهم وكأنهم ينطقون:
إن الذي سمك السماء بنى لنا .. بيتا دعائمه أعز وأطول
وما يرضى الواحد منهم إلا أن يكون سارية تقوم عليها خيمة فلسطين حيا وشهيدا، وكل ما مضى شهيد هب للراية مكانه منافح آخر رافعا لواء المعركة:
إذا ما مضى سيّد منهمُ .. أتى سيد يخلف السيدا
الشموخ والإباء والصمود .. مفردات شرحها الغزيون وسكان القطاع للعالم بكل وضوح .. وهي حزمة معان إن لم تكن ألسنة اللهب والغارات قادرة على استهدافها فليس ثم إذن من محرقة مؤثرة هكذا هي رؤية العقلية المقاومة عندما ترسم أهدافها الدينية والوطنية وهكذا يقول لسان أبناء غزة ورفح عندما تغدر بهم آلة العدو الآثمة التي لا تمتلك سوى أن تثخن في مخيمات ومساكن النساء والأطفال
تقول يوميات المقاومة في رفح قد ارتكب العدو هذه المحرقة لكنه لن يحرق مادة البسالة في نفوس المقاومين، لن يحرق فلسفة الصمود وروح المقاومة وقد قال ابن حزم:
فإن يحرقوا القرطاس لن يحرقوا الذي .. تضمّنه القرطاس بل هو في صدري
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.