رغم أوجاعها.. غزة تحتفل بسقوط الطاغية السوري

غزة التي لطالما كانت عنوانًا للصمود والمقاومة احتضنت اليوم فرحة مشوبة بدموع الألم (رويترز)

بينما تغرق غزة في بحر من الدماء والآلام، وبينما تُقصف أرواحها بالصواريخ وتُغتال أحلامها بالجوع والحصار، استيقظت على خبر زلزل أركان الطغيان في المنطقة: "سقوط نظام بشار الأسد، وهروبه خارج سوريا"!.

كأن نبضًا جديدًا قد دبَّ في قلوب الغزيين، وكأن شعاعًا من الضوء اخترق ظلمات ليلهم الطويل.. كيف لا يفرحون، وهم رغم الجراح النازفة يدركون أن سقوط هذا النظام الدموي هو انتصار جديد للحرية والكرامة في معركة الشعوب ضد الطغاة؟

رغم الألم المستمر في غزة، فإن فرحة الغزيين تنبع من رؤية العدالة تأخذ مجراها، يشعرون أن إسقاط نظام الأسد هو امتداد لنضالهم، لأن المعركة ضد الطغيان لا تتجزأ

غزة، التي لطالما كانت عنوانًا للصمود والمقاومة، احتضنت اليوم فرحة مشوبة بدموع الألم، أهلها الذين تذوقوا مرارة الظلم والحصار يعرفون تمامًا ما يعنيه سقوط نظام استبدادي مثل نظام بشار الأسد، لقد كان هذا النظام لعقود رمزًا للقمع والتنكيل، وأداة تخريب في جسد الأمة، حيث ساهم في إضعاف القضية الفلسطينية بدل دعمها، وفي تشتيت الشعوب بدلًا من توحيدها.

الغزيون لا ينسون التاريخ، يرون في سقوط الأسد انهيارًا لجدار من التحالفات الظالمة التي دعمت الاحتلال الإسرائيلي، وأبقت شعوب المنطقة في دائرة الفقر والخوف، إنهم يدركون أن هذه اللحظة تمثل خطوة نحو تحقيق العدالة التي لطالما حلمت بها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.

رغم الألم المستمر في غزة، فإن فرحة الغزيين تنبع من رؤية العدالة تأخذ مجراها، يشعرون أن إسقاط نظام الأسد هو امتداد لنضالهم، لأن المعركة ضد الطغيان لا تتجزأ، كيف لا، وهم يدركون أن من وقف مع الاحتلال الإسرائيلي وسعى لتدمير إرادة الشعوب لا يستحق إلا السقوط المذل؟

في ظل هذا الفرح المؤلم، يظل الحلم قائمًا بأن يأتي يوم تحتفل فيه غزة وسوريا وكل بقاع الأرض المحاصرة بتحرير كامل من الطغيان والاحتلال

"نعم، قدمنا عشرات آلاف الشهداء، ومئات الآلاف منا جرحى، بيوتنا تهدمت وأطفالنا قتلوا، عائلاتنا تشردت"، ولكن هذا لا يمنعنا من الفرح بسقوط هذا النظام المجرم، لأننا نعلم أن انتصار الشعوب في سوريا هو أيضًا انتصار لغزة، ولكل من يقاوم من أجل الحرية.

إعلان

ومع ذلك، تعكس هذه الفرحة وجهًا آخر للواقع، فهي تذكير بأن غزة وسوريا وكافة الشعوب العربية لا تزال تواجه عدوًا مشتركًا: الطغاة وحلفاءهم، سواء أكانوا حكومات قمعية أم احتلالًا غاشمًا.

في ظل هذا الفرح المؤلم، يظل الحلم قائمًا بأن يأتي يوم تحتفل فيه غزة وسوريا وكل بقاع الأرض المحاصرة بتحرير كامل من الطغيان والاحتلال.

سقوط نظام الأسد ليس نهاية الطريق، لكنه خطوة هامة نحو فجر جديد تسوده الحرية والكرامة، فبين الحزن والفرح، تبقى غزة وسوريا شريكتين في حلم عربي مشترك، حلم تظلله رايات النصر ولو بعد حين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان