ترتفع تكبيرات النصر السوري بعد ثلاثة عشر عامًا من الثورة السورية، وأكثر من خمسة عقود من النضال والكفاح لنيل الحرية من نظام آل الأسد المستبد، ومن نظام حزب البعث المجرم. نصرٌ سوري يبعث الأمل في كل مكبَّل ومضطهَدٍ أن فجر الخلاص آتٍ، ولو بعد حين.
أن تحاول إيران وروسيا إعادة حليفهما إلى الواجهة عبر عمل عسكري يستمر لسنوات طويلة. ورغم ما قد يترتب على ذلك من الخراب والدمار، فإن نهايته ستكون الزوال، ولو بعد حين
أمام سوريا الآن ثلاثة مشاهد محتملة
- المشهد الأول: سوريا الموحدة
أن تتوحد سوريا، وتكون نهاية نظام الأسد نهايةً للانقسامات الداخلية والتناحر بين أبناء الشعب السوري، مع تأسيس سوريا جديدة بنظام حكم يكفل العدل والتنمية لجميع أطيافها، وخروج كل القوى الدولية التي استخدمت سوريا كقاعدة متقدمة لها على مدى عقد ونصف.
- المشهد الثاني: محاولة إعادة النظام بالقوة
أن تحاول إيران وروسيا إعادة حليفهما إلى الواجهة عبر عمل عسكري يستمر لسنوات طويلة. ورغم ما قد يترتب على ذلك من المزيد من الخراب والدمار، فإن نهايته ستكون الزوال، ولو بعد حين.
- المشهد الثالث: الصراعات الداخلية والتقسيم
أن تندلع حرب ضروس بين مكونات الشعب السوري المختلفة، وبين فصائل المقاومة التي تختلف توجهاتها حسب أجندات داعميها الخارجيين.. هذا السيناريو قد يؤدي إلى تقسيم سوريا إلى مناطق سيطرة ونفوذ، وربما – إذا استمر هذا الوضع طويلًا- إلى تقسيم سوريا إلى دول متعددة.
الأمل أيضًا أن يكون زوال الباطل في سوريا بارقة أمل لكل شعوب المنطقة التواقة إلى التحرر وإحقاق الحق، وبداية لبناء أمة موحدة متماسكة، يجمعها الإيمان بالله تعالى ورسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
الأمل في بناء سوريا جديدة
الأمل الآن أن يكون هذا الانتصار بوابة لبناء سوريا جديدة، موحدة، بعيدًا عن الفوضى والحروب الأهلية.. الأمل كل الأمل أن تتبنى الإدارة الجديدة خطابًا وطنيًّا جامعًا يحافظ على وحدة سوريا، ويعمل على بناء دولة مؤسسات تذوب فيها الاختلافات الطائفية والنعرات القبلية، لتصبح دولة قانون تضمن الكرامة والعدالة وتعكس تطلعات الشعب السوري.
رسالة الأمل للمنطقة
الأمل أيضًا أن يكون زوال الباطل في سوريا بارقة أمل لكل شعوب المنطقة التواقة إلى التحرر وإحقاق الحق، وبداية لبناء أمة موحدة متماسكة، يجمعها الإيمان بالله تعالى ورسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
أمة تعمل من أجل العدل وإعلاء الحق، وتحرير نفسها من قيود المشاريع الاستعمارية وخيانة العملاء الذين يحكمونها. وهنا أذكر قول الشيخ سلمان العودة (فك الله أسره): "لن يطول ليل الظلم، فالباطل ساعة، والحق إلى قيام الساعة، أبشري يا سوريا الحبيبة".
رسالة إلى المستبدين
إن الله يُعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء؛ فما بناه الأسد على مدار 53 عامًا من الظلم والاستبداد وسفك دماء السوريين، نزعه الله في أقل من نصف شهر، لتكون رسالة لكل مستبد أن مصيره الهلاك والزوال بإذن الله، ولن يكون في ملك الله إلا ما أراد الله.
سوريا وأمل الأمة.. إني لا أرى تحرير سوريا إلا بزوغ فجر هذه الأمة!. فكبروا وهللوا، وساووا صفوفكم، وسدوا خللكم، وأقيموا أمتكم إيذانًا بالفتح الموعود.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.