شعار قسم مدونات

المطبخ السوري.. انتشار عالمي بسبب الهجرة والحرب

المطبخ السوري مطبخ عريق متنوع معروف بأطباقه العديدة واللذيذة في المحيط العربي (غيتي)

أدت الحرب السورية إلى هجرة ملايين السوريين إلى دول الجوار، وإلى قارات العالم وخاصة إلى أوروبا، التي فيها ما يقارب ثلاثة ملايين سوري، وحمل السوريون معهم الكثير من العادات والتقاليد الجميلة.

وبعد 13 عامًا من هذه الهجرة، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، استطاع الإنسان السوري أن يثبت أهميته في دول اللجوء، فدخل سوق العمل، وتفوق في الدراسة، وأصبح رقمًا صعبًا في المجتمع المُضيف، وأثبت للجميع أن الإنسان السوري مبدع أينما حل. والشيء الجميل أيضًا كان مساهمة المرأة السورية في التعريف بالحضارة السورية في جميع المجالات، ولا سيما عبر التعريف بالمطبخ السوري العريق، والأطباق السورية المتميزة، وثقافة المطبخ السورية.

المطبخ السوري غنيٌّ جدًا بأطباقه المتنوعة الشهية، التي تختلف في مكوناتها المستخدمة، والوصفة المتبعة للتحضير، والمعدلة بذوق ربة المنزل، التي غالبًا ما كانت متفرغة تمامًا لأمور المنزل

فالمطبخ السوري مطبخ عريق متنوع، معروف بأطباقه العديدة واللذيذة في المحيط العربي، ويستمد تنوُّعه من تاريخ سوريا بلد الحضارات، وعاصمتها المعروفة بأنها أقدم عاصمة استمرت بها الحياة في العالم، وطبيعتها ومناطقها ومدنها، فكل مدينة وكل منطقة سورية لها ما يميزها من الأكلات، سواء في ذلك دمشق، وحلب، وحمص، وحماة، ومدن الساحل السوري، ومنطقة الجزيرة السورية، دير الزور، والرقة، والبادية، والمناطق الجبلية في اللاذقية، والسويداء، وريف، دمشق.

إعلان

ولهذا، فإن المطبخ السوري غنيٌّ جدًا بأطباقه المتنوعة الشهية، التي تختلف في مكوناتها المستخدمة، والوصفة المتبعة للتحضير، والمعدلة بذوق ربة المنزل، التي غالبًا ما كانت متفرغة تمامًا لأمور المنزل، لذلك كانت جودة الطعام المقدم عالية، ولا تخلو من الابتكار والتجديد.

فالمطبخ السوري تأثر وأثر بالمطابخ العالمية، وانعكس هذا التأثير على المطبخ السوري بشكل إيجابي، واستفاد الطهاة السوريون من تجارب غيرهم وحسّنوا. وكما كان لهم ذوق خاص بهم في فنونهم، كان للسوريين لمسات جمالية وطعم مميز أضافوه لكثير من وجبات الطعام الداخلية، التي سُميت فيما بعد بالمأكولات الشرقية.

أما عن الأطباق الرئيسية السورية، فلا يختلف اثنان على روعة مذاقها وتنوع وصفاتها، كما في المشويات السورية، والكباب الحلبي بأنواعه، ناهيك عن الصفيحة الشامية، والفطائر، والفتة الشامية، والمجدرة، والشاكرية، والشيش برك، والشاورما، فضلًا عن الأكلات الأخرى الرئيسية التي يتذوقها المواطن في سوريا، ولها مكانة خاصة، ومنها: المحاشي، والقشة، والكواج، والملوخية باللحمة، والكبسة، والمقلوبة، واللحمة بالصينية، والبامية، والبطاطا بحامض، والفاصولياء الحَب، والمسقعات بأنواعها، والمعجنات السورية بأشكالها وأنواعها.

من أشهر الحلويات السورية المقدمة في الأعياد نذكر البرازق الشامية، والقطايف الشامية، والحلاوة الحمصية، والكنافة والمعمول. وهي تعتبر من الحلويات الأكثر انتشارًا والمقدمة إلى جانب وصفات القهوة المختلفة

إلى جانب هذا هناك البوظة الدمشقية، وغيرها من الأطباق المميزة المحضرة بمختلف المكونات، وبحسب ذوق كل ربة منزل. أما أطباق الطعام الشعبية السورية فهي كثيرة ومتعددة، وتتميز ببساطة تركيبها وسرعة تحضيرها، وهي غنية بالمواد الغذائية الضرورية لبناء الجسم، وارتبطت معظم المأكولات الشعبية بالمحافظات والمدن السورية.

ومن أشهر الحلويات السورية المقدمة في الأعياد نذكر البرازق الشامية، والقطايف الشامية، والحلاوة الحمصية، والكنافة والمعمول. وهي تعتبر من الحلويات الأكثر انتشارًا والمقدمة إلى جانب وصفات القهوة المختلفة. كما يتميز المطبخ السوري بحلويات المهلبية والأرز بالحليب.. أما المشروبات، فمنها شراب التوت الشامي الأسود، وشراب قمر الدين، والتمر هندي.

إعلان

وهذا ما دفع سوريين كثيرين إلى افتتاح مطاعم مختصة بالطعام السوري في دول اللجوء مثال: تركيا، ولبنان، والأردن، وألمانيا، وإيطاليا، وأستراليا وكندا.

تفنّن الحلبيون في تصنيع الكبّة وتنويع مائدتها، وقد أحصى بعض المهتمين بالمطبخ الحلبي من أنواع الكبة الحلبية حوالي 90 نوعًا، تصنع بطرق وأساليب مختلفة

الكبة الحلبية

إذا كانت إيطاليا ومدنها الشهيرة تشتهر بالباستا وأنواعها الشهية فإن مدينة حلب هي عاصمة المطبخ السوري، وثانية المدن السورية بعد دمشق، اشتهرت بمطبخها العريق وتفنن أهلها بصنع الأطعمة اللذيذة التي تأتي في مقدمتها الكبّة، والكبابة، والمحاشي، حتى أصبح يضرب بها المثل، حيث يردد السوريون المثل الشعبي المعروف: "حلب أم المحاشي والكبب".

تتألف الكبة الحلبية بشكل أساسي من مادة البرغل (من القمح) الناعم بأحد نوعيه الأبيض أو الأحمر، ولحم الضأن البلدي، ويتم عركها باليد، وكان يتم ضربها بالجرن الحجري أو النحاسي مع أداة الضرب المسماة بالهاون (وقد أصبحت حاليًا من الأدوات التراثية، حيث حلت محلها فيما بعد آلة الطحن اليدوية، ثم الكهربائية، التي دخلت بقوة إلى المطبخ الحلبي لإراحة المرأة في المنزل والمطبخ من العمل اليدوي)، كما تضاف المكسرات للكِبّة وبخاصة الفستق الحلبي، والجوز البلدي، والصنوبر، واللوز.

وقد تفنّن الحلبيون في تصنيع الكبّة وتنويع مائدتها، وقد أحصى بعض المهتمين بالمطبخ الحلبي من أنواع الكبة الحلبية حوالي 90 نوعًا، تصنع بطرق وأساليب مختلفة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان