لطالما تساءلنا في أذهاننا: من كتب المصحف الشريف؟ وخط من هذا؟
لم تكن كتابة المصحف الشريف بآلات الكتابة، بل بيد بشرية خطت المصحف الشريف طوال هذه السنوات، كان وراءها خطاط عظيم.. الشيخ عثمان طه.
عثمان طه أحد أبرز الخطاطين العرب في العالم، وهو المسؤول عن كتابة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، أحد أكثر نسخ القرآن الكريم شهرةً، والأكثر انتشارًا في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
ذكر الدكتور طه أن القرآن الكريم له روايات عديدة، وأشهرها رواية حفص عن عاصم، وهي مشهورة بالبلاد العربية ولها كتابة مختلفة.. وأشار إلى أنه استطاع حتى الآن إنجاز كتابة المصحف الشريف بأربع روايات
ولد طه عام 1934م في حلب بسوريا، وتعلم فنون الخط على يد أساتذة سوريين كبار، كما كان والده أيضًا خطاطًا ماهرًا ويستخدم خط الرقعة. وعندما انتقل إلى دمشق للدراسة الجامعية، بدأ طه في تعلم خطوط أخرى، مثل: الثلث والنسخ، وأتقنها بشكل تام. كما حصل على شهادة الخط من الخطاط المحترف حامد العمادي عام 1973م.
ويعيش طه في المدينة المنورة منذ عام 1988م، وهو الخطاط الرسمي للقرآن الكريم في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وقد كتب طه القرآن الكريم كاملًا 17 مرة، وطُبع مما كتبه ما يزيد على 200 مليون نسخة، وزعت على مختلف دول العالم.
قال طه إن كتابة المصحف تأخذ منه نحو عامين، حيث "لا أقوم بالإسراع في كتابة المصحف الشريف".. وعن الآلية التي يقوم بها لكتابة المصحف الشريف، قال: "أقوم بالبداية بحصر عدد الكلمات بالصفحة الواحدة، ثم أبدأ بكتابة الأسطر خالية من التجويد، وبعد ذلك استكمل العمل فنيًّا"، وعن كونه يكتب الصفحة دون نقاط، ذكر أن هذا غير صحيح على الإطلاق.. ولا يتوقف قلمه إلا عندما يكون غير متوضئ.
وذكر طه: "عملت في مجال الخط العربي حتى تقاعدت من عملي الحكومي، وبعدها تواصل معي أحد المسؤولين في وزارة الأوقاف السعودية، وطلب مني العمل في المملكة، وتحديدًا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وكان طلب التعاقد معي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله". وأضاف: "قدِمت إلى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، حيث اجتمعت بالمسؤولين والمشايخ والعلماء، وكانت هناك لجنة لمراجعة المصحف الشريف برئاسة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، الشيخ علي الحذيفي".
وذكر الدكتور طه أن القرآن الكريم له روايات عديدة، وأشهرها رواية حفص عن عاصم، وهي مشهورة بالبلاد العربية ولها كتابة مختلفة.. وأشار إلى أنه استطاع حتى الآن إنجاز كتابة المصحف الشريف بأربع روايات، وأضاف أن مجال الخط العربي يحظى بالكثير من الأدوات والفنون، ومن الأدوات المعروفة القلم، حيث إن القلم الذي يكتب الخط الجميل، هو الخوص أو القصب، بالإضافة إلى بعض الأدوات المعدنية التي تستخدم في الخط العربي والرسم بأنواعه.
يهدف المجمع إلى طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وتسجيل تلاواته، وترجمة معانيه، والعناية بالبحوث والدراسات المتعلقة بعلوم القرآن الكريم، وفق أسلوب يتميز بالدقة
اهتمام الملوك
أشار الدكتور طه إلى أنه منذ قدومه المدينة المنورة، ومباشرة عمله في كتابة المصحف الشريف، وجد كل الاهتمام من ملوك المملكة، ووزراء الشؤون الإسلامية، والعاملين بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، حيث يحظى هذا الصرح برعاية وعناية كبيرة.
يُعدّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجلِّ صور عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم حفظًا وطباعة وتوزيعًا على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) حجر الأساس للمجمع سنة 1403هـجرية، وتم افتتاحه سنة 1405هـجرية.
ويهدف المجمع إلى طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وتسجيل تلاواته، وترجمة معانيه، والعناية بالبحوث والدراسات المتعلقة بعلوم القرآن الكريم، وفق أسلوب يتميز بالدقة؛ من مرحلة كتابته من قِبَلِ الشيخ عثمان طه، إلى مرحلة مراجعته مراجعة علمية دقيقة، تشمل كل حرف، وكل كلمة فيه، وتنهض بهذه المراجعة "اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة المنورة".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.