شعار قسم مدونات

الأم المتعلمة.. شعلة تنير دروب أبناء واعين إداريًا واقتصاديًا

تمارس الأم المتعلمة دورًا مهمًا في مجال القدوة الحسنة حيث تُمثل قدوة حسنة لأبنائها (بيكسلز)

يقال إن الأم هي المجتمع كله، وفي خضمّ تحديات الحياة المتسارعة، يبرز دور الأم المتعلمة كمنارةٍ تُضيء دروب أبنائها، وتُساهم في تنشئة جيلٍ واعٍ قادرٍ على مواجهة هذه التحديات، وتحقيق النجاح في مختلف المجالات، خاصّةً الإدارية والاقتصادية؛ فالأم المتعلمة ليست مُعلّمةً فحسب، بل هي مدرسةٌ للحياة، تغرس في أبنائها القيم والمبادئ، وتُنمّي مهاراتهم.. ولكن، كيف تُسهم الأم المتعلمة في تنشئة أبناء واعين إداريًا واقتصاديًا؟

تؤمن الأم المتعلمة بأهمية العمل الجاد والمثابرة، فهي تُشجّع أبناءها على تحمل المسؤولية والمشاركة في الأعمال المنزلية والمشاريع المدرسية، كما تُعلّمهم قيمة الوقت وكيفية تنظيمه بشكل فعّال

الأم بكل تأكيد هي ركيزة الأسرة، والأمّ المتعلمة تُقدّم لأبنائها ينبوعًا لا ينضب من المعرفة؛ فهي تُثري عقولهم بشتى المعلومات، وتُشجعهم على البحث عن المعرفة واكتساب مهارات جديدة، فمن خلال القراءة والمناقشة والحوار، تُساعد الأم أبناءها على فهم مختلف القضايا، وتُنمّي لديهم مهارات التفكير النقدي وحلّ المشكلات، وهي مهارات ضرورية للنجاح في أيّ مجال، خاصّةً الإدارة والاقتصاد وصناعة الشخصية المتوازنة.

يضاف إلى ذلك غرس قيم العمل والمثابرة، حيث تؤمن الأم المتعلمة بأهمية العمل الجاد والمثابرة، فهي تُشجّع أبناءها على تحمل المسؤولية والمشاركة في الأعمال المنزلية والمشاريع المدرسية، كما تُعلّمهم قيمة الوقت وكيفية تنظيمه بشكل فعّال، ما يُساعدهم على إنجاز مهامهم بكفاءة وتحقيق أهدافهم، وهي بذلك تضع أقدامهم على بداية طريق تحمُّل المسؤولية في اتخاذ القرار ووضع آليات التنفيذ وكيفية التقييم والتقويم لهذه القرارات والخطط.

إعلان

أما في مجال التخطيط والإدارة، فالأم المتعلمة تُساعد أبناءها على تنمية مهارات التخطيط والإدارة، من خلال تعليمهم كيفية وضع خطط للأنشطة اليومية والدراسية، وتنظيم الوقت بشكل فعّال، إضافة إلى مهارات التعامل مع الآخرين وجدولة المهام والمصفوفات وضبط الجداول الزمنية.. وهذه المهارات ضرورية للنجاح في أيّ مجال، خاصّةً الإدارة والاقتصاد، حيث يُطلب من الأفراد التخطيط والتنظيم والتوجيه واتخاذ القرارات.

كما تمارس الأم المتعلمة دورًا مهمًا في مجال القدوة الحسنة، حيث تُمثل الأم المتعلمة قدوة حسنة لأبنائها، فهي تُظهر لهم أهمية التعليم والتعلم مدى الحياة، وتُشجعهم على السعي لتحقيق أهدافهم؛ فمن خلال سلوكها وتصرفاتها، تُلهم الأم أبناءها وتُحفّزهم على بذل الجهد، والمثابرة لتحقيق النجاح.. ويكفي أنها بصبرها مدرسة.

الأم المتعلمة هي ركيزة أساسية في بناء جيل واعٍ ومثقف، وقادر على المساهمة في نهضة المجتمع؛ فدورها لا يقتصر فقط على تعليم أبنائها القراءة والكتابة، بل يتعدّى ذلك ليشمل تنمية مهاراتهم الإدارية والاقتصادية، وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم

وينبغي هنا ألا نهمل مجال الدعم والمساندة، فالأم المتعلمة تُقدم الدعم والمساندة لأبنائها في مختلف مراحل حياتهم، فهي تُشجّعهم على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، وتُساعدهم في التغلب على الصعوبات والتحديات، كما تُؤمن بقدراتهم وتُحفّزهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بصورة تراكمية.

ومما لا شك فيه أن الدور الأساسي للأم في البيت يتمثل في قدرتها على أن تكون أمًا حاضنة؛ فالدراسات النفسية والاجتماعية تشير إلى أن احتضان الأم لأطفالها هو شعار الأمان النفسي لهؤلاء الأطفال، ما يعفيهم من كثير من الأزمات النفسية والسلوكية، وبهذا فإن كل العلاجات النفسية التي قد يحتاجها الطفل نفسيًا وسلوكيًا تختزل في ضمة واحدة، وبذلك فإن الأم المتعلمة العاقلة تعرف معنى الاستقرار النفسي، وكيف يؤثر في بناء أطفالها واستقرار حياتهم واستمرارها.

وبالمحصلة، الأم المتعلمة هي ركيزة أساسية في بناء جيل واعٍ ومثقف، وقادر على المساهمة في نهضة المجتمع؛ فدورها لا يقتصر فقط على تعليم أبنائها القراءة والكتابة، بل يتعدّى ذلك ليشمل تنمية مهاراتهم الإدارية والاقتصادية، وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم، وتقديم الدعم والمساندة لهم في مختلف مراحل حياتهم.

إعلان

فالأبناء هم ثروة الأمهات، والأمهات هنّ ثروة الأوطان، وبفهمنا هذه المعادلة تصبح كل أم متعلمة مشروع تنمية داخل الأسرة، وسينعكس أثرها على المجتمع الذي تعيش فيه.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان