شعار قسم مدونات

بريق الفضة يطغى على لمعان الذهب في عام 2024

العملات المعدنية المصرية كانت تسك من الذهب والفضة ثم أصبحت تسك من الحديد
لم تتمكن الفضة من تحقيق استفادة كاملة من انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية وضعف الدولار (الجزيرة)

تشهد سوق المعادن الثمينة تحولًا ملحوظًا في عام 2024، حيث يتوقع أن تسجل الفضة لمعانًا أكثر من الذهب، وفقًا لتقرير شبكة CNBC؛ فقد حققت الفضة مكاسب هائلة بنسبة 31%+ منذ بداية العام، بينما حقق الذهب مكاسب بنسبة 15%+.. يشير هذا التطور إلى أن الفضة قد تكون خيارًا جذابًا للمستثمرين في العام الحالي.

احتلت نسبة الفضة إلى الذهب مكانة مهمة في النظرة العامة للمستثمرين؛ فقد بلغت هذه النسبة 76.5% في عام 2024، ما يعكس تحسنًا كبيرًا في أداء الفضة، مقارنةً بالذهب.

الفضة قد تكون واحدة من الفرص الاستثمارية السانحة في الأشهر القادمة؛ فينبغي على المستثمرين أن يراقبوا من كثب حركة السوق وتطورات الطلب والعرض على الفضة لاتخاذ القرار المناسب

عادة ما تتراوح هذه النسبة حول 50%، وبالتالي فإن ارتفاع النسبة يشير إلى أن الفضة قد تكون في صدد تحقيق مكاسب أكبر مقارنة بالذهب.

توقع معهد الفضة (SLIVER INSTITUTE) زيادة في نسبة الطلب إلى العرض، على الفضة في عام 2024، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاستخدامات الصناعية المتزايدة للفضة. فالفضة مادة أساسية في صناعة الإلكترونيات، حيث يتم استخدامها في الرقائق الإلكترونية والبطاريات والألواح الشمسية. كما تجد الفضة تطبيقات في الصناعات الطبية، بما في ذلك ضمادات الجروح والقسطرة. وبذلك تعزز هذه التطبيقات الصناعية مستقبل الفضة، والطلب عليها.

فيما يتعلق بالتحركات الأخيرة في سوق الفضة، سجل المعدن الرمادي مكاسب طفيفة يوم الأربعاء الماضي، حيث استقر ضمن نطاق 30.50 إلى 31.00 دولارًا منذ يوم الثلاثاء. ومع ذلك، لم تتمكن الفضة من تحقيق استفادة كاملة من انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية وضعف الدولار. وتم تداول الفضة عند مستوى 30.80 دولارًا، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 0.11%.

تشير هذه النتائج إلى أن الفضة قد تكون واحدة من الفرص الاستثمارية السانحة في الأشهر القادمة؛ فينبغي على المستثمرين أن يراقبوا من كثب حركة السوق وتطورات الطلب والعرض على الفضة لاتخاذ القرار المناسب.

التطورات السياسية النقدية العالمية، وتوترات التجارة، وتقلبات الأسواق المالية، يمكن أن تؤثر على أداء الفضة

التوقعات المستقبلية لسوق الفضة

  • استمرار الارتفاع في أسعار الفضة: من المتوقع أن تستمر أسعار الفضة في الارتفاع خلال عام 2024، وفي السنوات اللاحقة يتوقع الخبراء أن تستفيد الفضة من التوترات الجيوسياسية المستمرة، وعدم اليقين الاقتصادي.
  • زيادة الطلب الصناعي على الفضة: يُتوقع أن يستمر الطلب الصناعي على الفضة في الأعوام القادمة. حيث تُستخدم الفضة في تطبيقات متنوعة في الصناعات مثل: الإلكترونيات، والطب، والطاقة الشمسية. فمن المتوقع أن يزيد الطلب على الفضة في هذه الصناعات، ما يؤدي إلى زيادة الطلب العالمي على المعدن.
  • تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية: قد تتأثر أسعار الفضة بالعوامل الاقتصادية والسياسية في العالم. فالتطورات السياسية النقدية العالمية، وتوترات التجارة، وتقلبات الأسواق المالية، يمكن أن تؤثر على أداء الفضة. لذلك، ينبغي على المستثمرين أن يتابعوا من كثب هذه العوامل ويأخذوها بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات الاستثمار.
  • تطورات التكنولوجيا والاستدامة: قد تؤثر التطورات التكنولوجية المستدامة على طلب الفضة في المستقبل؛ فمع تطور صناعات معينة مثل: السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، قد يزداد الطلب على الفضة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتزايد الاهتمام بالمعادن الثمينة كبديل مستدام للمواد الأخرى.
  • التقلبات في أسواق العملات والمؤشرات الاقتصادية: تتأثر أسعار الفضة أيضًا بتقلبات العملات والمؤشرات الاقتصادية العالمية؛ فالتغيرات في سعر صرف الدولار الأميركي، واليورو، والين الياباني، بالإضافة إلى مؤشرات، مثل: نمو الناتج المحلي الإجمالي، ومعدلات التضخم، يمكن أن تؤثر على أسعار الفضة.

تقدم الفضة فرصة استثمارية مثيرة للاهتمام، ولكن ينبغي على المستثمرين أن يكونوا حذرين ويقوموا بإجراء البحوث والتحليلات اللازمة قبل القرارات الاستثمارية

بشكل عام، يتوقع أن يستمر الاهتمام بالمعادن الثمينة في الفترة القادمة، وذلك نظرًا للتوترات الجيوسياسية المستمرة، وعدم اليقين الاقتصادي العالمي؛ فالذهب والفضة يعتبران ملاذًا آمنًا للمستثمرين في فترات الضبابية الاقتصادية والسياسية، حيث يعدان مخزنًا للقيمة، ويمتلكان قدرة على المحافظة على القوة الشرائية.

ولكن يجب على المستثمرين أن يتذكروا أن الاستثمار في المعادن الثمينة ينطوي على مخاطر، ويجب أن يتم النظر فيها كجزء من محفظة استثمارية متنوعة. فينبغي أن يستشير المستثمرون مستشارًا ماليًا متخصصًا قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

في الختام، يظهر التحليل الاقتصادي، أن الفضة تحظى بمكانة مميزة في سوق المعادن الثمينة في عام 2024، حيث يتوقع أن تحقق مكاسب مهمة وتتفوق على الذهب. تقدم الفضة فرصة استثمارية مثيرة للاهتمام، ولكن ينبغي على المستثمرين أن يكونوا حذرين ويقوموا بإجراء البحوث والتحليلات اللازمة قبل القرارات الاستثمارية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان