هو أحد أعظم لاعبي كرة السلّة في العالم على الإطلاق، فهو أكثر من سجّل نقاطًا في دوري كرة السلة الأميركي على مرّ العصور، وهو الفائز بالبطولة الكبرى أربع مرات مع ثلاثة أندية مختلفة، والحاصل على الميدالية الذهبية الأولمبية ثلاث مرات.
لكن العملاق ليبرون جيمس مع كلّ هذه الإنجازات كان لديه طموح من نوع آخر، تمثل في أن يلعب إلى جانب ابنه بروني، أو بالأحرى أن يلعب بروني إلى جانبه.
هذا ما أفصح عنه النّجم الكبير قبل فترة من الوقت، حيث قال إنه حقق الكثير من أهدافه، لكن أحد أهدافه المتبقية في كرة السلة هو أن يلعب مع ابنه.
ولأنه استمر متألقًا في الملاعب حتى بلغ التاسعة والثلاثين من عمره في مسيرة حافلة شملت اللعب لفريقَي كليفلاند كافالييرز، وميامي هيت قبل أن يستقر في لوس أنجلوس ليكرز، فقد واتته الفرصة كي يحقق حلمه ويتحول ابنه بروني البالغ من العمر 20 عامًا إلى زميل في نفس الفريق.
تقول وسائل إعلام أميركية، إن صوت الأب كان مسموعًا قبل دخول الملعب وهو يقول لابنه: "هل أنت جاهز؟ ترى الحماس في اللعب، أليس كذلك؟ لكن حسنًا عليك أن تلعب دون ضغوط".
اللحظة الرسمية حانت أمس الثلاثاء خلال مباراة جمعت ليكرز أحد أبرز أندية الدوري الأميركي لكرة السلة، مع ضيفه مينيسوتا تيمبروولفز في افتتاح الموسم الجديد.
ففي نهاية الشوط الأول من المباراة التي شهدتها جماهير غفيرة في قاعة "كريبتو. كوم أرينا" وبينما كان ليكرز متقدمًا بفارق مريح بلغ 16 نقطة، دفع المدرب جي جي ريديك بالثنائي جيمس، الأب ليبرون والابن بروني.
تقول وسائل إعلام أميركية، إن صوت الأب كان مسموعًا قبل دخول الملعب وهو يقول لابنه: "هل أنت جاهز؟ ترى الحماس في اللعب، أليس كذلك؟ لكن حسنًا عليك أن تلعب دون ضغوط".
لكن يبدو أن الابن تأثر بالضغوط الناتجة أساسًا عن اسم الأب والحشد الجماهيري الكبير، فضلًا عن الزخم الإعلامي الهائل، ولذلك لم ينجح في التسجيل خلال دقيقتين و41 ثانية أمضاها على أرض الملعب سدد خلالها مرتين دون أن ينجح في إصابة السلة قبل أن يخرجه المدرب إلى مقاعد البدلاء.
أما الأب ليبرون فقد سجل 16 نقطة خلال 35 دقيقة من اللعب ليقود فريقه إلى الفوز على مينيسوتا بنتيجة 110-103.
لكن الأهم أن حلم الأب قد تحقق، ولعب هو وابنه للمرة الأولى في نفس المباراة بل ولنفس الفريق في مباراة لدوري السلة الأميركي للمحترفين.
لحظة هوليودية
المثير أن هذه اللحظة الهوليودية كانت تحظى بمشاهدة الثنائي كين غريفي وكين غريفي جونيور وهما اللذان سبقا الثنائي جيمس عندما أصبحا أول أب وابنه يلعبان معًا في بطولة البيسبول الأميركية عندما فعلا ذلك مع فريق سياتل مارينرز عام 1991.
وانضم الثنائي غريفي إلى الثنائي جيمس لالتقاط صورة تذكارية، بينما علق كين غريفي قائلًا قبل انطلاق المباراة: "من قبل صنعنا التاريخ واليوم نشاهد التاريخ".
أما جيمس الأب فعلّق على اللحظة العاطفية قائلًا: "لن أنساها أبدًا، حتى عندما أتقدم في السن، حتى لو ضعفت ذاكرتي مع العمر. مهما يحصل، ستبقى لحظة لا تنسى".
جدير بالذكر أن ما حدث أمس كان الظهور الرسمي الأول للنجم ليبرون جيمس وابنه بروني، لكن سبقه قبل أسبوعين ظهور غير رسمي خلال مباراة تحضيرية للموسم الجديد جمعت ليكرز مع فريق فينيكس صنز.
ولم يترك الابن بصمة في تلك المباراة، وهو ما تكرر أمس، وهو ما يلقي ظلالًا حول اللحظة العاطفية للأب، خصوصًا أن كثيرًا من النقاد شككوا في أهلية بروني، أو على الأقل جاهزيته للعب في دوري السلة للمحترفين.
مدرب ليكرز جي جي ريديك، ألقى بثقله لمساندة جيمس الابن وقال إن اختياره جاء فقط بناء على جدارته.
قد يكون المدرب محقًا في حكمه، وربما أراد مجاملة نجمه الأبرز، لكن المؤكد أن الملعب سيكون هو الفيصل في تقديم الإجابة عما إذا كان بالإمكان للابن أن يرث موهبة أبيه، ويسير على نهج إنجازاته.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.