شعار قسم مدونات

فصول من المجد تخطها دماء الشهداء في لبنان

#بيروت #لبنان #الضاحية_الجنوبية #جنوب_لبنان
قصف إسرائيلي متواصل على الضاحية الجنوبية بلبنان (مواقع التواصل)

لبنان يا تاج الرأس، لبنان يا حضننا الدافئ، يا حصننا المتين، ويا درعنا المنيع، يا أرضًا عانق الأرز العريق فيه زيتون فلسطين.. لبنان يا بلد المجد والشرف الرفيع، أنت الحلم الذي نعيشه، ونبض الصدق الذي لا يضيع، يا ملاذنا عندما تشتد الأزمات، فيك نرفع رؤوسنا شامخين، وبك نؤمن أن النصر حليف الصادقين.

نقبّل كل شبر من أرض جنوبك، ونقبّل كل شهيد، لأن الشرف سامٍ، والسمو شرف لا يناله إلا النبيل، ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وقائله بطل

يا جدارًا يقينا حر الظلم، ويرد الباطل باليقين.. لبنان، لو كتبنا لك دواوين مدح ما وفيناك حقك، ولو ألّفنا من الكتب والروايات أطولها ما قدمنا لك نصف ما قدمت.. حتى لو نسجنا لك الكرم من أطول الستائر، سيظل ظلها عاجزًا عن حجب شمس الحق، حتى لو قدمنا لك الجود في أطباقٍ، فإن ما جُدنا به جميعًا لا يمكن أن يضاهي ما أعطيت.

لبنان، يا دار الأيتام، يا نور التائه الضائع ونجاته في الظلام.. لبنان، يا خيرًا وصفْناه، لكنّ وصْفَنا لا يكفيه الكلام. كم أعطيت، ولم تأخذ من الدهر سوى الكدر والأحزان.

لبنان، سلمك الله وسلّم أهلك في كل زمان ومكان، فوق أي أرض وتحت أي سماء.. عندما تناست الشعوب حرب فلسطين، جئت تذكّر العرب ببطولات غزة وتضحيات رجالنا في مخيم جنين!. نقبّل كل شبر من أرض جنوبك، ونقبّل كل شهيد، من يده ومن الجبين، لأن الشرف سامٍ، والسمو شرف لا يناله إلا النبيل، ولأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وقائله بطل، ورب الخلق بما في القلوب عليم.

إعلان

صباحك الهادئ متى ستدرك قيمته؟

أفتح نافذة غرفتي كل صباح، أستنشق الهواء النقي، أراقب السماء الصافية، وأحتسي قهوتي التي أعددتها بكل يسر وسهولة.. أختار أحيانًا أن أتناول معها بعض الفواكه، أو أن أشرب العصير، ويعود اختياري إلى مزاجي ورغبتي لا غير، ثم أستمتع بحمام دافئ دون أن يعكر صفو مزاجي شيء.

قد أسمع أذكار الصباح، وقد أرتل آيات من القرآن الكريم، وقد أستمع لألحان فيروز.. أرتدي ما يحميني من البرد إذا كان الشتاء قد حل أو صار على الأبواب، بينما ألبس ما يريحني وأضع واقي الشمس والنظارات وقبعة تحميني من لسع الشمس متى كان الطقس حارًا. أغادر منزلي بتأنٍ دون أن يشغلني تفكير طويل في الأمن الذي أحظى به.

في غزة – والدور الآن على لبنان – لا يعرفون طعم النوم الهانئ، تحت وطأة الخوف والحرب التي جاوزت السنة ولم تنتهِ، تتناوب عليهم ليالي القلق والقصف، وتتوالى أيام ينتظرون فيها نتائج الصفقات

لحظات من التأمل في زخم الأحداث الجارية

وأنت أيضًا، ربما تبدأ يومك بفتح الباب، تنظر إلى العالم من حولك، تخرج للمشي أو العمل مطمئنًا وآمنًا، دون أن تدرك قيمة اللحظات الهادئة التي تعيشها، والتي تتذمر منها أحيانًا.

أنت لا تعلم أن هناك من رحل، لم يكن ينعم بالهدوء الذي تعيشه أنت ولا بحمام دافئ.. لا يملك خيار ما يأكل ولا ما يشرب، فقط نصيبه مما يحتاج هو المتاح له لا غير، المتاح الذي قد لا يكون متاحًا، فيبقى أيامًا بلا أكل ولا شرب ولا حمام ولا لباس يقيه البرد، ولا مظلة تخفف عنه حرارة الشمس .

للأمان والسلام ثمن لا يقدر

أنت لا تعلم – أو تتجاهل – أن هناك من رحل وترك خلفه قلبًا توقف عن النبض، وقدمين لم تعودا تعرفان الطريق، ويدين سبقتاه إلى الجنة.. وكل ذلك كي نستمر أنا وأنت في العيش بسلام، بينما يدافع هو عن عرض الأمة وشرفها، وأنت محاط بكل أفراد عائلتك. هذه النعم، ربما لم تتوقف مرة للتفكير في الثمن الذي دفعه الآخرون من أجلها.

في غزة – والدور الآن على لبنان – لا يعرفون طعم النوم الهانئ، تحت وطأة الخوف والحرب التي جاوزت السنة ولم تنتهِ، تتناوب عليهم ليالي القلق والقصف، وتتوالى أيام ينتظرون فيها نتائج الصفقات، وعقولهم منشغلة بحماية أحبائهم والدفاع عن وطنهم .

الظلم ظلمات، ولنتذكر دائمًا أن هدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون عند الله من إراقة دماء الأبرياء.. لندعُ كلنا بوقف حرب الدم حتى لا يُكتب في التاريخ عن حقبة هي الأسوأ، وعن حرب تبقى كوصمة عار في جبين البشرية

تضحيات تفوق الخيال

بينما اكتفت شعوب بالتفرج، سارعت شعوب أخرى للوقوف إلى جانب الغزاويين ومحاربة المحتل، كما في اليمن ولبنان، من كانوا رفاق الدم ومن رفضوا الخضوع والاستسلام، ووحدوا الصفوف وسارعوا بالعطاء.. شتان بينهم وبين من أغلق الحدود ومن زود المحتل، وأصبح على غيرنا يجود.

إعلان

أذكّركم، وأذكر نفسي قبلكم.. كم من روحٍ فارقت الحياة! وكم من قلبٍ توقف عن النبض! وكم من طفل مات من الجوع!. ليس من أجل مجدٍ شخصي، بل من أجل أن يبقى الحق حقًا، وألا يعلو صوت الظلم فوق أي أرض وتحت أي سماء.

مدَّ يدك لتُمسك يدي، وضُم صوتك ليعانق ندائي

بصدق روح بحب الخير للغير طاهرة، أدعو إلى وقف حرب الدم، وأكره أن تتسع رقعتها وتطول المزيد من الأبرياء.. أكرر على الدوام، وكلما سمحت لي الفرصة، أنه لا يحق لأي شخص أن يصفق للحرب وهو بعيد عن ويلاتها، ولا أسمح أن يتغنى بها من لا يقبع تحت سمائها.. من المؤسف أن نرى من يلقي خطابات بدلًا من الدعوة إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، يقول ما يدفع إلى استمرار سفك الدماء، ويُساهم في إزهاق الأرواح.

الظلم ظلمات، ولنتذكر دائمًا أن هدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون عند الله من إراقة دماء الأبرياء.. لندعُ كلنا بوقف حرب الدم حتى لا يُكتب في التاريخ عن حقبة هي الأسوأ، وعن حرب تبقى كوصمة عار في جبين البشرية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان