يقول أحمد بن عطاء السكندري: أكثر الناس جهلًا من ترك ما يعرفه عن نفسه، وذهب لرأي غيره.
بلا شك، أنّ السؤال: "من أنا؟" هو أحد أهم الأسئلة التي يمكن أن نسألها لأنفسنا، وتصبح الإجابة أكثر وضوحًا كلما نضجنا.
تطرح أوريا ماونتين دريمر سؤالًا حيث تقول: "ماذا لو كان السؤال ليس هو؟ لماذا يعتبر وصولي إلى أن أكون الشخص الذي أتمنى حقًّا أن أكونه بالفعل أمرًا نادرًا جدًّا؟ ولكن؛ لماذا يعتبر الوصول إلى أن أتمنى أن أكون ما أنا عليه بالفعل أمرًا نادرًا جدًا؟".
لماذا نخشى أن تكون أنفسنا على حقيقتها؟. لماذا نستمر بمقارنة أنفسنا بالآخرين؟ بدلًا من تكليف نفسك مهمة أن تكون مثل شخص ما تعرفه، أو قرأت عنه.. لماذا لا تسأل نفسك: لماذا لا أكون شخصيتي الحقيقية؟
المقارنات لا تقود إلّا إلى السخط، لذا اسعَ في أن تصبح أفضل نسخة من نفسك. يجب عليك أن تبذل جهدًا بشكل مستمر للعثور على ذاتك الحقيقية.. والخطوة الأولى هي أن تُحكِم سيطرتك على خوفك في أن تكون أيًّا كان.
مهما كان عمرك، أو ظروفك.. أنتَ مُميز، ولا يزال لديك شيء فريد تقدمه، إنّ لحياتك مغزى؛ لكونك أنت
على المرء أن يعرف نفسه على حقيقتها كما هي، لا كما يرغب أن تكون، كي لا يقع في فخ المثاليات.. لا تدع أحدًا يُحدد من أنت! اختر أنت من تريد أن تكونه.
عليك أن تتناغم مع إيقاعات ذاتك الحقيقية، وبدلًا من اتباع إيقاعات الآخرين، عِش حياتك وفقًا لقيمك الخاصة، ووفقًا لما أنت عليه كشخص.
بعض الناس محظوظون ومُهيَّؤُون بشكل طبيعي لاكتشاف أنفسهم.. أحيانًا عليك أن تدفع الأشياء للحدوث، وأن تتظاهر بما تريد أن تكون حتى يصبح حقيقة، قبل أن تدرك ذلك!. تصرف بطريقة معينة، وستبدأ في الشعور بأنك كذلك.
يقول ثورتون ويلدر: لا يمكن القول إننا أحياء إلا في اللحظات التي تدرك فيها قلوبنا الكنوز التي نمتلكها.
لا تُقارن نفسك بغيرك؛ فلكل منا رحلته الخاصة، وحياته المختلفة، ونصيبه، وقدره الذي لا يُشبه غيره.. الآخرون ليسوا مقياسًا لما يجب أن تكون عليه! لا تحاول اقتباس حياتك من حياتهم؛ فالمقارنة مجحِفة بحقك، وتزيد من إحساسك بالنقص، لأنك تقارن أسوأ ما عندك بأفضل ما عندهم!. فبدلًا من متابعة ما يفعله أو يمتلكه الآخرون، ركز على تقدمك، وحدد أهدافك، واحتفِ بإنجازاتك مهما صغرت.
المنافسة الوحيدة التي يجب أن تخوضها في الحياة هي أن تكافح لتحقيق أفضل ما يمكنك شخصيًّا.. السباق الوحيد الذي عليك أن تجريه هو سباقكَ أنت.
مهما كان عمرك، أو ظروفك.. أنتَ مُميز، ولا يزال لديك شيء فريد تقدمه، إنّ لحياتك مغزى؛ لكونك أنت.
يشعر العديد من الناس بأنهم مختلفون عن الآخرين بسبب تجربة مروا بها، أو مرض، أو فقد، أو صدمة ما.. قد يكون طلاقًا أو نزاعًا عائليًّا، أو أزمة مالية، أو إصابة جسدية
تقول الدكتورة جويس يرازرز، عالمة النفس: "إنّ مفهوم الذات لدى الفرد هو جوهر شخصيته، إنّه يؤثر في كل جانب من جوانب السلوك الإنساني.. القدرة على التعلّم، والقدرة على النمو والتغيّر، واختيار الأصدقاء والرفقاء والمهنة، وليس من قبيل المبالغة أن نقول إنّ صورة الذات القوية الإيجابية هي أفضل إعداد مُمكن للنجاح في الحياة".
أحد الأسباب الرئيسية وراء الكثير من الأفعال الشاذة والحمقاء هو ببساطة أحد مظاهر صورة الذات السيئة. ونقطة البداية لكل من السعادة والنجاح هي صورة الذات الصحية.
لا بديل لنا عن فهم ذاتنا لفهم المشكلات التي تواجهنا، وهذا من أصعب الأمور، وقد يظن البعض أن فهم الذات يتطلب الانسحاب من الحياة العامة، واللجوء إلى العزلة!. لا تعني معرفة الذات الانسحاب من العلاقات مع الآخرين ليعرف المرء ذاته.. تأتي معرفة الذات من خلال العلاقات التي تعكس حقيقتنا من لحظة إلى أُخرى، العلاقة مع كل شيء حولنا، إنها مرآة تعكس لنا حقيقة أنفسنا، لكن معظمنا غير قادر على النظر إلى ذاته في تلك العلاقة.
إذا كنت قادرًا على رؤية نفسك على حقيقتها في هذه المرآة الاستثنائية للعلاقة مع الأشياء والآخرين، تراها بلا تشويه أو تقييم أو حكم مُسبق وباهتمام كامل، فستتمكن من اكتشاف ما يقع خارج مجال التفكير.
يشعر العديد من الناس بأنهم مختلفون عن الآخرين بسبب تجربة مروا بها، أو مرض، أو فقد، أو صدمة ما.. قد يكون طلاقًا أو نزاعًا عائليًّا، أو أزمة مالية، أو إصابة جسدية.
إن كنت قد مررت بتغيير ما في حياتك أثّر عليك بعمق، فمن العسير ألا تشعر.. كأن ما حدث وقتها يحدد من أنت الآن!. تشعر بأنك مختلف، وأن ما حدث قد وسمك ولم تعد طبيعيًّا.
من الضروري أن تدرك أنك لست مثاليًّا، وأنّ هناك أيامًا لن تشعر فيها بأنك في أفضل حال.. لا بأس في ذلك!
وحتى تكون أنت لا شخصًا آخر، وتكسب نفسك، عليك أن:
- تدرك كم أنت شخصٌ ذو قيمة خاصة.
- تغمر نفسك بالتأكيد على ما لديك.
- تفعل ما تحبه من أشياء.
- لا تقارن نفسك بالآخرين.
- تُحب نفسك.
- تُسامح نفسك.
- تثق بحدسك.
- تبذل كل ما في وسعك دائمًا.
آمن بنفسك! آمن بقوتك! لن تتمكن من تحقيق النجاح والسعادة من دون ثقة متواضعة وعقلانية بقواك؛ فعندما تكون ثقتك بنفسك سليمة ستنجح، فالثقة بالنفس توصلك لتحقيق ذاتك
وأخيرًا:
" أعمق مخاوفنا ليست بسبب كوننا غير مؤهلين، بل أعمق مخاوفنا تكمن في أن قوتنا تتجاوز الحدود؛ فما يخيفنا بشكل أكبر هو الجزء المضيء فينا، وليس المظلم.. نسأل أنفسنا: من نحن لنكون أذكياء، ورائعين، موهوبين، ومذهلين؟ ولكن فعليًّا، لماذا لا نكون كذلك؟".
لدينا جميعًا تلك اللحظات التي نكتشف فيها نقاط قوتنا الحقيقية، وبمجرد أن ندركها، ونعرف كيفية الاستفادة منها، تصبح بمنزلة مسار لنا في الحياة، وتساعدنا لبناء الحياة التي نريدها.
حياة كلٍّ منّا فريدة، نحاول جميعًا الوصول إلى المكان الذي نشعر فيه بالسعادة إلى أقصى حدّ، بأننا أحياء حقًّا، بأننا نُشبه أنفسنا.
آمن بنفسك! آمن بقوتك! لن تتمكن من تحقيق النجاح والسعادة من دون ثقة متواضعة وعقلانية بقواك؛ فعندما تكون ثقتك بنفسك سليمة ستنجح، فالثقة بالنفس توصلك لتحقيق ذاتك.
إننا نلقي على حياتنا غلافًا معتمًا عندما نعيش خائفين مما قد يظنّه الآخرون بنا، بدلًا من أن نحتفي بذواتنا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.