لقد أصبح العالم قرية صغيرة، وبات الإنترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان المعاصر.
في هذا الفضاء الواسع تمتد خيوط وشبكات كبيرة جدا، تستطيع بها تبادل المعلومات وتسهيل إيصالها بطريقة سريعة جدا.
إنه ثورة العصر.. إنه الشبكة العنكبوتية المعروفة بـ(الإنترنت).
في ثمانينيات القرن الماضي ظهر مصطلح أوروبي يعرف بـ "Netiquette" أي (Network Etiquette): ومعناه الأصول والقواعد والآداب الواجب مراعاتها عند استخدام الإنترنت.
مرآة
مما لا شك فيه أن التزامنا بحدود اللياقة والأدب والقواعد الخاصة باستخدامنا للإنترنت -خاصة أننا نتعامل مع أشخاص وأفراد عدة ومن مجتمعات مختلفة- سيكون المرآة التي تعكس صورنا الحسنة وأخلاقنا الطيبة، ومن ثم سيجعل ممارستنا لتلك الخبرة واستخدامنا لها أكثر متعة وبهجة.
راسلني عبر بريدي الإلكتروني
يعدّ البريد الإلكتروني من الأساسيات التي نستخدمها عبر الإنترنت، سواء لتلقي، أو الإرسال برسائل حقيقية، أو حتى تلقي الأخبار والرسائل الوهمية في بعض الأحيان، لذا كان لا بد من أن تحكم تلك العملية بعض الضوابط والقوانين؛ ومن ذلك:
- استخدم أسلوبا مهذبا عند كتابة الرسالة المراد إرسالها، بأن تبدأ بالتحية والسلام، ثم الغرض من الرسالة مع إنهاء الرسالة بالشكر.
- لا تُعِد نشر أو توجيه أي رسالة إلا عندما تتأكد من محتواها، ومدى ملاءمتها للشخص المرسل إليه.
- في حالة إرسالك لرسالة جماعية، راع عدم إظهار العناوين الأخرى المسجلة لديك في قائمتك لدى الأشخاص الآخرين المرسل إليهم -إلا إذا كان ذلك من مقتضيات العمل-؛ لأن بعض الأشخاص قد لا يرغبون في معرفة الآخرين لعناوينهم. يمكن تفادي ذلك بوضع العناوين المسجلة في خانة الـ BCC، ومن ثم سيصل البريد لكل عنوان على حدة دون أن تظهر العناوين الأخرى.
- لا بد من مراجعة الرسائل الإلكترونية قبل إرسالها، لتفادي وجود أي أخطاء لغوية قد تؤدي إلى حدوث سوء في الفهم.
- تجنب الإرسال بأي رسائل قد تحمل كلمات، أو صورا غير مقبولة، وغير محمودة.
- يجب مراعاة اللغة واللهجة المستخدمة في الكتابة، فلا تستخدم الحروف الكبيرة إذا كانت الرسالة باللغة الإنجليزية؛ لأنها قد تفهم وكأنها صراخ للطرف الآخر مثال: "CAN YOU TELL ME"، وكذلك تجنب التكرار للحروف؛ مثل: "pleeaaaasse"، أو حتى قد نشاهد ذلك في بعض الرسائل المكتوبة باللغة العربية؛ مثل: "إننننننننه.. حقققققااااااا.. غررررررريييييييب"، وهكذا.
- لا بد من توضيح اسم المرسِل في الرسالة، خاصة لأولئك الذين يستخدمون عناوين لأسماء مستعارة غير أسمائهم الحقيقية.
- يجب الرد سريعا على الرسائل المرسلة عبر البريد الإلكتروني، خاصة رسائل التهنئة والمعايدات.
- تخلص باستمرار من الرسائل غير المهمة أو التافهة، ولا تزحم بها صندوق بريدك الإلكتروني.
دردشات
هناك المنتديات والمدونات، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، التي يستطيع الفرد منا أن يقيم جسورا من الصداقة في تلك العوالم الافتراضية، ولكن لا بد من اتباع بعض النصائح؛ كي تأمن على نفسك، وتحقق الهدف والغاية من الدخول والمشاركة -كذلك-، سواء في المنتديات، أو المدونات والاستفادة منها:
- عند استخدامك للمدونات أو المشاركة فيها، لا بد من ذكر مصادر المعلومات التي تدونها؛ كأن يوضع رابط الموضوع (URL) الذي نُقل.
- ساعد الآخرين دائما بما تمتلكه من معرفة أو علم، وحافظ على حقوق الملكية الفكرية للآخرين.
- لا تستخدم الشتائم أو الألفاظ الخارجة أو الهجوم على الآخرين، خاصة عند المشاركة في بعض المناقشات، وفي حالة تعرضك لمثل ذلك، فالتصرف الأمثل هنا هو توقف النقاش أو الحوار، ثم الانسحاب تماما، وعدم الرد.
- لا بد من الحفاظ على الخصوصية قدر الإمكان، فلا تكن معلوماتك الشخصية متاحة إلا في إطار محدود جدا، كي لا تُستخدم استخداما سيئا؛ مثل: عمليات الانتحال، أو القرصنة، وما إلى ذلك.
- في عالم التواصل الاجتماعي، لا تحاول إظهار شخصية غير شخصيتك الحقيقية، كي تؤخذ مأخذ الجد والثقة في التعامل.
- تتيح بعض مواقع التواصل الاجتماعي خاصية التواصل الهاتفي، تجنب استخدام تلك الخاصية إلا مع من تربطك بهم صداقة ومعرفة حقيقية، أما إذا كانت الصداقات جديدة، أو المعرفة غير قوية فلا بد من الاستئذان أولا.
- لا تنشر أي خبر أو معلومة إلا بعد التأكد من صحة هذا الخبر أو تلك المعلومة، فكثير من المعلومات تُتداول ويظهر بعد ذلك أنها غير صحيحة، أو غير موجودة بالأساس.
سلاح ذو حدين
المواقع عبر الإنترنت كثيرة ومتنوعة والصفحات لا حصر لها، فإذا أردت أن تبحث عن أي موضوع -على سبيل المثال- يكفيك أن تكتب عنوانه، أو حتى كلمة واحدة فقط تعبّر عنه، ثم بضغطة زر واحدة تحصل على مئات بل آلاف المواقع والصفحات التي تحضر لك المعلومة وأنت في مكانك. فيا لها من نعمة.. ولكن عليك باستخدام المواقع الآمنة التي تمتلك عنوان URL يكون مختلفا عن المواقع الإلكترونية غير الآمنة، وعادة ما تبدأ المواقع الآمنة غير المخترقة بـ(http://).
فلتحذر من المواقع غير الآمنة التي تكون عرضة للاختراقات، فلا تضع فيها أي معلومات حساسة، أو خاصة.
لا بد من قراءة أي تعليمات أو شروط قراءة جيدة قبل النقر بالموافقة، فهناك كثير ممن يقع في مخالفات جزائية، نتيجة قبولهم وموافقتهم على التعليمات والشروط الموضوعة من بعض المواقع والتطبيقات دون قراءتها.
وختاما.. فتلك كانت مجموعة من الآداب والأخلاق الخاصة بالإنترنت، التي على الشخص أن يلتزم بها وهو يسبَح في فضاء هذا العالم الإلكتروني، وهي بكل تأكيد ستعكس سلوكه وأخلاقه وتربيته، فلنكن ممن يطبقون تلك الآداب والقواعد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.