إنهن النساء اللاتي يبلغن حوالي نصف سكان الكوكب، وهن الأم والأخت والزوجة والبنت والحاضنة والمربية، وتتحمل المرأة كل أو معظم المسؤولية في الأزمات مثل أزمة "كوفيد-19" عندما تم الإغلاق واضطر الناس للبقاء في البيوت، تحملت المرأة كل العبء والخدمة والرعاية الصحية حتى انتهت الأزمة والحمد لله. وكذلك في الحروب والنزاعات والكوارث والزلازل، تعاني النساء أساسا كل ويلات النزوح واللجوء والاضطهاد والتحرش والاغتصاب، وبالطبع رعاية كل أفراد العائلة، لذلك فإن تخصيص يوم لها في العام كاحتفال لا يكفي لسد بعض جميلها ومعاناتها.
شعار يوم المرأة هذا العام الذي تبنته الأمم المتحدة هو إشراك الجميع رقميا: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين، وذلك لتعزيز مشاركة المرأة في التطور التكنولوجي والتحول الرقمي
مناسبة اليوم
هذا اليوم الموافق 8 مارس/آذار من كل عام، حددته الجمعية العامة للأمم عام 1977، واعتبرته مع عدد من الأعضاء عطلة رسمية، وكانت جامعة الدول العربية قد اعترفت بهذا اليوم عام 1970، وتحتفل الأمم المتحدة وكثير من البلدان بهذا اليوم وترفع شعارا له علاقة بقضايا حقوق المرأة والتطور الحادث فيها، وعلي سبيل المثال فإن شعار يوم المرأة هذا العام الذي تبنته الأمم المتحدة هو شعار إشراك الجميع رقميا: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين، وذلك لتعزيز مشاركة المرأة في التطور التكنولوجي والتحول الرقمي والذكاء الصناعي وزيادة مساهمتها فيها والعمل في مجالها.
رغم أن المرأة قد قطعت شوطا كبيرا في المشاركة في الحياة العامة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إلا أنها مشاركة ليست كاملة ومازال هناك المزيد الذي يجب أن تحققه
الاحتفال باليوم
هذا اليوم سواء في مناسبته أو تحديده هو أجنبي التأليف والإخراج والشكل والموضوع، مثل كثير من الاحتفالات والأيام الأخرى كيوم الأم والطفل والأب علي سبيل المثال وليس الحصر، إلا أننا نحتفل به وبحماس وحفاوة شديدة كأنها من ديننا وقيمنا، مثل يوم الحب أيضا، وعموما فرغم الحفاوة الشديدة بهذه المناسبات فإنها لا تكفي ولا تعطي المرأة حقوقها سواء في الشرق أو في الغرب، ورغم أن المرأة قد قطعت شوطا كبيرا في المشاركة في الحياة العامة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إلا أنها مشاركة ليست كاملة ومازال هناك المزيد الذي يجب أن تحققه المرأة، أو أن تمكن منه، كما أنها مازالت تواجه في بلدان كثيرة العنف والتهميش.
لم يتم التخلص حتى الآن في الدول الحديثة من كافة أشكال العنف الجسدي والاضطهاد النفسي ضد المرأة بشكل كامل
مفهوم حقوق المرأة
اكتسب مفهوم حقوق المرأة أهمية خاصة في القرن الـ 19 ويقوم عدد كبير من المؤسسات والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم بعمل دراسات من أجل القضاء على كافة المشاكل وأشكال التمييز التي تواجهها النساء. وعلى رأس المشاكل التي تواجهها النساء على النحو التالي:
- التفرقة العنصرية الموجهة ضد النساء في الحياة العملية والدراسية.
- ترك النساء في جميع أنحاء العالم كخطة ثانية أو حرمانهن من حق التعليم والتعلم، ومن حق التصويت.
- الاعتراف بحقوق النساء واختيار الزوج والزواج والطلاق والحقوق المدنية الأساسية الأخرى في كثير من المناطق بالعالم.
ولم يتم التخلص حتى الآن في الدول الحديثة من كافة أشكال العنف الجسدي والاضطهاد النفسي ضد المرأة بشكل كامل وكذلك من التحرش والتنمر والاغتصاب وما يسمى بجرائم الشرف، والمضايقات الجنسية في العمل، والاتجار في البشر.
أوضاع المرأة
على سبيل المثال ما زالت المرأة في بعض البلدان الإسلامية والعربية تعاني من التهميش والفقر وتناضل من أجل السماح لها بقيادة السيارة، أو السفر بدون محرم، رغم ما وصلت إليه في الغرب من زيادة كبيرة في المشاركة لتصعد إلى الفضاء وتقود الطائرات والقاطرات وتقدم المبادرات وترأس كبريات الشركات، بل وتصل في بعض البلدان للرئاسة والوزارة، وليست الصورة بهذا التشاؤم تماما، ورغم أن نسبة حضور المرأة العربية في المراكز القيادية والإشرافية هي الأدنى في العالم ولا تتجاوز 20%، وكذلك كانت عام 1996 نسبة 0.2% ووصلت عام 2020 إلي 4.7% ولم تصل إلى الآن إلى عتبة الـ 10%.
في دولة قطر 3 وزيرات في التشكيل الوزاري الأخير، كما أن دولة قطر وضعت ضمانات لحقوق المرأة في دستورها الدائم والرؤية الوطنية 2030
قطر مثال مشرف
من الأمثلة المشرفة قطر رغم قلة الأمثلة المشرفة في المنطقة العربية، في دولة قطر 3 وزيرات في التشكيل الوزاري الأخير، كما أن دولة قطر قد وضعت ضمانات لحقوق المرأة في دستورها الدائم والرؤية الوطنية 2030 وإستراتيجيات التنمية الوطنية الأولى والثانية والثالثة 2023-2030، وهيأت البيئة التشريعية وأزالت العوائق التي تمنع المرأة من التمتع بحقوقها الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها، وفي دولة قطر حققت المرأة مشاركة متميزة في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات، وفي دعم الاقتصاد المعرفي القائم علي الابتكار والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والإبداع فيها.
في نهاية مقالتي الموجزة للمرأة في يومها العالمي لهذا العام، أستطيع أن أقول إنه رغم ما تحقق من تقدم في نيل المرأة لحقوقها ومشاركتها في كثير من أوجه الحياة إلا أنها مازال أمامها الكثير لتناله وتبلغه عالميا وإقليميا، وأنا كامرأة أقدم لكل النساء التقدير والاحترام والتهنئة في يومهن العالمي هذا العام على ما تقدمنه وتساهمن به من تنمية للمجتمعات العربية والعالمية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.