لاحظت أن كثيرا من الآباء والأمهات وكذلك الأبناء ينظرون إلى العودة إلى المدرسة بعد فترة الإجازة الطويلة على أنها همٌ كبير خاصة مع بداية استقبال العام الدراسي الجديد، فكيف نجعل استقباله أمرا مفرحا لدى الأبناء والآباء، وأن يحمل معه المتعة والشوق؟ وما آداب "الإتيكيت" والأصول الواجب اتباعها في هذا الشأن؟
تهيئة مطلوبة
لا بد من عمل تهيئة نفسية للأبناء، وهذه أولى قواعد "الإتيكيت" الواجب اتباعها، عبر ذكر هذا الأمر بشكل إيجابي وتجنب استخدام أي عبارات سلبية من شأنها أن تخلق شيئا من التوتر داخلهم، أو تشعرهم بقلق استقبال اليوم المدرسي الأول بعد الإجازة.
غالبا يعاني كثير من الآباء والأمهات من سهر أبنائهم طوال فترة الإجازة ثم تأتي المعاناة الأشد حين العودة للمدرسة!
لذا لا بد من البدء في تغيير مواعيد النوم لدى الأبناء وتعويدهم تدريجيا على المواعيد الجديدة للنوم والاستيقاظ.
ومن الأمور الخاصة بالتهيئة كذلك تقليل الخروج من المنزل والتنزه تدريجيا حتى يتعود الأبناء على الأجواء المدرسية.
فكرة جميلة
قامت الأم بكتابة عدد الأيام المتبقية من الإجازة ثم بدء الدراسة، وقامت بوضعها في غرفة المعيشة، وأصبح كل واحد من أبنائها في كل يوم ينزع ورقة وبدأ الأبناء يعدُّون ما تبقى من أيام حتى جاء اليوم الموعود، إنه أول يوم في الدراسة. لقد كان الأبناء يعدون الأيام ويحسبونها.
لقد أدخلت تلك الأم عنصر الإثارة والتشويق لدى الأبناء فلم يفاجَؤوا بهذا اليوم، بل على العكس تماما كانت تلك الفكرة حقا رائعة، فلقد ساعدت كثيرا في تهيئتهم لهذا الحدث.
لا للرَّبكة
من الأمور التي تجنب الإرباك وتجلب الاشتياق للدراسة -خاصة لدى الأبناء- التجهيز للمستلزمات المدرسية من شراء الحقائب المدرسية التي يجب اختيارها بعناية، سواء كانت حقيبة ظهر أو تلك التي تُجَر، وشراء الأقلام المنوعة والدفاتر والمحايات وما إلى ذلك من مواد القرطاسية المختلفة، وكذلك الزي المدرسي.
ويفضل مشاركة الآباء والأمهات أبناءهم في اختيار تلك المشتريات لأن ذلك من شأنه أن يسعد الأبناء ويجعلهم يشرعون في تجهيز حقائبهم وأغراضهم المدرسية، منتظرين في شوق ولهفة بداية العام الدراسي الجديد.
أنصح هنا بأن يتم الشروع في تلك الخطوة قبل انتهاء الإجازة بوقت كافٍ كي يُتَجَنَّب الزحام وغلاء الأسعار.
البيت والدراسة
من المهم جدا قبل بدء الدراسة أن يتم تخصيص مكان معين في البيت يكون مهيأ للاستذكار، وليكن حيزا مناسبا في غرفة نوم الطفل يتم الجلوس والاستذكار وعمل الواجبات المدرسية فيه أو أي مكان آخر بحيث يكون هادئا ويشجعه على الاستذكار وأداء وظائفه المدرسية.
ومن الأمور المهمة أيضا تقليل وتقنين استخدام الألعاب والأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية والألواح الرقمية، على أن تبقى بعيدة، بحيث تكون في أيام العطل ونهايات الأسبوع ويمكن وضع قانون بذلك.
من الجميل أن يتم وضع خطة مع الأبناء وذلك مع بداية العام الدراسي تحوي جدولا لتنظيم الوقت وتوزيعه بين الاستذكار وإنهاء الواجبات المدرسية وبين اللعب والترفيه.
أول يوم دراسي
لا شك أن أول يوم دراسي بعد العودة من الإجازة الصيفية هو أصعب يوم، ولكي نسهل هذه الصعوبة ونجعله يوما سهلا خفيفا على الأهل والأبناء فأنصح باتباع الآتي:
- اليوم يبدأ باكرا لذا يتوجب الخروج من المنزل في وقت مبكر لتجنب زحمة الطرق والوصول في وقت مناسب.
- من المهم مرافقة الابن أو الابنة داخل المدرسة حتى يصلوا إلى فصولهم فإن ذلك يشعرهم بالاطمئنان والثقة.
- من الممكن التعرف على معلِّم أو معلِّمة الصف والتحدث إليهم إذا كان ذلك ممكنا، إذا كان الأبناء صغارا في حالة الطفولة المبكرة أو المتوسطة.
- عند انتهاء اليوم الدراسي الأول حاول أيها الأب وحاولي أيتها الأم سؤال أبنائك عن كيفية قضاء هذا اليوم بالمدرسة وكيف كان يومهم؟ ومن الأصدقاء الجدد الذين تعرفوا عليهم؟ وغيرها من الأسئلة التي تشاركون بها أبناءكم كي يتعودوا هم أيضا على مشاركتكم في أمورهم وما يحدث معهم.
- يمكن كذلك تذكير الأبناء بالمواقف الإيجابية والذكريات الجميلة لهم التي كانت في السنوات السابقة وتشجيعهم على العزم على أن يكون هذا العام الجديد امتدادا لتلك النجاحات وبدء صفحة جديدة مليئة بالإنجازات والهمة العالية لتحقيق أفضل النتائج على المستويين العلمي والأخلاقي.
- لا بد من متابعة الأبناء أولاً بأول. اجعلوهم يشعرون بأنكم على استعداد لمساعدتهم إذا احتاجوا لذلك، ولكن تجنبوا الصراخ أو العصبية وحاولوا فهم طباعهم فلربما يعاني أحدهم من صعوبة في التركيز أو لديه صعوبات تعلُّم. لذا لا بد من الحذر واستشعار هذا الأمر منذ البداية ومعالجته بالطريقة الصحيحة إذا وُجد.
العقل السليم في الجسم السليم
نعم إنها مقولة صحيحة 100%. ويتوجب على الأم أن تهتم كثيرا بتغذية أبنائها خاصة وجبة الفطور لما لها من دور كبير في دعم القدرة على التركيز والقدرات الذهنية التي تعد في غاية الأهمية خلال فترة الدراسة والاستذكار في المدرسة.
احرصي على تعويد أبنائك على تناول تلك الوجبة صباحا قبل الذهاب إلى المدرسة واجعليها متوازنة وغنية بالمكونات الرئيسية التي تمدهم بالطاقة والنشاط وتساعدهم على التركيز، بالإضافة إلى تزويدهم بشطيرة أو وجبة أخرى خفيفة مع بعض الفاكهة والخضراوات.
في حال رفض الأطفال ذلك حيث إن معظمهم قد لا يشعر بالجوع فور استيقاظه مباشرة من النوم لذا من الممكن أن تمديهم بوجبة خفيفة مكونة من بعض الحبوب الكاملة يأكلونها وهم في طريقهم إلى المدرسة. لا تنسوا إمداد الأبناء بمزيد من السوائل وتشجيعهم على الإكثار منها، خاصة في الأجواء الحارة.
كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الدراسي الجديد وتذكروا أن التخطيط السليم للعودة للمدارس سيكوِّن لدى الأبناء ذاكرة طيبة وسيرتبط لديهم بالصورة الإيجابية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.