شعار قسم مدونات

الشباب والتيه

blogs العلمانية
العلمانية العمياء تسعى جاهدة لدحض الإسلام وكسر تعاليمه ولكن هيهات (مواقع التواصل)

إن من خرج من حياة الجاهلية الأولى إلى التسليم والاستسلام لله، ولرسوله والإيمان بما شرعه الله على يد أنبيائه ورسله، ما هو إلا عن قناعة تامة بهذا الدين العظيم.. فساعد ذلك على نقل الصورة الحقيقية للإسلام إلى الغير، وهم بكامل الثقة والثبات الداخلي، والتهيئة النفسية، مما ساعد على الانتشار العظيم لهذا الدين، والداخل فيه ما هو إلا عن قناعة في الالتزام بما ينص شرعه، الالتزام بثقافة هذا الدين واتباع نهجه، ملتزما به التزاما كليا داخليا ومن الخارج الظاهري.

المسيحية واليهودية

ومن قام بالإيمان بالمسيحية أو اليهودية في العهد القديم (بغض النظر عن حقيقة وصحة هذه الكتب السماوية) فقد آمن واقتنع وعمل على نشر هذا الدين… والتزم واستمر في نشره، ومن دخل فيه كان على قناعة في دخول هذا الدين والالتزام بقوانينه وشرعه والتثبت في نشر ثقافته وحضارته.

الشباب والتقليد الأعمى

أما الآن.. فيقوم المسلمون بتقليد ما ليس لهم من حضارة غربية هي أصلا قد انحرفت عن كتابها السماوي، فانحرفوا عن ثقافتهم الحقيقية وحضارتهم السليمة التي يجب أن تكون في كتبهم (الحقيقية وغير المحرفة) ليقلدوا بذلك المسيحيين واليهود. وهناك من المسلمين من قلد وتقمص هؤلاء، من زيف واقع وحضارة زائفة للأوروبيين والغربيين.. ونحن بالتالي سعينا إلى أن نأخذ هذا الزيف والأكذوبة على أنه حقيقة!

إعلان

ولم نأخذه هكذا.. بل أخذناه في تضارب فكري بين الحضارة الإسلامية الصحيحة وتعاليم ديننا، وبين الحرية الزائفة والتي يظن فيها الكثير أنها حقيقة.

حتى جاء التَّخبُّط.. فمن كان على أساس ثابت وقاعدة صلبة يستطيع أن ينتقل من مكان إلى آخر، وحتى لو كان هذا الآخر واقعا مزيفا. ولكن من كان على أساس مهزوز وقاعدة لينة، فسوف ينتقل من مكان إلى آخر ولكن في تخبط لا يدري أين المفر، فيأخذ من أول نظرة عين.. مجردة من قناعة عقل، وتصديق قلب، فيمسك ويتقلد الحضارة التي أمامه والتي أعجبته عجبا سطحيا، لا يدخل فرحه إلى المكنون الداخلي، ولا يستمتع بحقيقة الاستمتاع فيما يزاوله ويحذو حذوه.

لأنه من الجيل الجديد.. نشأ على إسلام هو المتين في شرعه، المتين في حقيقته، والمتين في صدقه، والمتين في ثقافته وحضارته، ولكن لم يكن على قناعة السابقين الأولين، فنشأ الجيل الحديث ضعيفا وبقي ضعيفا، وانحرف سريعا بلا قناعة بالغير، ولكن هروبا من ضياع، ليس فيه ثبات لا في دينه ولا في دين غيره.

العلمانية العمياء

هذا واقعنا.. والعلمانية العمياء التي تسعى جاهدة في دحض الإسلام وكسر تعاليمه، ولن يكون، لا تدور إلا حول هذا المحور، ولو كان لهم الأساس المتين في تعاليم الإسلام وما شرعه الله والرسول صلى الله عليه وسلم، لما كان هناك علمانية ولا تقليد لثقافة وحضارة غربية.

الشباب والتيه

شبابنا ضائع في متاهة هو فيها سائح، ليس له مقصد ولا هدف واضح، يظن تقليد غير حضارته سيحسب له من الرقي والتطور في فكره. مساكين شباب قوم كانوا في الأولين رفعة، والآن لهم سعي للأولين دونية، ولكن يأبى الظلام أن يطفئ تلألأ نجم، هو في السماء مقصد الشباب في التيه هداية، هو الأصل في الرجوع عند زلات، كانت عند انسلاخ جلد للترقيع بقصاصات.

أتمنى من الله أن يرجع لشبابنا الصواب، والهداية من منبع الأخلاق، مرجع كل التعاليم، مفرق بين كل حقيقة وزيف، كالشمس لمن أراد الوضوح والإيضاح.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان