شعار قسم مدونات

محطات في حفظ القرآن الكريم

المخطوطات القرآنية (مواقع التواصل الاجتماعي)

تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه قال تعالى: ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحٰفِظونَ﴾ قرر سبحانه أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل (ابن كثير). وبحفظ الله لكتابه العزيز حفظ لأمة الإسلام دينها ولغتها وهويتها، وجمع كلمتها وحماها من التفرق والاختلاف.

روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدَّثه أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدمَ على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزَعَ حذيفة اختلافُهم في القراءة، فقالَ حذيفة لعثمان: "يا أميرَ المؤمنينَ أدركْ هذه الأمةَ قبلَ أن يختلِفُوا في الكتابِ اختلافَ اليهودِ والنصارى". فأرْسَلَ عثمان إلى حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصُّحف ننسخُها في المصاحفِ ثم نردُّها إليكِ. فأرسلتْ بها حفصة إلى عثمان، فأمَرَ زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.

"وفق الله سبحانه نفراً من عباده الصالحين ليقوموا بهذا الدور العظيم؛ في ظل من الرعاية الإلهية التي حفظت لنا القرآن حفظاً كاملاً، حرفاً حرفاً، وكلمة كلمة، وآية آية، وسورة سورة، في نفس لغة الوحي (اللغة العربية) على مدى يزيد على 14 قرناً، وتعهد ربنا تبارك وتعالى بهذا الحفظ تعهداً مطلقاً؛ حتى يبقى القرآن العظيم شاهداً على الخلق أجمعين بأنّه كلام رب العالمين". د. علي الصلابي.

وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، أعلاهم منزلة ومكانة كتّاب الوحي، وأشهرهم الخلفاء الأربعة، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة، والزبير بن العوام، وشُرَحْبيل بن حسْنة، وعبد الله بن رواحة، وقد كانوا يكتبون ما يتنزل من القرآن تباعاً حسب الترتيب الذي يأتي به جبريل؛ فيما تيسر لهم من العظام المرققة والمخصصة لذلك، وألواح الحجارة الرقيقة والجلود، وقد كانوا يضعون ما يكتبونه في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولربما يتبادر للذهن أن هذه الجلود والعظام المرققة التي كان يكتب عليها القرآن الكريم هي من المهملات، بل على العكس من ذلك تماما، إنها قطعة معالجة ومعاملة بطرق تجعل منها قطع فنية نادرة الوجود، والمخطوطات المحفوظة للقرآن الكريم والتي تعود إلى عهد النبي ﷺ تثبت ذلك. فقد حافظت على جودتها عبر مئات السنين، كما أنها كتبت بخط حجازي جميل.

وتتابع الكثير من الصالحين لخدمة كتاب الله، من صحابة كرام رضي الله عنهم، وتابعين لهم وأئمة وعلماء ربانيين رحمهم الله أجمعين وقادة صالحين وأدباء ونحويين وخطاطين ونساخين، وفي عصرنا دور نشر وإذاعات للقرآن الكريم وشركات إنتاج إعلامية ومواقع إلكترونية وتطبيقات ذكية.

بدأ الحفظ بكتبة الوحي، الذين وثقوا الآيات من فيه رسول الله ﷺ في الصحاف والرقاع، وحفظوا بهذا التوثيق المكتوب بالأحرف التي نزل بها القرآن الكريم، وبقي الأمر كذلك إلى أن وفق الله الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بنصيحة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجمع هذه الصحاف وحفظها في بيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.

ثم قام الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بنسخ 6 نسخ من هذا المصحف (على أصح الروايات) وأرسل بنسخة منه إلى مكة ونسخة إلى الشام ونسخة إلى البصرة ونسخة إلى الكوفة وأبقى نسخة منه في المدينة واحتفظ بنسخة منه لنفسه، وهذه المصاحف هي التي نقرأ بها اليوم. وقام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بنقل هذه المصاحف إلى التابعين ثم الذين يلونهم بالتواتر إلى أن وصلنا، وساهم العلماء بإثراء المكتبة الإسلامية بمئات المؤلفات عن علم التجويد والقراءات، كما ساهم الأدباء واللغويون والخطاطون والقراء وأصحاب دور النشر والمؤسسات الإعلامية في إخراج مصاحف مقروءة ومسموعة ومرئية للقرآن الكريم.

كان لحفظ القرآن الكريم وخدمته والاعتناء به أكبر الأثر في حفظ أمة الإسلام، ففي المرة الأولى التي جمع فيها القرآن الكريم بين دفتين كانت تدور رحى حروب الردة وارتدت القبائل والمدن عن الإسلام عدا مكة والمدينة والطائف، واستشهد الكثير من الصحابةً رضي الله عنهم ممن يحملون القرآن الكريم في صدورهم، فخشي الفاروق عمر على القرآن الكريم من الضياع وما زال بالصديق رضي الله عنه حتى وفق لجمع القرآن الكريم. وبعد ذلك ببضع سنين اتسعت رقعة العالم الإسلامي ودخلت الكثير من الشعوب في الإسلام وخشي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من اختلاف الناس على القرآن الكريم بسبب اللحن وبعدهم عن عهد النبي ﷺ، فنصح عثمان رضي الله عنه، فنسخ القرآن الكريم وأرسل به إلى الأمصار وأرسل مع كل نسخة من يقرأه للناس.

لايزال الطوارق يعتمدون على الألواح الخشبية لحفظ القرآن والمتون - الجزيرة
بعض الألواح الخشبية لحفظ القرآن والمتون (الجزيرة)

الجمع الأول والثاني للقرآن الكريم

يروي زيد بن ثابت رضي الله عنه فيقول: بعث إليَّ أبو بكر رضي الله عنه فقال: إنّ عمر أتاني فقال: إنَّ القتلَ قد استحرّ يومَ اليمامة بقرّاء القرآن، وإنِّي أرى أنْ تأمرَ بجمع القرآن، قلتُ لعمر: كيفَ أفعلُ شيئاً لم يفعله رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟فقال عمر: هذا واللهِ خيرٌ، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرحَ الله صدري للذي شرحَ له صدرَ عمر، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عمر، قال زيدٌ: قال أبو بكر: وإنّك رجلٌ شابٌّ عاقل لا نتهمك، وقد كنتَ تكتبُ الوحيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبّع القرآن فاجمَعْهُ، قال زيد: فوالله لو كلّفوني نقل جبلٍ من الجبال ما كان بأثقلَ عَليّ مما كلفني به من جمع القرآن، فتتبعتُ القرآن من العسب واللِّحاف، وصدورِ الرجال، والرِّقاع، والأكتاف. قال: حتى وجدتُ آخرَ سورةِ التوبةِ مع أبي خزيمة الأنصاريِّ، لم أجدها مع أحدٍ غيره، وهي قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، حتى خاتمة براءة، وكانت الصحف عند أبي بكر في حياته حتى توفاه الله، ثم عند عمر في حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم.

وردت لفظة "الجمع" بمعنى "الحفظ مع دقة الترتيب" عدّة مرّات في كتاب الله، وذلك من مثل قوله تعالى مخاطباً خاتمَ أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرآنهُ *فَإِذَا قرآناهُ فَاتَّبِعْ قرآنهُ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ *} [القيامة: 16 ـ 19] د. علي الصلابي

اختار كل من أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، زيد بن ثابت رضي الله عنه لجمع القرآن ونسخه، وهو الأنصاري الوحيد من لجنة نسخ القرآن الكريم والباقون من قريش، ولدى هذا الصحابي الجليل من الصفات التي أهلته لهذا الأمر الجليل، ذكر الصديق رضي الله عنه أهمها، أنه شاب ونشيط وثقة وذو عقل، وله من القدرات والمهارات اللغوية التي مكنته من تعلم لغات العرب (لهجاتها) والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم قراءة وكتابة، بل إنه كان أيضا على معرفة واطلاع بلغات العالم.

لقد استثمر زيد رضي الله عنه ملكاته في توثيق القرآن الكريم، واستطاع بتوفيق الله أن يجمعه بلغة قريش بالرغم من أنه أنصاري، لقد وفق الله زيدا رضي الله عنه ليجمع القرآن مرتين، كما نزل وبلغة قريش، كما أنه استطاع أن يبقي على الحروف السبعة التي نزل بها كتابة.

توثيق الشاطبي للقراءات السبع

الإمام الشاطبي هو أبو القاسم محمد بن فيره الشاطبي الأندلسي ولد في النصف الأول من القرن السادس الهجري عام 538هـ، في مدينة شاطبة في الأندلس حاضرة العلم، وتوفي في القاهرة ودفن فيها في جبل المقطم عام 591هـ. درس الأدب واللغة والشعر في الأندلس حتى برع في كل علوم اللغة، وعندما بلغ الأربعين حج وزار بيت المقدس واستقر به المقام في القاهرة.

تفرغ للتدريس في المدرسة الفاضلية، واستثمر معرفته الواسعة في الشعر واللغة والأدب والنحو لخدمة القرآن الكريم ولتوثيق ما يلزم العلماء من القواعد لرد أو قبول رواية (أو مصحف) ودون لذلك الأمر العظيم 3 من القصائد فيها أهم ما تحتاجه علوم القرآن الكريم في علم التجويد والرسم القرآني وعدّ الآية، وأشهر تلك القصائد الثلاث (حرز الأماني ووجه التهاني)، التي جمع فيها أهم القراءات التي نعرفها اليوم وأشهرها والتي باتت مرجعا لكل الدارسين لعلم التجويد.

إن من سعي صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على هذه الأمة أن جعل مع التغيير السياسي الذي أحدثه في بلاد الشام ومصر بهدف تحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك تغييرا ثقافيا واجتماعيا، لقد عهد بهذا الأمر للعالم الرباني عبد الرحيم البيساني المشهور بالقاضي الفاضل رحمه الله، وجعله مسؤول عن كل ما يصلح للناس دينها وعقيدتها، خاصة بعد أن خضعت المنطقة للحكم الفاطمي الشيعي ما يقرب من 3 قرون.

أسس القاضي الفاضل المدرسة الفاضلية في طريق الملوحيا في القاهرة وأسند كرسي القرآن الكريم والقراءات للإمام الشاطبي وجعله شيخ المدرسة وأستاذها. وهناك وثق الإمام الشاطبي رحمه الله القراءات السبع في لاميته التي بلغت 1073 بيتا، وكان يجلس يوميا بعد صلاة الفجر ليعلم الناس القرآن الكريم.

مرت 5 قرون واتسعت رقعة العالم الإسلامي وأصبح الناس أكثر بعدا عن عهد النبي ﷺ، فبين الشاطبي ورسول الله ﷺ 12 راويا. لقد عدّ العلماء على مرّ القرون الخمسة الأولى العشرات من القراءات الصحيحة المروية عن رسول الله ﷺ، ويعتمد العلماء على 3 شروط لقبول رواية من روايات القرآن الكريم، (وكذلك الأمر لقبول مصحف أو نسخة مطبوعة من القرآن الكريم)، أولها تواتر السند إلى النبي ﷺ، أو استفاضته على الأقل ومعنى ذلك أن ينقلها الجمع عن الجمع إلى أن يصل السند إلى النبي ﷺ، وثانيها موافقة القراءة لخط المصاحف العثمانية ولو تقديرا (وهي المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه وبعث بها إلى الأمصار)، والشرط الثالث أن توافق اللغة العربية ولو بوجه من الوجوه، فإن أي  قراءة أو (مصحف مسموع أو مقروء) يعرض على هذه الشروط وتنطبق عليه فإنه يعد قرآنا مرويا عن النبي ﷺ ويقرأ به.

باتت الحاجة لشكل جديد من التوثيق لتسهيل الأمر على الناس والمتعلمين، ولحفظ الروايات التي وصلنا بها القرآن الكريم، وثق الشاطبي في لاميته قواعد 7 من القراءات المشهورة، تيسيرا على الناس والمتعلمين. وأول من اختار القراءات السبع هو ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري ويعرف بأنه مسبع السبعة، وتبعه الداني والشاطبي، نظر العلماء في أئمة القراء واختاروا منهم الأكثر ضبطا وإتقانا، وهؤلاء السبعة هم: ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو والكسائي وحمزة وعاصم.

الجمع الصوتي للقرآن الكريم

إن قرآن الفجر الذي علمه الشاطبي لطلبة العلم وللناس في المدرسة الفاضلية نقله الجمع عن الجمع حتى وصل إلى الشيخ محمود خليل الحصري، ولد الحصري في العام 1917، وكانت مصر تحت الانتداب البريطاني، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن الثامنة، وقام بتسجيل أول نسخة صوتية للقرآن الكريم في تاريخ الإسلام عام 1961 للإذاعة المصرية، وبقيت النسخة الوحيدة حتى العام 1971، وهو ما يعرف بمشروع الجمع الصوتي للقرآن الكريم.

إن مشروع التوثيق الصوتي الأول للقرآن الكريم ينسب للشيخ الحصري رحمه الله، إلا أنه ليس هو صاحب الفكرة، ولا حتى وزير الأوقاف يومئذ، إن صاحب فكرة الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم هو الشيخ لبيب السعيد، وهو أستاذ في العلوم الاجتماعية وكان يعمل في وزارة المالية المصرية، ولم يكن حتى موظفا في وزارة الأوقاف، لكنه اقترح على وزير الأوقاف أن يقوم بتسجيل نسخة صوتية للقرآن الكريم وذلك لسببين؛ الأول انتشار نسخ محرفة من القرآن، والثاني مواكبة للتطور وتوفر الإمكانية لجمع القرآن الكريم بالصوت على أسطوانات، فانتدب وزير الأوقاف الشيخ سيد سابق والشيخ محمد الغزالي رحمهم الله جميعا ليناقشوا الشيخ لبيب السعيد بالفكرة، واستحسنوا رأيه وأوصوا بتنفيذ المشروع، ووقع الاختيار على الشيخ محمود خليل الحصري ليسجل النسخة الصوتية الأولى في التاريخ بصوته الندي.

وضع الشيخ لبيب السعيد رحمه الله منهجية علمية لتسجيل القرآن الكريم، كما تشكلت لجنة علمية من كبار القراء والعلماء لتشرف على هذه النسخة ولتستمع لكل كلمة أثناء تسجيلها، بل إنهم كانوا يشيرون على الشيخ الحصري بمواضع الوقف، ولم لا، فكما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف)، ومنهج التوثيق هذا هو الصواب، فإن إخراج نسخة مسموعة مدققة ومراجعة ومجازة من المصحف لا يختلف عن إخراج نسخة مقروءة مدققة ومراجعة ومجازة.

خالج شعورٌ الشيخ الحصري رحمه الله وهو ذاهب لتسجيل أول نسخة صوتية للقرآن الكريم كشعور أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجمع القرآن الكريم لأول مرة بين دفتين، أنه يقوم بشيء لكتاب الله لم يقم به أحد من قبل. إن ما وثقه الحصري بصوته الندي في العام 1961 هو ما نُقِل في صدور الرجال حتى وصل إليه كما هو من فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد بقيت هذه النسخة هي الوحيدة التي تبث في الإذاعة المصرية حتى عام 1970.

إن خير عصور الإسلام لم يأت بعد، وإن التطور العلمي والتقني ليثري علوم القرآن وكافة علوم الشريعة، وإن دورة الإسلام الحضارية ستكون أكثر انتشارا وأعمق أثرا.

روى أبو داود والترمذي عن عثمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، أعلام وأعيان من الأولين والمتأخرين، خلدت أسماؤهم وارتبطت بكلمات الله وبمعجزاته الخالدة، وذكروا بالسند الممتد المتصل بخير البرية صلى الله عليه وسلم، سلاسل ذهبية فيها ملايين الدرر، كالسماء ذات الحبك مجرات إنسية مال شموسها عدد، نقلوا القرآن الكريم بالتواتر جمعا عن جمع وعلموه للناس وما زالوا يفعلون.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.