شعار قسم مدونات

جيل يسلم جيلا

4-أسيل جندي، باب العامود، القدس، صورة تظهر اعتقال شاب بعد الاعتداء عليه بالضب المبرح في باب العامود مساء أمس(الجزيرة نت)
اعتقال شاب بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح في باب العامود (الجزيرة)

جيل يسلم جيلا.. لطالما عرف مخيم جنين بمقاومته الشرسة منذ الانتفاضة الأولى والثانية حتى وصل الأمر لجيل لم يدرك الانتفاضة الثانية بل وربما كان يحبو آنذاك.

شهدت الفترة اللاحقة من عملية سيف القدس تهدئة في الأوضاع إلى أن بدأ الاحتلال في الشهور الأخيرة في التصعيد في الضفة الغربية وحي الشيخ جراح حتى ضاق بالبعض ذرعا ونفذت بعض الأفراد عدة عمليات طعن للكيان المحتل.

حتى فوجئ الجهاز الأمني الإسرائيلي والكيان المحتل بشاب يدعى ضياء الحمارشة من مخيم جنين يقتحم إحدى أكثر الأحياء تدينا وهو حي بن براك للكيان المحتل ويقتل 5 من أبناء الكيان لتكون الصفعة في وجه المحتل واختراقا لجهازه الأمني، ولكي يغطي على فشله يستهدف المدنيين العزل من أبناء المخيم 3 من أبنائه، وامرأة أربعينية من قرية حوسان تدعى بساتين أم لـ6 أطفال أرملة بالكاد تستطيع أن ترى ويتم التصويب على أرجلها بحجة أنها تصرفت بهلع وتوتر عندما أطلق الكيان المحتل طلقات تحذيرية، وهذا ما يفعله أي شخص لو كان بمكانها .

وظن الكيان المحتل أنه كذلك يمنع ويخيف الفلسطينيين من أي أعمال فدائية ليظهر له المخيم العكس مرة أخرى، وهذه المرة من الشاب رعد حازم في العمق الإسرائيلي في منطقة آيزينكوف في ظل الضغط والقبضة الأمنية والاستنفار المنحدر من عائلة مقاومة من والده وأخواله.

تلك المقاومة التي خرجت من جنين غير أنها شكلت معجزة في وجه آلة أمنية مستنفرة وقوية، وكذلك وضعت الحكومة الحالية في مأزق أنها أحد أفشل الحكومات حيث في شهر واحد قتل حوالي 13 قتيلا من إسرائيل وهذا لم يحدث من سنوات طويلة، مما يشكل مأزقا سياسيا، ويتجلى ذلك في الاجتماعات الإقليمية المشتركة بين السلطة الفلسطينية والكيان المحتل والدول الإقليمية لاحتواء الوضع في شهر رمضان والحد من المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، مما يسبب في تفكك تكتلات الحكومة الحالية من داعميها من الكنيست والصندوق الانتخابي.

ربما إطلاق إسرائيل حملة عسكرية إسرائيلية تسمى بـ"كسر الأمواج" تهدف لإيقاف تلك العمليات كانت غير صائبة، لأن مدلول المعنى يوضح أنها عملية غير متصلة، ربما لاختلاف التيارات المسؤولة عن تلك العمليات، لأنهم أبناء بيئة واحدة وظروف واحدة ومخيم واحد تحت كيان محتل يمارس أعماله القمعية العنصرية عليه، ليتم إثبات خطأ رئيس هيئة الأركان خافي في أنه قمع المخيم للأبد، لأنه في ظل التشديد الأمني من حواجز ونقاط تفتيش وتضييق مارسه الاحتلال على المخيم مما أدى إلى مقتل 13 وأصبح وأيقونة ترعب الكيان وتتركه في حالة تخبط.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.