إذا سلمنا أن أي عمل فني له قائد، فالقائد في الفيلم والبرنامج والمسلسل والإعلان هو بلا شك المخرج، وإذا سألت المُشاهد ماذا يفعل المخرج لن يعطيك إجابة قاطعة، ولكنه يفهم ضمنيا أن المخرج هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في العمل.
بعيدا عن تخيلات المشاهد.. ماذا يفعل المخرج وهل له الحق فعلاً في التدخل في السيناريو أو لا؟
نستطيع الإجابة عن هذا السؤال بنعم وبلا، وهذا ما يزيد الأمر غموضا وصعوبة، فالمخرج ليس فقط من حقه التدخل في السيناريو، بل هو في الأصل من يختاره ليقوم بتحويله لفيلم، وقد يكون في بعض الأحيان صاحب فكرة الفيلم وهو من يرسم الخطوط الأولى التي سوف يحولها السيناريست فيما بعد لسيناريو، وإن أردت أن تذهب لأبعد من ذلك فبعض المخرجين يفضلون كتابة سيناريو أفلامهم بأنفسهم.
نأتي للسؤال الأهم.. كيف يتدخل المخرج في السيناريو؟
تدخل المخرج في السيناريو يكون بالطبع بقدر وليس مطلقا، فلو أراد المخرج تعديل أكثر من 50% مثلاً من السيناريو، فهذا لا يعد تعديلاً، بل هذا هدم وإعادة بناء، وهنا نكون قد عدنا لنقطة المخرج السيناريست، وهي ليست القاعدة العامة.
أما عن التدخل ذاته وماهية التعديلات التي يقوم بها المخرج فتكون في 3 مراحل:
أما الأولى فتكون أثناء وبعد كتابة السيناريو، وتحتوي على أهم التعديلات وغالبا ما تكون في صميم الأحداث ورسم الشخصيات وتركيبة العلاقات بينها وتطور الشخصيات المهمة في الفيلم وخصوصا البطل، وبطبيعة الحال قد يتطرق لإلغاء بعض المَشاهد واقتراح مشاهد أخرى.
وبخصوص المرحلة الثانية فتكون أثناء البروفات والتصوير، وهذا بالتأكيد بعد اختيار الممثلين، فمن الممكن أن تحتاج بضعة أدوار لتعديلات طفيفة لتلائم الممثل الذي وقع عليه الاختيار، ويحتاج المخرج أيضا لتعديلات طفيفة أثناء التصوير وتكون غالبا في النص ذاته وعادةً ما تكون طفيفة، مثل إضافة كلمة أو حذف كلمة أو تعديل لفظ.
ونأتي للمرحلة الثالثة والأخيرة وهي مرحلة المونتاج حيث يكتشف المخرج أنه بحاجة لإعادة ترتيب بعض المشاهد لتكتمل رؤيته الإخراجية، وللمفاجأة قد تكون هذه أقوى وأخطر التعديلات التي يقوم بها المخرج في السيناريو.
أتمنى لك النجاح والإبداع في فيلمك الجديد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.