يشتكي الناس كثيرا من قلة المال وكثرة الصرف، وبالتالي فإنهم مهما كانت لديهم رواتب عالية إلا أنهم يصرفونها سريعا، ثم يتساءلون بعد ذلك عن السلع، والأشياء التي صرفوها فيها.
فنجد أحدهم يذهب إلى السوق بلا خطة، ولا هدف، ويكون لديه المال فينبهر بهذا الملبس، أو بذاك الجهاز، أو بتلك الوجبة، فيشتري بلا وعي ما يريد وما لا يريد، ثم يندم بعد ذلك، ويتحسر على ضياع المال في ثانويات الحياة.
وهذا ما فكر فيه أهل التسويق في إعلاناتهم، فقاموا في تقديم العروض التسويقية للناس على أمرين؛ أولها محاولة إقناع الناس بصدم منطقهم، من دون النظر إلى الاعتبار لروح الجماعة، وفهم الآخرين.
والأمر الثاني العناية بالعاطفة التي يلامسون فيها الناس من خلال مخاطبة حاجاتهم وثانوياتهم، وهذا الأمر يستخدم في التسويق أكثر من أي شيء آخر.
فالشركات في الإعلانات تلعب دائما على أوتارنا العاطفية التي تعمل في عقلنا اللاواعي -الذي لا يفرق بين الحقيقة والخيال- من دون أن نشعر، فنذهب ونشتري الأغراض التي لا نحتاجها، فالشركات الإعلانية دائما تخاطب فينا القيم والمشاعر، وتدفعنا رغما عنا إلى شراء ما نريد، وما لا نريد.
ولذلك في علم التسويق انتبهوا لهذا الأمر، فقسموا العملاء إلى 3 أنواع على النحو التالي:
النوع الأول: العميل الذي يحتاج، ويعرف ماذا يحتاج. فهذا لا شأن لهم به لأنه واضح فيما يريد، ويعرف ما يرغب فيه.
والنوع الثاني: هو العميل الذي يحتاج، ولا يعرف أنه يحتاج مثل بعض الكبار الذين يظنون أنهم قد جاوزوا مرحلة التعلم فيستهدفهم اهل التسويق من اجل اقناعهم بمنتجات تعليمية او منتجات يحتاجونها مثل عمليات الاسنان والبشرة والدواء مثلاً
النوع الثالث: العميل الذي لا يحتاج، ويعرف انه لا يحتاج فيستهدفه أهل التسويق من أجل خلق الحاجة عنده وبيع المنتج له، ولخلق الحاجة خطوات؛ منها مثلا عدم ربط العميل بتوقيت معين لكيلا يظن أن المسوق يريد سرقته ولكي يشعر بأهميته.
ولكي تخف لدينا عملية الشكوى من نقص الرواتب وغيرها من المشكلات؛ يجب أن نعترف بتأثير الإعلانات المرعب وننتبه من قوة أهل التسويق الذين يعلمون على صورنا الذهنية غير الواعية كما ذكرت آنفا، ثم نكتب حاجاتنا قبل الذهاب للسوق وفق الأهمية.
الخلاصة
احذر من قوة الإعلان، وقدرة المسوقين الهائلة في الإقناع، لكيلا تعلن إفلاسك الدائم بسبب أنك "كلما اشتهيت اشتريت".