شعار قسم مدونات

إتيكيت التشجيع في مونديال كأس العالم

تحضيرات جماهير الأرجنتين لنهائي المونديال بالبرازيل
تحضيرات جماهير الأرجنتين لنهائي المونديال بالبرازيل (الجزيرة)

إنه لحدث رائع حقا وتملؤه أجواء حماسية كثيرة مع تلك الفرق الرياضية المتنوعة المشاركة في المونديال، لذا كان لا بد أن نتكلم عن أهم القواعد والآداب التي يجب أن يتحلى بها جمهور المشجعين داخل وخارج الملاعب، فمما لا شك فيه أن ذلك سيجعل اللعب أكثر متعة للجميع وتكون الرياضة سببا للتآلف والتقارب لا التنافر والتخاصم.

الروح الرياضية

أثناء متابعتي فعاليات كأس العالم قطر 2022 كنت قد شاهدت مشهدا مؤثرا يتمثل في أسرتين، واحدة من إيران والأخرى من الولايات المتحدة الأميركية، كانتا قد اجتمعتا معا وأخذتا تتبادلان التحية والهتافات ورفع الأعلام، فكانت الأسرة الإيرانية تهتف باسم الولايات المتحدة "يو إس إيه" (USA)، فيما تهتف الأسرة الأميركية باسم إيران أثناء رفعها علمها، فعلا لقد كان المشهد غاية في التأثير، فهذا دليل واقعي حقا على أن الرياضة تجمع وتقرب بين الشعوب وتزيل الخلافات والمشاحنات القائمة بين الدول من خلال الممارسات الخارجية الراقية لشعوبها.

نعم، إنها الروح الرياضية وروح التآلف التي تجمع بين الشعوب، لذا أول ما نركز عليه في الأخلاق والإتيكيت الخاص بالمشجعين عموما هو ضرورة التحلي بالروح الرياضية وعدم التعصب لأي فرقة من الفرق، فتتقبل الفوز أو الخسارة لأن أي لعبة لا بد فيها من فائز وخاسر، ثم إن هذا التقبل والتمتع بتلك الروح لا يعودان فقط على المشجعين أنفسهم إيجابيا وإنما أيضا على الفرق الرياضية ذاتها بشكل كبير بحيث إنها تتحفز كي تقدم أداء أفضل في ما بعد.

إعلان

ننطلق منها

نعم، كما أشرت لا بد من التحلي بالروح الرياضية، سواء من أعضاء الفريق نفسه أو المشجعين، والتي تعتبر الأساس في ما يترتب عليه بعد ذلك من أخلاقيات وآداب لا بد من التحلي بها، ومنها:

  • لا يصح تبادل السباب أو الشتائم بين مشجعي الفرق أو استخدام أي ألفاظ خارجة، سواء أكان ذلك مكتوبا على صفحات التواصل الاجتماعي أو حتى التلفظ بها.
  • تجنُّب استخدام الرسومات أو الصور المعبرة بشكل جارح وعدم التشهير باللاعبين أو مديري الفرق أو الحكام على السواء.
  • عدم إلحاق أي ضرر أو إتلاف بأي ممتلكات عامة أو خاصة.
  • تجنب الشجار والمشاحنات التي قد تنشب بين مشجعي الفرق المتنافسة، ولنتذكر أنها في النهاية لعبة ورياضة ولا بد من فائز وخاسر كما أسلفت، وتحضرني هنا قصة زوج وزوجة كانا يشاهدان معا مباراة، ولكن الزوجة كانت تشجع فريقها الذي يمثل بلدها، وكان الزوج يشجع الفريق الآخر المتمثل في بلده، ثم فاز فريق الزوجة، فما كان من الزوج إلا أن احتد على الزوجة ونشبت بينهما مشادة قوية كادت تنتهي بالطلاق لولا تدخل بعض الأصدقاء بينهما.
  • تجنب استخدام الرهان وتلك الأمور كالقسم وغيره التي قد تسبب خسائر مادية ومعنوية عظيمة، وهنا قصة أخرى عن ذلك المواطن العماني الذي أقسم أن يطلق زوجته بالثلاث إذا لم يفز المنتخب السعودي على نظيره المكسيكي، وكان المنتخب السعودي قد خسر في تلك المباراة فحدث الطلاق فعلا، ومشجع أسترالي آخر كان قد راهن بمبلغ 160 ألف دولار على خسارة السعودية أمام الأرجنتين فخسر كل شيء.

كلنا نهنئ

بالتأكيد المشاهدات الجماعية التي قد تكون في الكافيهات أو أمام شاشات العرض الكبيرة في المجمعات أو صالات العرض تضفي جوا رائعا من الحماسة بين المشجعين، لكن لا بد من احترام الأماكن العامة ومراعاة الآداب والأخلاقيات الحسنة من عدم الشجار أو الصوت المزعج الخارج عن المألوف، وتجنب السخرية أو الإهانات أو العنف أو أي تخريب قد يحدث عند الخسارة، بل أقول مرة أخرى هي الروح الرياضية التي يجب أن نتحلى بها، فجميل أن نهنئ مشجعي الفريق الآخر في حال فوزه.

إعلان

سفراء

وأقول هنا للمشجعين الذين يتوافدون على البلد المستضيف للحدث "أنتم سفراء لبلدانكم، فسلوككم وأخلاقكم تعكس بلدانكم وتحضركم".

 لذا عليكم مراعاة الآداب وقواعد الإتيكيت التالية:

  • احترام ثقافة البلد وعاداته بالالتزام بالقوانين والضوابط التي يضعها وعدم خرق تلك القوانين.
  • قراءة لوائح الفيفا بعناية والالتزام بالقوانين الواردة فيها أثناء حضور المباريات وداخل المدرجات.
  • عدم إلقاء النفايات والمخلفات أو إحداث أي ضرر داخل الملاعب.
  • الذهاب قبل المباراة بوقت كافٍ وإظهار التذكرة أثناء الدخول.
  • تجنب العنف والتراشق بالألفاظ بين المشجعين.
  • تجنب نقل أي أخبار كاذبة أو تشويه صورة المونديال أو الدولة المضيفة، وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بل نقل الصورة الإيجابية ونقل الحقائق كما هي.

المشجع الإيجابي

نحتاج أن ننشر ثقافة المشجع الإيجابي الذي يقدم نموذجا متحضرا وراقيا في الحب والدعم والتشجيع.

نحتاج أن ننشر ثقافة التسامح والتآلف وتقبل الآخر، سواء كان مشجعا أو خصما في مباراة أو لاعبا في فريق منافس.

وفي النهاية، لا بد أن نخلُص إلى أن الكرة هي مجرد رياضة ووسيلة للترفيه والمتعة وليست سببا للخصام وإفساد العلاقات، فلا تجعلوها سببا في ضياع أوقات السعادة التي نقضيها مع أسرنا وأصدقائنا.

كما أن الكرة ليست وسيلة للهروب من المسؤوليات أو لقتل الوقت وضياع الفرص بمجرد جلوسنا أمام الشاشات والتفاعل معها عبر القنوات المختلفة، فكما نشاهد المباريات ونتفاعل معها دعونا نمارس الرياضة في الواقع كي تتحول إلى جزء أساسي في حياتنا وعادة نمارسها كل يوم وليست مجرد مشاهدة ومتابعة ونحن جالسون في أماكننا ولا نتحرك.

وأخيرا، شجع فريقك، شجع منتخبك برقي وتحضر، وحاول في الوقت نفسه ألا تخسر نفسك ولا وقتك ولا فرص النجاح في حياتك.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

إعلان

إعلان