شعار قسم مدونات

محطات مهمة.. مونديال قطر 2022

استاد البيت سيشهد المباراة الافتتاحية بسعة 60 ألف مشجع
ملعب البيت سيشهد المباراة الافتتاحية بسعة 60 ألف مشجع (الجزيرة)

وبدأ افتتاح مونديال العرب في الدوحة، فيما ينتظر أن تكون أفضل وأروع نسخة منذ انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم منذ 92 عاما.

تعتبر مسابقة كأس العالم لكرة القدم من أهم المسابقات الرياضيّة في العالم، وهي الأهم التي تجري تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وكانت فكرة إنشاء مسابقة دولية لكرة القدم موجودة منذ تأسيس الفيفا عام 1904. كانت اللجنة الأولمبيّة رافضة تماما أن يتولّى الفيفا تنظيم مسابقة عالمية خشية فقدان السيطرة على اللعبة الأكثر شعبيّة في العالم، ممّا اضطر الفيفا للاعتراف بالمسابقة الأولمبية كبطولة عالمية للهوّاة والإشراف عليها.

لكن في سنة 1921 أعاد رئيس الفيفا الفرنسي جول ريمي إحياء الفكرة، إلى أن حصل في اجتماع تاريخي يوم 25 مايو/أيار 1928 على الموافقة على تنظيم بطولة كأس العالم كلّ 4 سنوات بعد سنتين من الألعاب الأولمبيّة حتى لا تتعارض تواريخهما. كما تقرّر أن تستضيف أوروغواي أوّل نسخة من المسابقة لأنها كانت أقوى منتخب في ذلك الوقت، كما أنها حاملة الميدالية الذهبية في الثلاث مسابقات الأولمبيّة الأخيرة وقتئذ. وفي 13 يوليو/تموز 1930 انطلقت أوّل مباراة في مسابقة كأس العالم لكرة القدم بين فرنسا والمكسيك.

أقميت إلى حد الآن -وقبل انطلاق مونديال قطر- 21 نسخة من البطولات بانتظام كلّ 4 سنين، ما عدا بطولتي 1942 و1946 اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية. وقد سيطرت دول أوروبا وأميركا الجنوبيّة على أغلب البطولات، فلم يصل للنهائي أي منتخب من خارج هاتين القارتين. وأكثر المنتخبات إحرازا للقب هي البرازيل بخمسة ألقاب، تليها ألمانيا وإيطاليا بأربعة ألقاب، ثم الأرجنتين وأوروغواي وفرنسا بلقبين، في حين تحصلت إسبانيا وإنجلترا على اللقب في مناسبة وحيدة لكلّ منهما.

وقد كانت المكسيك أوّل دولة من خارج القارتين تستضيف المسابقة (أميركا الشماليّة). وكانت بطولة 2002 المشتركة بين كوريا الجنوبية واليابان هي الأولى في آسيا (وهي الوحيدة التي كانت بتنظيم مشترك، في انتظار نسخة 2026). في حين كانت نسخة 2010 في جنوب أفريقيا هي الأولى في القارة السمراء. كما أن بطولة 2022 في قطر هي الأولى في دولة عربية.

تعتبر البرازيل هي المنتخب الوحيد الذي لم يغب عن أي نسخة منذ 1930، في حين تحمل ألمانيا أغلب الأرقام القياسية، فهي أكثر منتخب لعب مباريات في كأس العالم (فازت 109 مرة إلى حدّ الآن) وأكثر من وصل إلى النهائي (8 مرات) وأكثرها انهزاما فيه (4 مرات) وأكثر منتخب تحصّل على المرتبة الثالثة (4 مرّات)، كما أن لاعبها لوثر ماتيوس هو أكثر اللاعبين مشاركة في مباريات كأس العالم (25 مباراة)، في حين يعتبر لاعبها الآخر ميروسلاف كلوزه صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجّلة بالمونديال (16 هدفا). ويعتبر البرازيلي زاغالو الأنجح على الإطلاق بفوزه بكأس العالم 4 مرّات (مرّتين لاعبا ومرّتين مدرّبا).

وتتجاوز مسابقة كأس العالم طابعها الرياضي لتتحوّل إلى آلة اقتصاديّة ضخمة، وذلك بسبب الاهتمام الجماهيري المتزايد والضخم في كلّ أنحاء العالم، حتى صارت المسابقة أكثر حدث عالمي متابعة تلفزيونيا، وتخطّت مسابقة الألعاب الأولمبيّة. بدأ أوّل بث مباشر للقاءات كأس العالم سنة 1954، وتطوّر عدد المشاهدين حتى إن نهائي كأس العالم 2018 مثلا شاهده 1.12 مليار شخص حول العالم (15% من سكّان الأرض).

كما أن مداخيل حقوق البث في تلك السنة فاقت 13.5 مليار دولار، أي 1% من الناتج الوطني الروسي. كما أصبحت القرعة نفسها تبثّ مباشرة ويشاهدها أكثر من 200 مليون مشاهد، حتى صارت التذاكر لا تمثّل إلا جزءا ضئيلا من إيرادات كأس العالم بعدما كانت سابقا من أهم المصادر. وإلى جانب حقوق البث، يمثّل الرعاة (sponsors) أحد الإيرادات المهمّة، ومن المتوقع أن يصل مداخيلهم إلى 17 مليار دولار في هذه النسخة، كما أن بناء الملاعب أصبح يموّل من عائدات الرّعاة. وينتظر أن تحطم نسخة قطر كل الأرقام المالية.

كانت كأس العالم تسمّى كأس النصر، ثمّ تحوّلت لاسم مبتكر المسابقة جول ريمي، وفي عام 1970 تحصّلت البرازيل على كأس جول ريمي للأبد بعد أن فازت بها 3 مرّات (حسب القانون القديم)، قبل أن تتمّ سرقة الكأس عام 1983 (ولم يعثر عليه إلى اليوم).

وبداية من كأس العالم 1974، تغيّر الرمز وأصبحت الكأس الجديدة تسمّى "كأس فيفا لبطولة كأس العالم"، وهي متكونة من 5 كلغ من الذهب الخالص، وعبارة على صورة لشخصين يحملان مجسّما للكرة الأرضية، وتبلغ قيمتها حاليّا 10 ملايين دولار، ولم يعد ممكنا امتلاكها مدى الحياة، فالفائز يحتفظ بها 4 سنين، ومن ثم يتحصّل على نسخة مطابقة للأصل مطليّة بالذهب.

ومهما كانت موهبة اللاعب، أو الألقاب التي يحصل عليها مع فريقه المحلّي، فإنّ المشاركة في كأس العالم تبقى حلم كل لاعب كرة قدم، ورفع اللقب أسمى وأرقى طموحاته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان