شعار قسم مدونات

كلوزه.. هدّاف المونديال الآفل نجمه

Germany's Miroslav Klose celebrates after scoring a goal during the 2014 World Cup semi-finals between Brazil and Germany at the Mineirao stadium in Belo Horizonte July 8, 2014. REUTERS/Marcos Brindicci (BRAZIL - Tags: TPX IMAGES OF THE DAY SOCCER SPORT WORLD CUP) TOPCUP
اللاعب الألماني ميروسلاف كلوزه (رويترز)

قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو إن مونديال قطر 2022 سيكون الأفضل في التاريخ، لذا من المتوقع أن يتم تحطيم العديد من الأرقام القياسية. إلا أن رقما قياسيا من الصعب أن يتم تحطيمه في هذا المونديال، بل وحتى في المونديال اللاحق.

هذا الرقم هو الهداف التاريخي لكأس العالم الذي يحمله الألماني ميروسلاف كلوزه بـ16 هدفا. استبعادي أن يتم تحطيمه، رغم أن المونديال القطري سيعج بالنجوم الهدّافين، يعود إلى أن أقرب منافس له سيكون حاضرا في قطر هو الألماني الآخر توماس مولر برصيد 10 أهداف، ونادرا ما سجل مهاجم أكثر من 6 أهداف في دورة واحدة.

وعلى الرغم من امتلاكه لقب أحسن هدّاف في تاريخ كأس العالم وتاريخ المنتخب الألماني وأفضل هدّاف بالرأس، فإن المهاجم ميروسلاف كلوزه لم يعرف في مسيرته النجومية التي من المفروض أن يتمتع بها لاعب يحمل كل هذه الأرقام.

ولد ميروسلاف كلوزه في التاسع من يوينو/حزيران 1978 في مدينة أوبول في بولندا لأسرة رياضية، فوالده كان لاعب كرة قدم، وأمه لاعبة دولية في كرة اليد. فرّت عائلته من النظام الشيوعي البولندي عام 1986 للاستقرار في ألمانيا والحصول على الجنسيّة الألمانيّة.

بدأ كلوزه مسيرته لاعبا هاويا مع فريق هامبورغ. وفي عام 1999 وقّع أوّل عقد له مع كايزرن سلاوترن. لكنّ مسيرته الاحترافية لم تنطلق إلّا سنة 2000 أي في الـ22 من عمره، وهي سن متأخرة للاعب محترف. وبانتظامه في تسجيل الأهداف نجح في تعزيز مكانته أساسيا في فريقه، مما شجّع رود فولر لدعوته للمشاركة مع المنتخب الألماني في مارس/آذار 2001 ضد ألبانيا.

في 2002 شارك في كأس العالم في كوريا واليابان. كان في ذلك الوقت نكرة أمام النجوم المشاركين، رغم أنه بلغ 24 عاما. وفي أوّل لقاء لألمانيا ضد السعوديّة، فازت الماكينات الألمانية بنتيجة 0-8، وبرز فيها كلوزه بتسجيله في تلك المباراة 3 أهداف بالرأس، ليكتشف الجمهور الرياضي اسمه. وصل مع فريقه للنهائي وخسر أمام البرازيل، وأنهى كلوزه الدورة كأحسن هدّاف بعد رونالدو بتسجيله 5 أهداف جميعها بالرأس، وبدأت الصحف تتحدث عن ميلاد هدّاف جديد لألمانيا في اختصاص التسديدات الرأسيّة، صاحب الحركة البهلوانية الشهيرة إثر كل هدف.

رغم العروض الكبرى بعد كأس العالم، فإنه فضّل البقاء مع فريقه رغم تواضع نتائجه في البطولة. وفي عام 2004 قبل عرض بطل ألمانيا فيردر بريمن. وعلى الرغم من عدم حصوله على أي لقب جماعي مع فريقه الجديد، فإنه توّج عام 2006 كأحسن هدّاف في البوندسليغا بـ25 هدفا من أصل 26 مقابلة لعبها.

في مونديال ألمانيا 2006 سجّل كلوزه مرّة أخرى 5 أهداف، ووصل مع فريقه إلى نصف النهائي ضد إيطاليا، لكنّه أصيب في الدقيقة 110، وانهزمت ألمانيا. ورغم أنه لم يلعب المقابلة الترتيبيّة، فإنه توّج أحسن هداف الدورة. وفي العام نفسه حصل على جائزة الحذاء الذهبي، وانتقل للعملاق بايرن ميونخ في السنة الموالية.

مع البايرن حصل كلوزه على أوّل ألقابه الجماعيّة، ففاز بالبطولة والكأس وكأس الرابطة الألمانيّة في عام 2008، في تلك السنة تحمّل أوّل مرة مسؤوليّة قيادة المنتخب الذي وصل معه لنهائي اليورو أمام إسبانيا. ورغم انحدار مستواه مع بايرن ميونخ خاصة في موسم 2009-2010، فإنه كان هدّافا حاسما مع المنتخب، وساهم في ترشحه لكأس العالم في جنوب أفريقيا بتسجيله 8 أهداف من جملة 8 مباريات في التصفيات.

ولئن بقي مع فريقه، إلا أنه كان أساسيا مع ألمانيا في كأس العالم وسجّل كالعادة 4 أهداف بالرأس ليعادل الرقم القياسي للهدّاف التاريخي لألمانيا مولر، وعلى بعد هدف من تعديل الرقم القياسي لهدّافي كأس العالم الذي يحمله البرازيلي رونالدو، ووصل مع فريقه لنصف نهائي كأس العالم.

تألقه مع المنتخب لم يشفع له في الفريق البافاري الذي قضى معه أكثر الموسم، ولم يجدد له العقد، مما اضطرّه للمغادرة في اتجاه لازيو روما. اعتبر أغلب الملاحظين أن انتقال كلوزه للازيو، الفريق الذي لا يلعب عادة على الألقاب، نهاية لمسيرته خصوصا أنه في عمر 33 عاما، وأنه لم ينجح قط في تكوين نجوميّة. لكنّه نجح في أن يصبح أحد أعمدة الفريق الرومي، وكان هدّاف الفريق، مما ضمن مكانه مع المنتخب الذي لعب معه 5 مباريات في يورو 2012. وفي 2014، وفي عمر 36 عاما، تم استدعاؤه للمنتخب للمشاركة في مونديال البرازيل حيث تحصّل معه على كأس العالم وسجّل هدفين ليصبح كلوزه أفضل هدّاف في تاريخ كأس العالم.

لم يكن كلوزه نجما ولم يكن مشهورا كغيره من الهدافين، قد يكون ذلك بسبب ندرة أهدافه بالساق التي هي أساس كرة القدم، لكنه شئنا أم أبينا يبقى الهدّاف التاريخي لكأس العالم وهدّاف المنتخب الألماني لكلّ الأوقات بـ71 هدفا، محطما أرقام مولر وبيرهوف، كما أنه أحسن لاعب في التاريخ سجّل بالرأس بما أن 90% من أهداف بالرأس. وفي العام 2016 في سن 38 عاما أعلن كلوزه اعتزاله اللعب نهائيا بعد ما أعلن من قبل في عام 2014 عن الاعتزال الدولي.