شعار قسم مدونات

مفتي الأحناف.. الشيخ عبد الرحمن البحراوي

الأزهر
قرأ القرآن وجوده بالأزهر الشريف. (مواقع التواصل)

الشيخ عبد الرحمن البحراوي (1819ـ 1904) بحراوي لقبا وموطنا، وأحد كبار علماء الحنفية في عصره، ومن أطولهم عمرا، وهو من الجيل السابق على جيل الشيخ محمد عبده ومعاصريه، لكنه عاش زمنهم بإكبار وتقدير لعلمه، وطال عمره حتى بلغ الخامسة والثمانين، ومع أنه ولد قبل الشيخ محمد عبده بنحو 30 عاما فإنه توفي قبله بعام واحد فقط.

نشأته وتكوينه

ولد الشيخ عبد الرحمن البحراوي في كفر العيص بمديرية البحيرة سنة 1235 هجرية الموافقة عام 1819، توفي والده وهو في الرابعة من عمره، وتلقى تعليما دينيا تقليديا، وقرأ القرآن وجوده بالأزهر الشريف. وقد التحق بحلقات الأزهر سنة 1832، وتلقى الفقه والتفسير والحديث عن الشيخ إبراهيم السقا، والشيخ مصطفي البولاقي، والشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الأزهر (1784-1864) وغيرهم من علماء ذلك الجيل الذهبي.

ويروى أنه تلقى العلم أيضا على الشيخ الكتبي في زاوية العيني خلف الأزهر الشريف.

عمله بنسخ الكتب

عمل الشيخ عبد الرحمن البحراوي بنسخ الكتب إذ كان خطاطا موهوبا، وبلغت شهرته في هذا العمل الذي اختاره لنفسه أن قيل عنه إنه كان يكتب بيده كل كتاب يتاح له.

وظائفه

بدأ الشيخ عبد الرحمن البحراوي عمله في التدريس في الأزهر عام 1848، وانعقدت له صلة بالوالي عباس باشا الأول، وكان محترما عنده طوال عهده.

وفيما بعد الوالي عباس الأول وحتى وفاته في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، كانت له مكانة اجتماعية متقدمة عند الأمراء والعلماء.

عمله بالقضاء الشرعي

عمل الشيخ عبد الرحمن البحراوي في سلك القضاء الشرعي، وقد بدأ عمله في هذا الميدان حين اختير لتصحيح الفتاوى الهندية عام 1855، ثم عين قاضيا لمدينة الإسكندرية، وتولى الفتوى بالمجلس المخصوص، ثم عين رئيسا للمجلس الأول بالمحكمة الشرعية، ثم تولى إفتاء وزارة الحقانية.

عودته للتدريس

عاد الشيخ عبد الرحمن البحراوي إلي الاشتغال بالتدريس بالأزهر فأتيحت له فرصة ذهبية في صياغة خبراته القضائية والتشريعية صياغة تعليمية وأصبح بمثابة الأستاذ صاحب النظرية التطبيقية ،أو كما سمى في العلوم التربوية: الطرق الخاصة، وتخرج عليه كثيرون من علماء مصر، كان منهم كثيرون لا يصغرونه في السن بكثير، ومنهم عدد لا يقل عن 7 أشخاص ممن تولوا الإفتاء ومشيخة الأزهر، كما يلي: الشيخ حسونة النواوي (1839-1924)، والشيخ محمد عبده (1849-1905)، والشيخ محمد بخيت المطيعي (1854-1935)، والشيخ عبد القادر الرافعي (1832-1905)، والشيخ عبد الرحمن القطب النواوي، والشيخ أحمد أبو خطوة (1852-1906)، والشيخ محمد راضي البحراوي، والشيخ بكري الصدفي، والشيخ إبراهيم الحديد، والشيخ محمد راضي البوليني.

مكانته العلمية

وصفته كتب التراجم المتاحة عن عهده بأنه كان إماما عليما، قوي الذاكرة، يلجأ إليه العلماء في حل المشكلات الشرعية، ويعول عليه في المعضلات.

وعلى مستوى الأخلاق الفردية، كان الشيخ البحراوي حسيبا كريم الأخلاق، فاضلا مهيبا، موقرا محترما، متواضعا شريف النسب والذات.

ترجمته

كتب عنه الشيخ محمد بخيت المطيعي (1854-1935) ترجمة ممتازة في كتابه "بغية أهل الدراية".

أستاذيته

يرجع إلى الشيخ عبد الرحمن البحراوي الفضل في عناية جيل الأزهريين التالين له بالأخذ عن كتاب فتح القدير للفقيه المحقق ابن الهمام ودراسته وتمحيصه.

 آثاره

  • تقرير على شرح العيني.
  • حاشية على شرح الطائي.

وفاته ومقبرته

توفي الشيخ عبد الرحمن البحراوي في شهر محرم سنة 1322هجرية الموافقة عام 1904، وشيعت جنازته وعطلت الدراسة 3 أيام حدادا عليه، ودفن في قرافة المجاورين. وفيما بعد دفن في جواره تلميذه الشيخ محمود أبو دقيقة (1877- 1940).

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.