شعار قسم مدونات

وحشية رفعت يرويها نجله في جنيف

رفعت الأسد
رفعت الأسد (مواقع التواصل الاجتماعي)

 

شغل منشور فراس الأسد في صفحته على فيسبوك خلال الأيام الماضية الرأي العام السوري، وحظي المنشور باهتمام لافت كونه من أصحاب العلاقة المباشرة ذات السند العالي، فالقصة وأبطالها يصلحون لقصة هوليودية حقيقية وواقعية، وربما لو كانت أغاثا كريستي حية لما ترددت في كتابتها.

 

والد الضحية فراس هو رفعت الأسد الذي كان نائبا لشقيقه حافظ، صاحب الشخصية القوية لكن إجراما وقتلا وتنكيلا لعقود، ينهال على ابنه فراس عام 1998 وعمره تعدى الـ33 عاما وفي وسط جنيف ضربا وشتما تعف الألسنة عن ذكر سبابه للخصوم فضلا عن الابن، ليختم الحفلة بأمر حراسه بقتله، ولكن يمنعه من ذلك مضاعفات مجيء الشرطة الإسبانية وتعرضه بعدها للسجن والتحقيق كما حذرته زوجته.

 

فراس تحدث عن جانب من شخصية والده وهي الشخصية المتوحشة الإجرامية ليس على الشعب السوري فقط، وإنما على أمه التي كان ينهال عليها ضربا وشتما، أما فراس فكان ينكب عليها لحمايتها فيتلقى الضربات والعصي، ليتساءل حينها كل عاقل إذا كان تعامل هذا الكائن مع زوجته وأولاده بهذا الشكل فكيف سيكون تعامله مع أبناء الشعب، تخرج من قراءة المنشور لتفتح يوتيوب لتستمع إلى المجرم رفعت الأسد وهو ينكر وجوده في حماة يوم حصول مجزرتها عام 1982 والذي قاد قطعان جنوده ليفتكوا بأكثر من 30 ألفا من الرجال والنساء والأطفال ويدمروا حاضرة من حواضر العرب والمسلمين دون أن ينبس العالم ببنت شفه، تماما كما فعل بأكثر من 700 من خيرة نخب سوريا قبلها بأقل من عامين في سجن تدمر سيئ الصيت والسمعة.

 

 

يتحدث فراس عن جانب الشره بالمال لدى والده، ويروي كيف عقد مع عمه حافظ الأسد صفقة إثر صراعهما على السلطة 1984، والتي انتهت بتحويل حافظ 100 مليون دولار من البنك السوري المركزي إلى حساب رفعت في سويسرا مقابل تخلي السيد النائب عن السلطة وشراء حافظ السلطة والوطن، أما الحقيقة فكانت بيع وشراء شعب كعبيد يتقاذفه من يحسبون أنفسهم أسيادا عليه.

 

ربما القصة إلى هنا بالنسبة للسوريين عادية وأقل من عادية، وهم الذين خبروا وعرفوا هذه العصابة المجرمة التي حولت سوريا كلها إلى سجن كبير منذ سطوها على السلطة، فسعت إلى نقل تجربة السجن الكبير هذا إلى خارج سوريا يوم اغتالت خيرة أبنائها في بيروت ومدريد وباريس وآخن، وسعت إلى اغتيالات في عمّان وبغداد والكويت وغيرها، ومع هذا لا حراك في جثة العالم المتواطئ معها، والتي نراها اليوم في صمته على حلف الكبتاغون الذي يزرع المخدرات وينشرها ويصدرها بشكل رسمي وبإشراف الدولة ورعايتها دون أي نقد عالمي، بل وتلتزم منظمات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة المخدرات الصمت تجاه عصابة الكبتاغون والحشيش في بيروت ودمشق.

 

قصة فراس الأسد التي رواها وقعت عام 1998، ومع هذا لم يقم البوليس السويسري بأي حركة تجاه السيد النائب، ورغم نشره القصة التي وقعت على أراضيها فإنها لم تتحرك، وهي التي تتحرك لقضية أتفه من هكذا إن كان الأمر يتعلق بأبناء وبنات المهاجرين واللاجئين، ولا تزال عواصم باريس وجنيف ومدريد تحتفي به وتستقبله رغم نهبه قوت الشعب السوري، والتعذيب الذي يرتكبه بحق الشعب السوري، إلا أنها مشغولة بملاحقة مجدي نعمة (إسلام علوش) الضابط الذي انشق عن عصابة رفعت وحافظ ليلتحق بالشعب وثورته فيعاقب اليوم بسجنه في باريس.. عواصم يبدو أنه لا يليق بها إلا رفعت وبشار وحافظ وأمثالهم.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.