شعار قسم مدونات

قراءة المستقبل..!

blogs سحر
blogs سحر (مواقع التواصل الاجتماعي)

 

لو كنت على متن طائرة متوجهة إلى خارج البلاد وصادف أن الذي يجلس بجوارك هو أحد أشهر العرافين في التاريخ، ورأيت الركاب من حولك يحسدونك على ما أنت فيه، ويتمنى الجميع لو أنه يستطيع فقط الجلوس لجواره ولو دقيقة واحدة، وترى الذي يجلس أمامك يكاد يقفز من مكانه إلى كرسيك فقط ليستمع للعراف ولو لدقيقة واحدة، وأنت مستغرق في قراءة كتاب "فن اللامبالاة" فأنت لا تبالي لا بالمستقبل ولا بالحاضر بل تريد نسيان الماضي أيضًا، دعني أخبرك إن كنت مسلمًا فأنت مثل هذا الرجل الذي يجلس بجوار العراف، وسأخبرك لماذا الآن؟

العراف والمستقبل

الإنسان بطبعه يميل لمعرفة الأمور الخفية، ويزعجه دومًا الجهل، على الأقل هذا هو الإنسان الطبيعي، فلو افترضنا أن المسلم يمتلك سلاحين لا يعلم مقدارهما إلى الآن ما كنا من الكاذبين، فرسول الإسلام وسيد ولد أدم محمد ﷺ ترك لتلك الأمة كنزا عظيما
عرافا بالمستقبل وكتاب تاريخ الماضي ودستور للحاضر، ففي القرآن الكريم تجد ما ذكرنا قبل قليل، ودعني أبحر بك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القرآن العظيم، الذي ما انفك أن وضع لك الله فيه كل شيء، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أتى على ذكرها، وها أنت ذا قد تكون من الجاهلين بقدره، ومن المقصرين في حقه، مثلك كمثل ذاك الرجل الذي يجلس بجوار العراف، ولكن الذي يجلس لجوارك وفي منزلك الآن ليس عرافًا، بل كلام ربك ورب العراف ورب الكون بأسره، تخيل فقط معي أن الله الذي في السماء قال لك كلامًا ثم كتبته لكي تسير عليه، ثم تركته لولدك لكي يتعلم منه ويسير عليه، ثم جاء أحفادك لا يعنون بهذا الذي كتبت شيئًا، فهذا أنت، ورثت كلام الله الذي أخبرك عن الماضي فحدثك عن آدم أول وأبي البشر، وحدثك عن نوح وإبراهيم وإسماعيل ويوسف وموسى وعيسى، فترى فيه الماضي كأنك تعيشه ويحدثك عن الحاضر فيخبرك أن كل بني أدم خاسرون إلا الذين يهتمون لصلاتهم ويعملوا الصالحات والذين يتواصون بالحق والصبر، ويخبرك أنك إن استغفرت في الحاضر الذي تعيشه الآن سيمدك الله بالمال والبنين، ويحدثك عن المستقبل فيخبرك بأن ترتقب السماء يوم تأتي بدخان عظيم ويحدثك عما سيجري في فلسطين وما سيحدث مع الكيان الصهيوني، ويخبرك أنك يا مسلم يا بسيط ستدخل المسجد وتكبر بكل ما أتاك الله من قوة.

المستقبل الموعود

لو كنت تخيلت أنك أحد ركاب الطائرة فذاك عظيم، ولكن إن كنت مسلمًا فأنت أحدهم الآن فعلاً ومصحفك جوارك، وأعلم أنك قبل القراءة كنت جاهلًا وبعد القراءة أصبحت عالمًا، الجنة التي وعد الله بها المتقين والصالحين والمصلين وغيرهم من الأبرار الأخيار، فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت، ولكن النار كذلك تأكل ولا تزر، لا تبالي بكونك مسلمًا أو غير مسلم، لكنه فقط تحرق، فكما تريد نيل المعالي بالوصول إلى الجنة، عليك اتقاء النار.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.