أسدل الستار أول أمس السبت على نهائيات الجولة العاشرة من بطولة كأس العرب، التي نجحت دولة قطر في تنظيمها تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وقد فازت بها الجزائر لأول مرة منذ انطلاق البطولة من تونس سنة 1963. وفيما يلي استعراض لبعض الملاحظات التي خرجت بها بعد متابعتي لهذه التظاهرة:
- من عادة الفيفا أن يخص الدولة المحتضنة لنهائيات كأس العالم بتنظيم كأس القارات من أجل اختبار جاهزيتها، وقد حالت رزنامة التظاهرات الدولية دون تنظيم قطر للبطولة القارية، مما استدعى التفكير في إحياء وتنظيم كأس العرب، وقد كان اختياراً موفقاً حيث نظم القطريون عرساً رياضياً عربياً نال إعجاب شعوب العالم، كما أدخل الفرح والبهجة على قلوب الملايين من مشجعي الفرق العربية المشاركة.
- مثلت كأس العرب فرصة لدولة قطر، اختبرت من خلالها جاهزيتها لتنظيم نهائيات كأس العالم، حيث افتتحت الملاعب المونديالية، وامتحنت القدرات التنظيمية، بالإضافة إلى استقبال البلد لعشرات آلاف المشجعين، كما نجح القطريون في تسيير المواصلات طيلة البطولة دون حدوث زحام.
- مثل تنظيم كأس العرب لأول مرة برعاية الفيفا نجاحاً في حد ذاته، وقد أظهرت العديد من الفرق العربية المشاركة مستويات فنية كروية عالية، رغم أن أغلب الدول مُثلت من طرف منتخباتها الرديفة نظراً لانشغال محترفيها في الدوريات الكبرى، ولاشك أن تأكيد رئيس الفيفا اليوم على إشراف الاتحاد الدولي مستقبلاً على تنظيم هذه التظاهرة سيعزز من حضور الكرة العربية في المحافل الدولية.
- نجحت لعبة كرة القدم في توحيد الشعوب العربية، بعدما عجزت جامعة الدول العربية عن توحيد الحكومات والدول، وقد تجسد ذلك من خلال الروح الرياضية العالية التي تحلى بها المشجعون طيلة البطولة، وهي ظاهرة صحية تؤكد أن الشعوب العربية تعيش حالة وئام وانسجام بعدما غابت السياسة وحضرت المنافسة.
- نجحت قنوات "بي إن سبورتس" (bien sports) في نقل كأس العرب إلى مشاهديها في جميع أنحاء العالم، حيث وظفت خبرتها المتراكمة، في نقل البطولة العربية إلى العالم بأبهى حلة، وهو ما سينعكس إيجابياً على احتراف اللاعبين والمدربين في المستقبل، ويزيد من منافسة الكرة العربية لجارتيها الآسيوية والأفريقية.
- أبرزت نتائج بطولة كأس العرب أن الكرة المغاربية بخير حيث حطمت الجزائر الرقم القياسي الإيطالي بعدما لعبت 36 مباراة دون انهزام، وجمع "الخضر" في سيرتهم الذاتية بطولتي أفريقيا والعرب، وأظهر المنتخب التونسي مستوى فنياً رفيعاً، كما حاز المنتخب المغربي على إعجاب المتفرجين نظراً للمهارات الفردية والجماعية التي أظهرها عناصر الفريق. كما أظهرت النتائج أيضاً أن مهارات المدربين المحليين قادرة على المنافسة دولياً، حيث أجاد مجيد بوقرة، وأحسن حسين عموتة وكم كان كبيراً (مدرب المنتخب التونسي) "منذر لكبيّر.
- حل العنابي بطل آسيا في المركز الثالث، رغم أنه كان مرشحاً قوياً للفوز بالبطولة، ولكن رب ضارة نافعة، فقد مثلت البطولة فرصة للجهاز الفني اختبر من خلالها اللاعبين والتكتيكات، ولاشك أن المدرب سيستخلص الدروس ويتعرف على مكامن الخلل ويقترح الحلول المناسبة قبل مشاركة الفريق في نهائيات كأس العالم القادمة.
- أكد إشراف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على حفل الافتتاح الباهر، وحضوره للمباراة النهائية وتسليمه كأس البطولة لقائد المنتخب الجزائري، على الأهمية التي يوليها صانع القرار القطري للرياضة، باعتبارها مرتكزاً مُهماً لسمة قطر الوطنية ورافعة أساسية لقوتها الناعمة.
- قدمت قطر في يومها الوطني توصية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤداها اعتماد "العربية" خامس لغة رسمية للفيفا، وقد توافق هذا المقترح مع الاحتفاليات المخلدة لليوم العالمي لـ "لغة الضاد" كما صادف أيضاً تاريخ 18 ديسمبر/كانون الثاني 1973 اعتراف منظمة الأمم المتحدة بالعربية.
إعلان
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.