شعار قسم مدونات

البنت في الإسلام.. هبة الرحمن وطريقك نحو الجنان

المجتمعات العربية كانت تعيش في تيه وضلال وتخبط وانحلال؛ إلى أن جاء الإسلام (بيكساباي)

منذ اللحظة الأولى التي بُشرتُ فيها بأني سوف أُرزق بطفلة عما قريب بإذن الله السميع المجيب؛ جال في خاطري حينها قول الحبيب المصطفى خير من مشى على هذا الثرى؛ والذي يُرشد فيه صلى الله عليه وسلم إلى حُسن تربية البنات والرحمة بهن والإحسان إليهن، حيث إنه من رزقه الله تعالى البنت فأدبها وأحسن إليها كانت له سترا وحجابا من النار يوم القيامة.

فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة" رواه ابن ماجه.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"من كان له ثلاث بنات يُؤدبهن ويرحمهن ويكفلهن وجبت له الجنة ألبتة، قيل يا رسول الله: فإن كانتا اثنتين؟ قال: وإن كانتا اثنتين،

قال: فرأى بعض القوم أن لو قال: واحدة، لقال: واحدة.

رواه أحمد، وصححه الألباني.

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه ‏قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ولدت له ابنة فلم يئدها ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها ـيعني الذكرـ أدخله الله بها الجنة" رواه أحمد، وصححه الحاكم.

أي فضل هذا؟ بل أي كرم هذا؟ أن يهبك الله هبة تكون ذخرا لك يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ هبة إن اتقيت الله فيها كانت سببا لنجاتك من النيران، وفوزك بالرضوان والجنان، بإذن الله الكريم المنان.

ومما لا يخفى على أحد أننا نعيش وسط مجتمعات عربية لا يزال بعضها منغلق الفكر والتفكر إلى حد ما ولا أدري إن صح التعبير، مجتمعات لا تزال عالقة بين الركام، متشبثة بأوحال تلك الذكريات، مجتمعات فضلت البنين على البنات، بل لربما باتت ولادة البنات فيها شيئا من المنكرات، وكل ذلك من ضعف في الإيمان ومن الجهالات، بل إنه أقرب ما يكون إلى الحماقات، متى سيعي هؤلاء وأمثالهم من أصحاب تلك المبادئ والمعتقدات أن الأمر كله لله رب البَريّات؛ الذي له ملك الأرض والسماوات؛ سبحانه يخلق ما يشاء ويهب لمن يشاء البنين ويهب لمن يشاء البنات.

إن الذي يقرأ التاريخ؛ ويتأمل في صفحات الماضي؛ يجد أن المجتمعات العربية كانت تعيش في تيه وضلال، وتخبط وانحلال، إلى أن جاء الإسلام؛ هذا الدين العظيم؛ من عند الله العزيز الحكيم، وأرسى مبادئ العدل القويم، لتكون منارة للسالكين. قال الله تعالى في كتابه المبين {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} سورة الحجرات: الآية 13،  فالناس في هذا الدين سواء، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود؛ ولا لذكر على أنثى، إلا بتقوى الله رب العالمين.

كثيرا ما يتغنى المتغنون بتلك العبارات الرقراقة والشعارات البراقة، فتارة تجدهم يتكلمون باسم المساواة والعدالة، وتارة باسم الحقوق والحرية، ولا أعلم عن أية حقوق يتكلمون! أو أي عدالة يريدون! إنها مجرد كلمات رنانة، هم عنها أبعد ما يكون، فلا عجب من أن تكون أعلى نسبة في الوفيات جراء العنف الزوجي موجودة في إحدى تلك الدول التي لطالما كانت تنادي بهذه المسميات سواء كانت عدالة أو حريات، أما علم أولئك السفهاء من التافهين والتافهات بأن تحت أديم السماوات لا يوجد دين كرّم المرأة والبنات أيما تكريم أكثر من هذا الدين العظيم؛ فالمرأة في الإسلام معززة مكرمة، فهي منذ طفولتها حث الإسلام على تربيتها التربية الطيبة الحسنة، وكذا الرحمة بها والإحسان إليها، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير البرية، وفي أثناء حجته الزكية يوصي أمته وصيته الأخيرة:

اتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.