شعار قسم مدونات

فخر العرب الحقيقي هو "أبو تريكة" بمواقفه المشرّفة تجاه فلسطين!

midan - ابو تريكة

حتى لا يهاجمني أحدكم بكيفية إعطاء نفسي الحق في أن أطلق على حبيب الملايين محمد أبو تريكة لقب "فخر العرب الحقيقي"؛ وصفي يعكس شعورا شخصيا وإحساسا إنسانيا نابعا من قلب فلسطيني محروق أتعبه الخذلان من القريب ويتعلق بقشة أمل في أخوته العرب، ويرى في أبو تريكة قدوة رياضية وإنسانية صالحة يجب على الجميع أن يتعلم منها ويقتدي بها. بداية لا يختلف اثنان على أن اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة هو واحد من أعظم من أنجبتهم الكرة المصرية والعربية، ساحر في الملعب بأدائه وخارجه بأخلاقه، اللاعب الذي لم يترك مناسبة أو حدثا هاما يتعلق بالقضية الفلسطينية إلا وكان له مواقفه الثابتة الواضحة تجاه قضية كل الشرفاء، وعلّق بكل وطنية دون أن يكترث لأي اعتبارات أو ملاحظات أو تعليقات.

 

إن الجميل فيما يفعله الماجيكو أنه هو نفسه لا يَعتبِر ما يفعله شيء خارق للعادة وإنما هي مواقف وردود أفعال طبيعية يجب أن تصدر من كل إنسان حر يكره الظلم والاضطهاد ويعرف تفاصيل ما يحدث في فلسطين من احتلال إسرائيلي غاشم مستمر منذ أكثر من 72 عاما، احتلال سرق الأرض وانتهك العرض وطرد سكان الأرض الأصليين ليظلم أكتر ويطغى ويتجبر! "فخر العرب" والمايسترو السابق للنادي الأهلي لم يفوت أي فرصة حتى يثبت لنا كشباب عربي أنه قدوة حقيقية لكل إنسان حر مثقف يعرف الحقيقية ولديه حس إنساني تجاه القضايا العادلة في العالم أجمع وليس قضية فلسطين فحسب.

"التطبيع خيانة"

سأبدأ من آخر ما كتبه الأسطورة الحية تجاه القضية الفلسطينية، وبعد إعلان اتفاقية سلام تشمل قرار التطبيع الكامل بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني بوساطة أمريكية، علّق أبو تريكة على حسابه بـ"تويتر" قائلا: "سقوط الأقنعة مهم في سبيل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى.. قضية فلسطين قضية وعي شعوب لا اتفاقات حكام أو معاهدات دول وصدق الله حين قال (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)…. التطبيع خيانة". لم يتوان لحظة لاعبنا العربي في الرد السريع والتعبير عن رفضه لمثل هذه القرارات المخزية ودعمه الكامل للشعب الفلسطيني وقضيه.

blogs أبو تريكة

"تضامنا مع غزة"

وإذا عدنا معا إلى بداية الحكاية في المواقف المشرفة مع أسطورتنا العربية كانت في مشهده التاريخي الأكثر شهرة له والذي لاقى صدا واسعا بين كل العرب وحتى غير العرب وتفاعلوا معه لأنه كان مرتبطا بلاعب كرة قدم ساحر وقضية انسانية، اللقطة كانت باحتفاله الشهير حين رفع قميص «تعاطفًا مع غزة» احتفالا بتسجيل هدف مباراة السودان بكأس الأمم الإفريقية 2008، وكان ذلك بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية ديسمبر عام 2008.

 

لقطة أبو تريكة تجعلك تحب هذا الرجل بشكل مضاعف بل ويهون عليك خذلان الآخرين، أبو تريكة أعطى درسا مهما بأن اللاعب العربي حامل قضية ويمكن أن يكون صاحب مبادئ ومواقف ثابتة يؤثر في الآخرين ويكون قدوة لهم. ولم يكتف حبيب الملايين بهذا الموقف العظيم بل إنه أثناء تكريمه في أحد الاحتفالات بالكرة الذهبية الجزائرية بعد اعتزاله سألوه عن مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، أجاب قائلا: "دائما القضية الأساسية التي توحد الأمة العربية هي القضية الفلسطينية لأن العدو فيها واضح وظاهر للشباب العربي والمسلم، وأنا من ضمن الوصايا التي كتبتها عندما أموت أن قميص (تعاطفا مع غزة) يكون معي في الكفن". –أتمنى لك العمر المديد يا فخر العرب-

"القدس عربية إسلامية"

ونكمل في مسيرة أبو تريكة الثابتة على المبادئ بعيدا عن المستطيل الأخضر، حيث حرص النجم العربي الشهير، على إعلان رفضه القرار الأمريكي قبل أكثر من عامين بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب. وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر" معلقا على ذلك القرار في حينه: "الكيان الصهيوني احتلال تعاملوا معه على هذا الأساس ليس له عواصم أو أرض. القدس عربية إسلامية وكل الأرض".

 

ولفخر العرب "أبو تريكة" مواقف إنسانية ووطنية كثيرة نعرفها ولا نعرفها بعيدة عن القضية الفلسطينية ولا مجال لحصرها في موضوع واحد، ولا يوجد شخصان عاقلان يختلفان على حب "حبيب الملايين" أو يتعارضان مع مبادئه ومواقفه الثابتة والصادقة إلا إذا كان هناك مشكلة في انتماءاتهم ومبادئهم. وأخيرا أريد أن أقول أن أبو تريكة رجل مواقف، رجل قول وفعل كلنا شاهد على ما قال وفعل.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.