شعار قسم مدونات

الدكتور إبراهيم رجب فهمي.. العميد المؤسس لكلية الصيدلة

الدكتور إبراهيم رجب فهمي (1896 ـ 1960) هو أول عميد لكلية الصيدلة جامعة القاهرة بعد انفصالها عن كلية طب قصر العيني في ١٩٥٥، ونحن نلاحظ أن كلية الصيدلة ظلت في رحاب كلية طب قصر العيني حتى ذلك الحين، ولم ترحب ولم تسع لأن تكون مدرسة عليا في عصر المدارس العليا ولا كلية مستقلة عندما بدأ انفصال الكليات لكنها بفضل حكمة أساتذتها كانت ترى كثيرا من الميزات في الانتماء إلى أفقها الطبيعي المرتبط بدراسة الطب وممارسته وعلاقاته وبحوثه، وذلك على الرغم مما كان الصيادلة يتمتعون به من الاستقلال التام في المهنة والدرجات الوظيفية والكادر المهني والنقابة والجمعيات العلمية والمؤتمرات الدولية، وكان التعاون وتبادل الخبرة بين الدراستين قائما وممتدا، وعلى سبيل المثال فقد ذكرنا في مدونة سابقة أنه في عام 1958 أي فيما بعد استقلال الصيدلة بكلية خاصة في 1955 كان هناك فيما بين أعضاء هيئة التدريس في كلية طب قصر العيني ستة (3.4%) من أعضاء هيئة التدريس من خرٌجي كلية الصيدلة أو مدرسة الصيدلة حين لم تكن قد تسمٌت بعد باسم الكلية).

 

ومن هؤلاء الستة أستاذان وأستاذان مساعدان ومُدرٌسان ومن الطريف أن أربعة من هؤلاء نالوا فيما بعد ذلك شُهرة وطنية عالية، هؤلاء الستة هم الدكتور محمد شفيق الريدي خرٌيج الصيدلة 1928 والذي كان أستاذا للكيمياء الحيوية بعد أن حصل على الدكتوراه من مانشستر 1937 وقد حصل هذا الأستاذ مبكرا على جائزة الدولة التقديرية في العلوم، والدكتور محمد عبد الحميد المهدي خريج الصيدلة في 1926 وأستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية، والدكتور محمد عبد المنعم أبو الفضل خريج الصيدلة في 1940 وأستاذ مساعد الباثولوجيا الإكلينيكية في ذلك الوقت وكان قد حصل على الدكتوراه من لندن 1948 وهو الأب الروحي الحقيقي لكثير من الجماعات الاجتماعية والإسلامية بل وللعمل الاجتماعي نفسه في كثير من الميادين، والدكتور محمد المكاوي طنطاوي خريج صيدلة 1934 وأستاذ مساعد البكتريولوجي.

نشر الدكتور إبراهيم رجب فهمي أكثر من مائة بحث في اللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية

والدكتور كامل خليفة خريج الصيدلة 1945 والدكتوراه 1955 وكان مدرٌسا للكيمياء الحيوية وفيما بعد فإنه تولٌى مناصب قيادية في الجامعة والدكتور محسن خير الدين الديناصوري خريج الصيدلة 1946 والدكتوراه 1956 وكان مُدرٌسا للباثولوجيا الإكلينيكية وهكذا نرى أن هؤلاء الأساتذة الستة المتخرجين في الصيدلة قد توزٌعوا على ثلاثة أقسام: الباثولوجيا الإكلينيكية (3) الكمياء (2) والبكتريولوجي (1) وقد ظلٌوا مُحتفظين بمكانة مرموقة في قسم الباثولوجي الإكلينيكية حتى نهاية السبعينات.

نشأته وتعليمه

تلقي الدكتور إبراهيم رجب فهمي تعليما مدنيا والتحق بمدرسة الصيدلة حين كانت لا تزال تابعة لمدرسة الطب وتخرج فيها حاصلا على دبلوم الصيدلة (1918)، وذلك قبل أن تنشأ جامعة القاهرة بسنوات، وقبل أن تُضم إليها مدرستا الطب والصيدلة. عمل الدكتور إبراهيم رجب فهمي معيدا بقسم الصيدلانيات (1919)، ثم في قسم الكيمياء الصيدلية (1920)، وعين مساعد مدرس خواص العقاقير بكلية الصيدلة (1925)، ورقي مدرسا (1927)، ورأس قسم خواص العقاقير (1930) وهو لا يزال مدرسا، ثم رقي أستاذا مساعدا (1935)، ثم أستاذا (1942) وهكذا كان من أساتذة الجامعة الأوائل منذ 1942. وقد نال كثيرا من التكريم في الحقبة الليبرالية فمنح رتبة البكوية (1950)، وجائزة الملك فؤاد، وجائزة الاتحاد الطبي المصري (1933)، والميدالية التذكارية (1951).

 

عمادته وبحوثه

اختير الدكتور إبراهيم رجب فهمي عميدا لكلية الصيدلة (1955) عند انفصالها عن كلية الطب، فأسهم في النهوض بمستوي الكلية على أساس علمي وأكاديمي. ولما بلغ سن التقاعد رأت الدولة أن تستفيد من خبرته الطويلة فعين رئيسا لقسم الصيدلة بالمركز القومي للبحوث. وفيما قبل ذلك انتخب إبراهيم رجب فهمي عضوا في لجنة دستور الأدوية الدولي، كما انتخب عضوا في المجمع العلمي المصري. كانت لإبراهيم رجب فهمي مكانة بارزة في جيله وفي مهنته، وقد تخرجت على يديه أجيال الصيادلة المتعاقبة، ورأس الجمعية المصرية الصيدلية منذ إنشائها، واختير سكرتيرا للجنة الدائمة لدستور الأدوية المصري. مثل الدكتور إبراهيم رجب فهمي مصر في كثير من المؤتمرات الدولية والعربية، وكان منها مؤتمرات توحيد الأدوية، والمؤتمرات الصيدلية، ومؤتمرات النباتات الطبية.

 

نشر الدكتور إبراهيم رجب فهمي أكثر من مائة بحث في اللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية. وكانت له بحوث مهمة في خواص العقاقير، وقد ألف كتابين عن خواص العقاقير، وكيمياء العقاقير، وكتابا ثالثا عن نباتات جبل علبة. رشح الدكتور إبراهيم رجب فهمي لجائزة الدولة التقديرية عند إنشائها، لكنه سرعان ما توفي، فلم ينلها إذ أنها لا تمنح إلا لمن هم على قيد الحياة في سنة منحها.

 

وفاته

توفي الدكتور إبراهيم رجب فهمي عام 1960.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.