الكشف عن شحنات مخدرات وحشيش ضخمة مصدرها العصابة الطائفية في سوريا إلى دول بعضها تسعى جاهدة لأشهر لفك عزلتها، ووصل الأمر مثلاً بالإمارات إلى أن تفتح سفارة لها في دمشق وهي التي أغلقتها يوم قتل مئات من المتظاهرين، بينما اليوم تُعيدها بعد أن قتل أكثر من مليون وتهجر أكثر من 12 مليون شخص، ومع هذا كافأت العصابة الطائفية يوم 26/2 من هذا العام الإمارات بشحن شحنة ضخمة من مخدّر الكبتاغون وذلك من ميناء اللاذقية، وقد خزنت داخل كابلات الكهرباء وتقدر الشحنة بخمسة أطنان، أي حوالي 35 مليون حبة، وتصل قيمتها إلى المليار وثمانمائة مليون درهم إماراتي.
وعلى الرغم من كشف الحكومة الإماراتية للشحنة وتكتمها عليها ولفلفة الأمر فقد واصلت مساعيها لكسر العزلة عن جمهورية الحشيش الأسدية، ولم تفقد الأمل الأخيرة حين سعت بعد أقل من شهرين إلى إرسال شحنة إلى ليبيا عبر مصر فكان أن صادرت السلطات المصرية بتاريخ 12/4 شحنة ضخمة من الحشيش كانت مخبأة في علب الحليب لشركة " ميلك مان" وهي شركة تابعة لقريب رامي مخلوف ابن خالة زعيم العصابة الأسدية بشار الأسد، ويقدر حجم الشحنة بأربعة أطنان من الحشيش، وأخيراً وليس آخراً سبب كشف إدارة مكافحة المخدرات السعودية إحباط واحدة من أكبر عمليات تهريب المخدرات صفعة قوية لجمهورية الحشيش، والتي قدرت بـ 29 مليون قرص من حبوب "إمفيتامين" والتي كانت معبأة في عبوات مشروب المتّة المملوكة لشركة (خارطة الخضراء) وهي لعائلة كبور السورية حيث لم تذكر السعودية مصدر الشحنة، لكن الشحنة قدّرت قيمتها بمليار ريال سعودي.
لم يكتف النظام السوري بالتصدير إلى الدول العربية وبعضها كما أسلفنا من حلفائه، وإنما سعى منتصف العام الماضي إلى إرسال شحنة اعتبرت أضخم شحنة مخدرات عالمية يتم مصادرتها، كانت متجهة إلى اليونان، وكان حجمها يومها 33 مليون حبة كبتاغون، أما قيمتها فتتعدى الستمائة مليون دولار، وكالعادة تم لفلفة الأمر ولم تتخذ إجراءات دولية بحقه، كما صمت العالم كله من قبل على استخدامه الكيماوي بشكل شبه دوري، ومواصلة استخدامه البراميل المتفجرة والتي صدر قرار من مجلس الأمن الدولي بخضوع مستخدمها للفصل السابع، أي بالرد عليه بالقوة العسكرية ومع هذا لم يحصل من هذا شيء.
فشل جمهورية الحشيش في إرسال هذه الشحنات يؤكد أن شحنات أخرى وجدت طريقها إلى هذه الدول وربما لغيرها، وبالتالي فإن هذه السياسة الخطيرة ليس هدفها مادياً فقط للعصابة المحاصرة اقتصادياً، وإنما هدفها الأبعد هو تدمير هذه المجتمعات بما يتسق مع تاريخ الحشاشين الذي أفسدوا العالم من قبل، والأمر الآخر يعكس هذ السلوك الخطير لجمهورية الحشيش حجم الضائقة الاقتصادية الرهيبة التي تعاني منها، مما ألجأها بشكل مفضوح وضخم وعلني لاستهداف بعض حلفائها، كونهم الحلقة الأضعف والأسهل في الترويج من خلالهم.
حلفاء النظام السوري يتعرضون اليوم لأزمات عالمية إن كان بسبب انهيار أسعار النفط، أو بسبب جائحة كورونا، ولعل ما كشفه معهد بروكينغز أخيراً عن زيارة وزير الدفاع الروسي شويغو الذي تحدى جائحة كورونا والتقى الأسد، يعكس الواقع المرّ الذي يعيشه النظام وحلفاؤه، فقد أبلغ شويغو الأسد أن لا قدرة روسية بعد اليوم على شن عمليات عسكرية على مواقع الثوار، وأنه لا بد له أن يلتزم باتفاق موسكو الموقع بين بوتين وأردوغان، بالإضافة إلى حديث الموقع عن إمكانية سحب بوتين لقواته من سوريا بسبب الاستعصاء العسكري طوال خمس سنوات ماضية، ترافقه ظروف اقتصادية صعبة التي تمر بها كل من روسيا وإيران.
بعد أن اكتسب لقبه بجدارة بقتله آلاف من السوريين بشار الكيماوي، ها هو اليوم يحصد جائزة جديدة ولقباً آخر وهو بشار الحشاش.. ولن يتورع عن أي وسيلة ولا عن أي طريقة لبقائه في السلطة، ولو آذت حلفاءه في الداخل والخارج، ونحن نرى انهيار بيت الطائفة الأسدية من خلال صراعات مخلوف وأسماء، وما خفي أعظم.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.