شعار قسم مدونات

الشاعر عبد الحليم المصري مؤلف الإلياذة البكرية رضي الله عن صاحبها وأرضاه

blogs عبد الحليم المصري

الشاعر عبد الحليم المصري ١٨٨٧-١٩٢٢ واحد من ثلاثة شعراء متعاصرين نظموا ثلاثة ملاحم عظيمة في الخلفاء الراشدين بيد أن اضطراب الوعي العربي بقيمة الفن والشعر ترك ستائر النسيان والتجاهل تسدل مؤقتا على هذه الملاحم الثلاث، وهي العمرية التي نظمها الشاعر حافظ إبراهيم، والملحمة العلوية التي نظمها الشاعر محمد عبد المطلب، والملحمة البكرية التي نظمها الشاعر عبد الحليم المصري، وبالإضافة الى هذه الملاحم الثلاث نظم أحمد محرم الالياذة الإسلامية فأعجبت الفكرة أحمد شوقي الذي كان مترددا فيها ونظم إلياذة أخرى سماها ديوان دول العرب، ومن مجموع هذه الأعمال تتكون إلياذة كبرى يشترك فيها شعراء العرب على نحو ما اشترك أسلافهم في صياغة أعمال ملحمية كبيرة وخالدة.

 

نال الشاعر عبد الحليم المصري لقب شاعر الملك وظل متمتعا به من قبل أن يخلفه في هذا اللقب بعد وفاته الشاعر مصطفى صادق الرافعي ١٨٨٠- ١٩٣٧ ولا شك في أن قبول الرافعي لهذا الوضع بينما المصري تالٍ له في المولد ما يعبر عن اعترافه بقيمة الشاعر عبد الحليم المصري. وإذاً فإنه يمكننا القول بأن الشاعر عبد الحليم المصري شاعر عربي مبرز قصير العمر، ورغم قصر عمره فإنه عاش عملاقا في عصر العمالقة، وقد كان حاله كما وصفته عبارة على الغلاف الأخير لديوانه في طبعته الأخيرة: "انطلق كالسهم وغاب كالشهاب" ولم يكن الموت المبكر من الأمور النادرة في ذلك العصر الذي لم يكن قد عرف كثيرا من العلاجات الجديدة، ولا التجلد على مصاعب الدنيا.

ولنتذكر أنه في العام الذي سبق وفاة عبد الحليم المصري كانت مصر قد فجعت بوفاة محمد تيمور (1892 ـ 1921) الذي هو أبرز أديب من الأدباء العرب المحدثين الذين رحلوا في سن الشباب وتركوا أثرا كبيرا يفوق سنوات عمرهم كثيرا، فقد توفي محمد تيمور وهو في التاسعة والعشرين من عمره بعد ما حفر لاسمه مكانا بارزا كرائد لكثير من التوجهات والتقنيات معا، وفي العام التالي لوفاة الشاعر عبد الحليم المصري توفي سيد درويش عبقري الموسيقى العربية ١٨٩٢-١٩٢٣، وفيما بعد فقد رصد التاريخ الوفاة المبكرة لأدباء العرب في القرن العشرين في حالات أخرى: أبو القاسم الشابي (1909 ـ 1934) الذي عاش خمسة وعشرين عاما فقط، ومحمد عبد المعطي الهمشري (1908 ـ 1938) الذي عاش ثلاثين عاما فقط، وهاشم الرفاعي (1935 – 1959) الذي عاش أربعة وعشرين عاما فقط، ومع هؤلاء القاص اليمني محمد عبد الولي (1940 ـ 1973).

 

يبدأ الشاعر عبد الحليم المصري قصيدته في مدح محمد علي باشا بالإشارة الواضحة الصريحة والذكية إلى أن نفس محمد علي كانت هي أباه وأمه، فقد كان مفطوراً على الملك رغم أنه لم يرث الجاه والحسب

من الطريف أننا نستطيع أن نسارع بلا جهد جهيد أن نقفز فنقارن عبد الحليم المصري شاعر الملك بأبو القاسم الشابي شاعر الثورة والحرية وصاحب البيت المشهور الذي لا يزال يتردد: إذا الشعب يوما أراد الحياة، وبهاشم الرفاعي الذي لم يجد حرجا في أن ينتقد الرئيس عبد الناصر في اوج قوته ومجده، وهكذا يجمع الموت المبكر بين الثوار والملكيين لكننا لا نستطيع حصر في أنه كان رجلا من رجال السلطة بل إن من المهم أن نبدأ بالقول بأن الشاعر عبد الحليم المصري لم يكن ملكيا طوال الوقت بل يكفيه أنه، كما ذكرنا في مستهل الحديث، هو الذي صور حياة ابي بكر الصديق في ملحمة، كما أنه كان من أوائل من طالبوا بالحرية بمعناها السياسي وبالدستور، وكتب قصيدة عن قناة السويس، وعن المساجين!

 

ولهذا كله فإننا لا نعجب من أنه قد لُقّب بشاعر الوطنية والشباب، من قبل ان يستحوذ بصفة رسمية على لقب شاعر الملك قبل أن يخلفه في هذا اللقب بعد وفاته الشاعر مصطفى صادق الرافعي ١٨٨٠- ١٩٣٧ ولا شك في ان قبول الرافعي لهذا الوضع ما يعبر عن اعترافه بقيمة الشاعر عبد الحليم المصري. يقال إن الشاعر عبد الحليم المصري بدأ ينظم الشعر، وهو في سن الثالثة عشرة. ولمع نجمه في الشعر وهو في سن السابعة عشرة.

 

نشأته ودراسته الحربية

اسمه بالكامل عبد الحليم حلمي بن إسماعيل حسني. ولد في قرية فيشا في مديرية (محافظة) البحيرة. وتلقى بدايات التعليم المدني، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية التحق بالمدرسة الحربية عام 1903، ولم يكن الالتحاق بالمدرسة الحربية يتطلب أكثر من الحصول على الابتدائية، وتخرج فيها عام 1906. وعمل ضابطًا بالكتيبة السادسة عشرة في كسلا بالسودان، ثم قدم استقالته من الخدمة العسكرية وعاد إلى القاهرة، وتوظف بوزارة الأوقاف ثم عينه الملك فؤاد أميناً للمكتبة الملكية.

 

وقد روى الدكتور مصطفى الرفاعي عن أستاذه الشيخ عطية الصوالحي إعجابه بالشاعر عبد الحليم المصري: "فقد كان ضابطا بالجيش، وكان وطنيا، وكان شجاعا، ولم يكن له حظ كبير من الشهرة، وتوفى في ريعان شبابه، وكان الشيخ الصوالحي معجبا بأبيات عبد الحليم المصري التي يطالب فيها الخديو عباس حلمي الثاني بالدستور بكل شجاعة، ولم تمنعه صفته كضابط أن ينتقد الخديو: 

 

رد الوديعة لا مالا ولا شانا                 لم نرج في جانب الدستور إحسانا

لولا ولاؤك لم نبسط إليك يدا               من الرجاء ولم نسألك غفرانا

 

قصيدته الحافلة بالمجاملة والمبالغة في محمد علي

يبدأ الشاعر عبد الحليم المصري قصيدته في مدح محمد علي باشا بالإشارة الواضحة الصريحة والذكية إلى أن نفس محمد علي كانت هي أباه وأمه، فقد كان مفطوراً على الملك رغم أنه لم يرث الجاه والحسب، بينما هو في المقابل قد أورثهما لذريته، ويعدد الشاعر عبد الحليم المصري من صفات العظمة في شخصية محمد علي باشا الكبير ما تحفل به الأبيات في تتابع متصل من دون أي قطع ولا انقطاع، لكنه يدير هذه المعاني كلها حول فكرة جوهرية هي أن محمد علي باشا قد ولد ليكون ملكا، وهو يبدع كثيراً من الصور والتعبيرات للتدليل على هذا المنطق الذي يتشبث به في مدحه لممدوحه، وعلى الرغم من المبالغات التي يلجأ إليها فإنها تبدو في الإطار المقبول إلا في بعض المواضع التي لم تكن ثقافته قادرة على إدراك الشطط فيها.

 

ويصل الشاعر عبد الحليم المصري على سبيل المثال إلى القول بأن حب محمد علي في طفولته بدا له وكأنه متصل بالعرش. وهو يصف طفولة محمد علي في هذا الإطار المفارق لكل منطق، وكذلك يصف فتوته، كما يصف استعداد مصر لتتويجه ملكا عليها من قبل أن يأتيها وهو يبالغ حتى يقول "ما القلب والسيف إلا الماء والذهب".

 

رَهْنَ الطفولةِ راجي الملكِ منتسبُ 

إلى العلا نفسُه أمٌّ له وأبُ 

لـمّا يرثْ عن أبٍ جاهًا ولا حسبًا 

بل كان يُورَث عنه الجاه والحسب 

تحت الحنيّةِ من يُسراه ملتهبٌ 

لو مسّه الماءُ في يمناه يلتهب 

في بُرده قدرٌ، في طيّه خطرٌ، 

آماله سفرٌ، آراؤه عَبَب 

وفي إرادته مُلْكٌ يُحاوله 

لا رتبةٌ دونه تُغني ولا لقب 

كأنما حبْوُهُ بالعرش متّصلٌ 

من مهده وإليه الخطوُ والسبب 

ما بين أقرانه كادت هُمامتُه 

إلى المضارع من آماله تثب 

عناصرُ الخمرِ لـمّا امتازَ أشرفُها 

في معرض الكأسِ قرّتْ واعتلى الحبب 

وما درتْ مصرُ يومًا أن جارتها 

تبني لها قَوَليّاً أمرُه عجب 

ولا درتْ أمُّه أن الذي حضنتْ 

له السريرُ بظهر الغيب يُرتقب 

ترجو له في صفوف الجندِ مرتبةً 

وفي رجاء ابنها ما دونه الرتب 

لو أنها علمتْ ما في سريرتهِ 

لأيقنتْ أن ما يعتاده لَعِب 

تلك الحصاةُ لغير الملكِ ما خُلِقتْ 

كالدُّرِّ ليس لغير الحلي يُنتخَب 

كان الصِّبا جَنّةً تُرعى مثامرُها 

في ظلّها الـمُحْييان الماءُ والعُشُب 

يجري بها في رغيد العيشِ من خلعوا 

ثوب َالحياءِ ويُغضي عنهمُ الأدب 

فما رعى رعيَهم يومًا ولا وجدتْ 

بابًا إلى نفسه اللذّاتُ والطرب 

يا حسنُ، يا خمرُ، هل أعياكما طلبًا 

هذا الأبيُّ وإني منكما تَعِب؟ 

عرضتما فثناه عنكما عِظَمٌ 

ما للثرى ويمينٍ كفُّها ذهب 

قضى على سيفه مَنْ قلبُه معه 

ما القلبُ والسيف إلا الماءُ واللهب 

كم استرقَّ الهوى من ضيغمٍ شرسٍ 

فأسلستْ في يديه للهوى قُضُب 

وغادةٍ سلبتْ مُلْكًا وكان له 

لولا هواه ولولا لحظُها السَّلب 

 

 

قصيدته نحن والغرب

في هذه القصيدة التي عنوانها "نحن والغرب" يتبنى الشاعر عبد الحليم المصري في مرحلة مبكرة نظرية المؤامرة بصيغة أفضل من كل الصيغ التي تبناها بها بعد ذلك المعاصرون من السياسيين وأصحاب المذاهب والمبررين للفشل، وهو يصل في تبريره وإيمانه بهذه النظرية المريحة للأعصاب إلى أن يقول إن النوم فارق عيون الغرب حين رأى نور مملكة محمد علي في الشرق وقد قامت معتمدة على سواعد أصحاب الجلابيب الزرقاء الذين صالوا على الدنيا، بهذا اليتيم المعدم.

 

ويتجاوز عبد الحليم المصري كل الخطوط الحمراء في مديح محمد علي باشا فيقول إنه جمع من صفات النبي صلى الله عليه وسلم أربع صفات هي اليتم والأمية والاسم والعمل بالتجارة، ولا نملك إلا أن نقول: نسأل الله العافية. ثم هو يعدد فتوحات محمد علي التي أتمها بالجيش المصري الذي فتح الشرق على حد تعبيره وهو يعدد أسماء خمسة أوطان فتحها هذا الجيش في بيت واحد في كريت ونجد وحلب والاناضول والسودان، وينسى الشاعر عبد الحليم المصري أو يتناسى أو ربما أنه لم يكن يعرف الحقيقة وهي أن محمد علي فشل في تحقيق أحلامه في الأناضول ولم ينجح.

طار الكرى عن جفون الغربِ إذ بدأتْ 

بالشرق مملكةٌ سمراءُ تزدهرُ 

وهاله أنَّ شعبًا من شعائره 

زرقُ الجلابيب في الآفاق ينتشر 

وأن من ظفرتْ حتى الرعاةُ بهم 

صالوا وصاروا على الدنيا وهم خطر 

وأنهم بيتيمٍ مُعدَمٍ شرفوا 

وقبلهم بيتيمٍ شُرِّفْت مُضر 

تشابهتْ أربعٌ من معجزاتهما 

يُتْمٌ وأُمّيّةٌ واسمٌ ومُتَّجَر 

فذاك للدين من آياته صُحُفٌ 

وذاك للملك من آياته السُّرُر 

فمن كريدٍ إلى نجدٍ إلى حلبٍ 

إلى الأناضول فالسودان منتصر 

بجيش مصرَ لفتح الشرق مستبقٌ 

وباسم مصرَ لفتح الغربِ مبتكر 

 

 

قصيدة الإسلام

في هذه القصيدة يبدي الشاعر عبد الحليم المصري جزعه من حاضر الإسلام فيذكر أن الدمع جرى حزينا عليه وأن الطير أنّ عليه، وهو يخاطب الحمامة بلقبها "بنت الهزار" سائلاً إياها أن تبكي لما أصاب الإسلام، ويفيض في هذا المعنى على نحو ما يراه القارئ منفعلا باكيا متهدجاً آسيا على ما مضى مما فرّط فيه المسلمون وهو كثير.

 

عليَّ جرى دمًا دمعي حزينا 

وفِيَّ تعلَّم الطيرُ الأنينا 

فيا بنَت الهزار ابكي وأبكي 

لننظرَ أينا أوفى شؤونا 

بكيتِ وما عسى تبكين إلا 

بذورًا أو وكورًا أو غصونا 

أعينيني، فخطبك دون خطبي 

وكان الحرّ في الدنيا معينا 

سألت علامَ تستبكي السواري 

ولم تُطلع على سرٍّ خدينا 

تبيتُ مقلّبًا يمنى بيسرى 

لقد أتعبت باليسرى اليمينا 

وتغتاب الفراش وأنت فيه 

إلى السهد الذي خدع العيونا 

كأنك سُمْتَ مدرجةَ الأفاعي 

فما نلت الحياة ولا المنونا 

أإن خدعت مناك حجاك هَمّت 

قواك لتركب الأمل الحرونا 

فيغريك الذي ينهاك حينًا 

وينهاك الذي يغريك حينا 

وتضحك في بطائك لست تدري 

كأنك قد تَرقّيت الجنونا 

وما هذي بحال فتىً حزينٍ 

أجِدَّاً كان صنعك أم مجونا 

فيا بنتَ الهزار سُقيت مما 

أتاح الله منهمرًا هتونا

 

ولا برحت سحائبُ مرضعاتٍ 

بناتِك في المسارح والبنينا 

ولا دهمتك في عشٍّ عقابٌ 

ولا بلغتك أيدي الصائدينا 

ولا زالت بك الجنات خضرًا 

يناجي الورد فيها الياسمينا 

عذلت ولو علمت علامَ أبكي 

لما جاريت فِيَّ العاذلينا 

بكيتُ قواعد الإسلام لما 

تزعزعَ ثَبْتُها – والمسلمينا 

قد انفرطت عقودهمُ بأرضٍ 

حمت عِقْبانها المستجمعينا 

فذاك جرى مع اللاهين شوطًا 

وذاك سها مع المتزهّدينا 

فما بلغوا بذاك اللهو دنيا 

ولا بلغوا بذاك السهو دينا 

وشَتّوا في البلاد فكلُّ أرضٍ 

حوت منهم غريبًا مستكينا 

نموت بها ونحيا كل يومٍ 

فلا متنا الزمان ولا حيينا

 

 

آثاره

١- «ديوان المصري»: صدر في ثلاثة أجزاء وعلى ثلاث مراحل طبع الجزء الأول بمطبعة النظام، والجزء الثاني بمطبعة التأليف (1910)، والجزء الثالث طبع بمصر (1919)، تضمن الجزء الأول قصائد الوصف والسياسة والاجتماع، وتضمن الجزء الثاني قصائد الأخلاق والاجتماعيات والمديح والمراثي بما فيها رثاء الدول والمراسلات والخواطر، وتضمن الجزء الثالث التاريخ والأدب والاجتماعيات. وفي ١٩٩٣ صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة طبعة في مجلد واحد في باسم ديوان عبد الحليم المصري» وشملت كل ما أنتج الشاعر ونشره في ديوانيه).

٢- ـ «محمد علي الكبير منشئ مصر الحديثة»: مطبعة مصر – القاهرة 1919.

 

وفاته

توفي الشاعر عبد الحليم المصري في اليوم الثاني من شهر يوليو سنة 1922

 

رثاء حافظ إبراهيم له

 وقد رثاه حافظ إبراهيم بقوله:

لكَ اللَهُ قَد أَسرَعتَ في السَيرِ قَبلَنا

وَآثَرتَ يا مِصرِيُّ سُكنى المَقابِرِ

وَقَد كُنتَ فينا يا فَتى الشِعرِ زَهرَةً

تَفَتَّحُ لِلأَذهانِ قَبلَ النَواظِرِ

فَلَهفي عَلى تِلكَ الأَنامِلِ في البِلى

فَكَم نَسَجَت قَبلَ البِلى مِن مَفاخِرِ

وَيا وَيحَ لِلأَشعارِ بَعدَ نَجِيِّها

وَوَيحَ القَوافي ساقَها غَيرُ شاعِرِ

تَزَوَّدتَ مِن دُنياكَ ذِكراً مُخَلَّداً

وَذاكَ لَعَمري نِعمَ زادُ المُسافِرِ

وَأَورَثتَنا حُزناً عَلَيكَ وَحَسرَةً

عَلى فَقدِ سَبّاقٍ كَريمِ المَحاضِرِ

فَلَم تَثوِيا عَبدَ الحَليمِ بِحُفرَةٍ

وَلَكِن بِرَوضٍ مِن قَريضِكَ ناضِرِ

فَديوانُكَ الرَيّانُ يُغنيكَ طيبُهُ

عَنِ الزَهرِ مَطلولاً بِجودِ المَواطِرِ

فَسامِر أَبا بَكرٍ هُناكَ فَإِنَّهُ

سَيَظفَرُ في عَدنَ بِخَيرِ مُسامِرِ

هَنيئاً لَكَ الدارُ الَّتي قَد حَلَلتَها

وَأَعظِم بِمَن جاوَرتَهُ مِن مُجاوِرِ

عَلَيكَ سَلامٌ ما تَرَنَّمَ مُنشِدٌ

وَقامَ خَطيبٌ فَوقَ هامِ المَنابِرِ

 

 

تكريمه بعد وفاته

الاحتفال بتكريمه في عهد تولي الهلالي باشا وزارة المعارف تخليدا لذكرى الشاعر الكبير المرحوم الشاعر عبد الحليم المصري أقامت وزارة المعارف في عهد الوزير أحمد نجيب الهلالي باشا وزير المعارف حفلا كبيرا في مسرح الأزبكية وكان الحفل برياسة الوزير. وأوفد الملك فؤاد محمود يونس بك التشريفاتي لحضور هذا الاحتفال. وقد تعاقب الخطباء على منصة الخطابة فألقوا كلمات وقصائد عددوا فيها ما كان لهذا الشاعر من آثار على دولة الشعر والأدب في مصر. ثم اختتمت الحفلة بكلمة ألقاها اليوزباشي عصام حلمي المصري عن أسرة الفقيد شكر فيها للمحتفلين شعورهم.

 

مما كتب عنه

كتب عنه المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في شعراء الوطنية في مصر – دار المعارف 1954 والدكتور محمد رجب البيومي بالإضافة إلى أمهات المصادر: الأعلام ومعجم البابطين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.