شعار قسم مدونات

إسلاموفوبيا الهند في زمن كورونا

blogs الهند

سيقدم الناشطون والمثقفون أمامكم الحقائق لإثبات بأنه كان هنالك تحيز طائفي في الطريقة التي تم بها معالجة جائحة كورونا في الهند والتي استعملت كأداة لتعزيز هذه التحيزات الموجودة مسبقا. هذا ما قاله الصحافي والكاتب سوابان داس غوبتا الذي أصبح عضوا لراجيه سابها أي المجلس العالي للبرلمان الهندي والذي وصفه موقع ويكيبيديا كشخصية يمينية مؤثرة في التيار الهندوسي القومي. في مقال له في مجلة هذا الاسبوع تكهن غوبتا بأنه يخشى أن يكون هناك عنصر سام قوي في سياسات ما بعد الإغلاق العام أو كورونا.

 

هذه إشارة إلى سياسة تبنتها حزب بهارتيا جانتا الحاكم ضد مائة وأربعين مليون مسلم في الهند منذ إنشائه. حزب بهارتيا جانتا عضو سياسي لمنظمة راشتريه سوايام سيواك سانغ أي أر ايس ايس التي تم تأسيسها قبل مائة سنة كمنظمة ثقافية وكانت لها طموحات سياسية. ولها تاريخ طويل للتورط في أعمال العنف ضد مسلمي الهند، قد تزايدت المشكلات لمسلمي الهند وشعورهم بالتضايق منذ أن تولى هذا الحزب الحكم في الهند في 2014 وجاء بعدة قوانين وقرارات يعتبرونها المسلمون معادية لهم. ساد الخوف بينهم خاصة منذ عودة هذا الحزب للحكم في سنة 2019 والذي تلت بأمر المحكمة العليا ببناء معبد راما على أنقاض المسجد البابري.

 

بدأت الموجة الجديدة للكراهية ضد المسلمين أو إسلاموفوبيا إثر إعلان الاغلاق العام في البلاد فجأة بعد أربع ساعات من إهذا القرار الذي أجبر ناشطي جماعة التبليغ أن يبقوا في مقرها ولم يخرجوا ولو بعد نهاية اجتماعها. بدأت حملة الاتهامات ضد هذه الجماعة المسلمة بمؤامرة نشر فيروس كورونا في الهند. وتداولت هذه الاتهامات التي جاءت من القوميين الهندوس عبر وسائل الاعلام الهندي. هذا أدت إلى إحداث العنف ضد المسلمين واستهدافهم في مدن الهند وقراها، هذه الموجة الجديدة للإسلاموفوبيا ظهرت كدفعة قوية في حملة القوميين الهندوس ضد المسلمين. تداولت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تحريضا الهندوس على قتل المسلمين الذين حسب اتهاماتهم يتسببون بنشر هذا الوباء.

   undefined

  

تم منع دخول الباعة الجوالين المسلمين في بعض الاحياء التي فيها أغلبية هندوسية منها أحياء في عاصمة الهند نيودلهي. ظهرت لاصقات في أحياء بعض المدن على مداخل بعض القرى مانعة دخول المسلمين فيها. وتداول صور هذه اللاصقات والإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لكي تكون نموذجا للآخرين من الهندوس. كانت هنالك أيضا بعض أحداث الهجوم على المساجد في الهند منذ إعلان الإغلاق العام. والأخير من مثل هذه التصريحات والاتهامات هو اتهام أجهزة الأمن الهندية على باكستان بأنها تخطط لإدخال المسلمين من الجنسية الهندية عبر حدود نيبال مع فيروس كورونا في الـراضي الهندية للنشر فيها.

 

أفاد الإعلام الدولي الناطق باللغة الإنجليزية خاصة منها الأمريكية والغربية أخبار هذه الأحداث قائلا بأن الإسلاموفوبيا تلوث حملة الهند لمكافحة فيروس كورونا. هذه التقارير أدت إلى تصريح من منظمة الصحة العالمية بأنه لا يجدر أن تكون الاجراءات لمواجهة كورونا متسمة بالعنصرية. وتحت هذه الضغوط حث رئيس حزب بهارتيا جانتا الحاكم في الهند جيه بي نادا على التجنب من الطائفية في وقت كورونا. في عدة حالات تم اعتقال بعض الإرهابيين الهندوس الذين كانوا يهددون المسلمين بإبادتهم. كما كتبت المنظمات والجماعات الإسلامية والأخرى مثلها إلى رئيس الوزراء ناريندار مودي أن يتخذ إجراءات ضد الطائفية وحملات استهداف الأقلية المسلمة أثناء هذه الأزمة.

 

في هذه الظروف الصعبة يشعر المسلمون بأنهم في أخطر حالات منذ استقلال الهند لتهديدات القوميين الهندوس لإبادتهم. يخافون بأن الإرهابيين من الهندوس قد يقوموا بعملياتهم في الوقت الذي معظم بلدان العالم خاصة الدول المسلمة تركز على الحد من انتشار هذا الوباء داخل أراضيها ومواجهة الأزمة تسببها جائحة كورونا. هذا على الرغم من أن هنالك تضامن من الأقليات الدينية الأخرى خاصة السيخ والمسيحيين مع المسلمين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.