شعار قسم مدونات

خوان سيباستيان فيرون.. لغز مانشستر اللاتيني

blogs - خوان سيباستيان فيرون

سفين غوران ايريكسن كان أشهر سويدي قبل ظهور زلاتان ابراهيموفيتش، جعل من ايطاليا بلده الثاني وبيت المعرفة الكروية في عصر كانت فيه الكرة الايطالية في ذروة العطاء، في سامبدوريا كون السويدي فريقا بلاعبين مميزين كان من ضمنهم شاب قادم من فريق دييغو ارماندو مارادونا، رحل بعدها لبارما ليحقق معهم كاس الاتحاد الاوروبي في عامه الوحيد الذي قضاه هناك، ايريكسن جعل من فيرون فتاه المدلل الذي يبحث عنه أينما حل وارتحل، وقع على عقده مع لاتسيو ولحظة تركه القلم مباشرة طلي من سيرجيو كرانوتي جلب الفتى الارجنتيني، الرئيس التاريخي للاتسيو دفع 18 مليون يورو من أجله.

 

كانت بدايته بالقميص السماوي في موناكو ضد مانشستر يونايتد في مباراة السوبر الأوروبي صيف 1999، لم يكن ليطلب بداية كتلك البداية، تسيد وسط الميدان ونصي نفسه أفضل لاعب في المباراة التي انتهت بفوز لاتسيو بهدف سالاس، هناك بدأ السير أليكس فيرغسون حبه للأرجنتيني، ذلك الأداء سحره وكما هي عادة السير فهو لا يقاوم تلك الأفكار المجنونة التي تراوده بين الحين والآخر، كان للأسكتلندي ما أراد بعد سنتين في صيف 2001، فيرون أصبح أغلى صفقة في تاريخ الكرة البريطانية ب 38 مليون جنيه استرليني وارتدي القميص الأحمر الشهير، كان اليونياتد قبل ذلك قد فاز بثلاث بطولات دوري متتالية لكنه وجد مشاكلا في دوري الأبطال، النجاح المحلي لم يكن ليوقف السير وكانت أوروبا كل هاجزه.

 

اليونياتد كما عرف كان بشكل ال 4-4-2 التي نجح بها في 99 لكنه وجد مشاكلا بعدها، خرج من ريال مدريد عام 2000 وبعدها ضد بايرن قي 2001، ديل بوسكي وهيتسفيلد كلاهما اعتمد على ال 4-3-3 مع تنوع خلال سير المبارتين واطاحا بالسير الذي لم يجد شيئا غير ال 4-4-2، هنا بدأت فكرة ايجاد لاعب يكسر هذا الروتين الاعتيادي في الفريق ويعطي نفسا آخر وفيرون كان أفضل خيار حينها.

 

مع وصول الأرجنتيني تخيل شكل الفريق ل 4-2-3-1، فيرون مع روي كين واضطر السير لدفع بول سكولز للأمام لإنجاح الفكرة، البداية كانت مثالية وفيرون سجل 4 أهداف خلال ال 8 مباريات الأولى وحصل في الشهر الثاني على جائزة أفضل لاعب في شهر سبتمبر، هدفه الأول جاذبية من عمله مميز ب one two مع سكولز ضد ايفرتون، يقول نيكي بات أنه خلال تلك المباراة تأكد له بأن وقته في مانشستر يونايتد "لقد كان فيرون ساحرا، ربما أفضل لاعب رأيته بعد كانتونا، كان يقوم بأمور عظيمة".

  undefined

  

بدأت الأمور تسوء في شهر ديسمبر، خسارة ضد بولتون سجل فيه فيرون ضربة حرة كانت بداية سلسلة سيئة التأثير، 7 مباريات فاز فيها اليونياتد مرة واحدة واصابة في الكاحل ابعدت الأرجنتيني عن الفورمة، هذه الفترة بالذات يتحسر عليها فيرون ويشرحها "لقد قدمت من بلد فيه التحضير قبل الموسم حاد ومتطلب لبلد تكون فيه المباريات هي التحضير ويلعبون لموسم كامل، كانت ال 6 أشهر الأولى مميزة لي لكن بعد ذلك انهار كل شيء" طبيعة اللاعب وعلاقتها بطبيعة البطولة أمر مهم ربما سهل التحليل حاليا ب اوقات سابقة، فيرون جاء من بيئة لا تتطلب السرعة لكرة سريعة تلعب للأمام في كل اللحظات دون أي وقت انقطاع، من شمايكل لروي كين للسريع غيغز.. هذه كانت كرة اليونياند.

   

في النصف الثاني من الموسم لم يقدم فيرون نفسه بشكل جيد لكن أدائه في دوري الأبطال كان الأفضل، بالنسبة لبطولة تتواجه فيها جميع المدارس ولا يغلب عليها طابع واحد خلق هذا بيئة مناسبة ليقدم فيرون أبهى صوره، خرج لليونياتد في نصف النهائي ضد باير ليفركوزن بعد أن تعادلوا في الذهاب ب 2-2 والاياب 1-1، خلقت هذه المباراة خصة في قلي السير الذي أراد لعب نهائي دوري الأبطال في الملعب التاريخي في بلده "الهايدن بارك".

 

سعر انتقال فيرون خلق له مشاكلا مع أسوء صحافة يمكن أن تتعامل معها كلاعب، الضغط المتزايد أخرج السير من هدوئه في أحد المؤتمرات حين قال عن فيرون

"He is a fucking great player and you re all fucking idiots"

 

لسوء حظ السير الضغط المتزايد لم يجعل دفاعه عن لاعبه مستمر اضغط النتائج لم يسمح بذلك، غير بين ال 4-2-3-1 وال 4-4-2 الكلاسيكية القديمة التي سيطرت على انجلترا لسنوات، في أوروبا تحت ال 4-2-3-1 بقي فيرون ساحرا كما كان في لاتسيو، حين لعب بحرية ودون قيود في ظل وجود دييغو سيميوني وماتياس ألميدا ورائه، ورائهم كان هناك العظيم أليساندرو نيستا مع ميهايلوفيتش، كانت تركيبية مثالية ليقدم فيرون الأفضل.

  

في عامه الثاني مع اليونياتد غادر ياب ستام وخلق هذا مشاكلا دفاعية للسير الذي اضطر للعب برباعي وسط مرة أخرى، في غياب روي كين وبيكام وجد فيرون فرصة أخرى له للتألق وسار كل شيء بسلاسة بم ال في ذلك أدائه الكبير ضد أرسنال أين ساهم في ايقاف سلسلة أرسنال الذهبية بتسجيله لهدف، لكن كل هذا توقف في مارس ضد ليدز…إصابة أبعدته عن الفريق الذي لم يخسر بعد البوكسين داي، وجد السير في سكولز وفان نيوتروي خيارا للفوز باللقب، أنهى الثنائي الموسم ب 64 هداف.

   

عاد فيرون ضد الريال في إياب ربع النهائي في مبارة "الفينومينو"، من خلال 18 مباراة متاحة لعب خلال تلك الفترة 7 مباريات فقط وحقق البريميرليغ مع الشياطين دون تأثير كبير، في النهاية اتفق الأرجنتيني مع السير على الرحيل لتشيلسي ليحقق رقما ماليا جديدا "أغلى لاعب انتقالا بالمجموع في كرة القدم ب 77 مليون جنيه استرليني"، قرار يندم عليه فيرون ليومنا هذا "كان علي أن أبقى وأقاتل، زوجتي كانت تبكي يوم رحلنا عن مانشستر"

    

الكثير يتكلم عن مشكلة فيرون الغير مفهومة مع اليونياتد لكن أكثر وصف دقة كان من زميله غاري نيفيل حين قال "فيرون كان مثاليا لنا لكن في وقت غير مناسب"

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.