شعار قسم مدونات

راشيل كوري.. أين محكمة الجناياتة الدولية من القتلة الإسرائيليين؟

blogs راشيل كوري

سبعة عشر عاما مرت على جريمة الاغتيال الإسرائيلية الأمريكية البشعة التي هزت العالم بأسره عندما أقدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي في السادس عشر من شهر مارس من عام 2003م على دهس ناشطة من نشطاء السلام الدوليين والمتضامنة الأممية مع الشعب الفلسطيني راشيل كوري Rachel Corrie لقد سحقت وقتلت راشيل تحت جنازير الجرافات الإسرائيلية وهي تناضل من أجل شعبنا الفلسطيني، وتحاول الوقوف في وجه جرافات الاحتلال الإسرائيلي وتمنعهم من هدم منازل الفلسطينيين في حي السلام في رفح جنوب قطاع غزة، فقد تصدت راشيل بجسدها النحيف للدبابات الإسرائيلية التي قامت بقتلها ولم تسمع لصرخاتها.

 

وقد قدمت الناشطة راشيل كوري في نهاية عام 2002م إلى قطاع غزة المحاصر من أجل الوقوف في وجه جرافات الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن سياسات هدم منازل المواطنين الفلسطينيين الآمنين وقتلها الصهاينة وهي تدافع عن المنازل بتاريخ 16 مارس 2003م، لقد أسست والدة راشيل ساندي كوري في رفح مؤسسة إنسانية تخليدا لذاكرة مقتل ابنتها، وأطلقت عليها اسم مؤسسة راشيل كوري للعدل والسلام وهي مؤسسة خيرية أمريكية تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.

 

كما وأكدت المؤسسة في بيان ذكرى جريمة مقتل كوري أنها تؤمن بضرورة إحياء ذكرى متضامنة السلام الدولية راشيل كوري التي قطعت كل هذه المسافات من موطنها في الولايات المتحدة الأمريكية لتقتل في أبشع جريمة هنا في قطاع غزة المحاصر تحت عجلات جرافات الاحتلال الإسرائيلي بل وواجهت كل هذا الخطر من أجل قضيةٍ آمنت بها هي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والوقوف في وجه جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

 

شعبنا الفلسطيني الحر لن ينساها بل وسيخلد تاريخها في التضامن الأممي مع شعبنا الفلسطيني من أجل تحرير أرضه وبناء وطنه وإقامة دولته المستقلة

لقد عرفت راشيل كوري منذ صغرها بانحيازها للمظلومين، وبحبها للسلام، وبدفاعها عن حقوق الفلسطينيين في العيش بسلام والاعتراف بدولتهم وبثت العديد من الرسائل المصورة التي تتحدث خلالها عن انتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق هذا الشعب الفلسطيني، وينقل إليكم كاتب السطور مقتطفات مما جاء في رسالتها الأخيرة التي أرسلتها لأهلها في الولايات المتحدة قبل مقتلها على يد الصهاينة أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي.

 

لقد طبقت أفكارها على الميدان بالحضور إلى غزة، وكأنها كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها ونشاطها مع هيئة التضامن من أجل الشعوب داخل الأراضي الفلسطينية كأنها كانت تعتقد أن مواجهة جرافات الاحتلال الإسرائيلي سيؤكد للعالم معنى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون ومعنى التعذيب اليومي الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية عليهم، لقد قامت عائلة راشيل كوري برفع دعوى قضائية ضد جيش الاحتلال إلا أن محكمة الاحتلال الصهيونية المركزية في مدينة حيفا ردت في تاريخ 28/8/2012 الدعوة القضائية التي رفعتها عائلة كوري و برأت المحكمة الجيش الإسرائيلي من المسؤولية عن قتلها.

 

وجاء في قرار المحكمة الصهيونية المركزية ومقرها في حيفا المحتلة أن كوري هي التي ورطّت نفسها في الحادث، وقال القاضي الإسرائيلي أن ناشطة السلام القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية راشيل كوري هي فتاة يهودية قدمت من الولايات المتحدة الأمريكية للتضامن مع الفلسطينيين وقد أدخلت نفسها في حالة خطيرة يوم حاولت الدفاع عن بيت في رفح تقرر هدمه ووقفت في وجه جرافة الاحتلال.

  

سبعة عشر عاما مرت بسنينها وأيامها على هذه الجريمة العالمية البشعة النكراء ولم تحاكم محكمة الجنايات الدولية القتلة الجنرالات الإسرائيليين، لكن شعبنا الفلسطيني الحر لن ينساها بل وسيخلد تاريخها في التضامن الأممي مع شعبنا الفلسطيني من أجل تحرير أرضه وبناء وطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ويشدد كاتب المقال عل أن القيمة الإنسانية التي أضافتها الشابة الأمريكية راشيل كوري، تجعل كل فلسطيني يشعر على الدوام بالامتنان لروحها والتقدير الكبير لنضالها من أجل شعبنا الفلسطيني والموت على أرض فلسطين وأرض غزة العزة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.