شعار قسم مدونات

ملك المراوغات.. من أشهر الملاعب العالمية لسجن الباراغواي

blogs رونالدينهو

كان البرازيلي رونالدينهو غاوتشو في زمن ليس بالبعيد ملك كرة القدم، فقد تمكن طيلة مساره الكروي من الفوز بالعديد من الجوائز العالمية كما اعتبر مثالا أعلى وقدوة لآلاف الشباب نحو العالم. لطالما كان رونالدينهو محط أنظار وأقلام الصحافة العالمية بإنجازاته وألقابه وكذا جوائزه، ها هو ذا اليوم يعود ليصير بالصفحات الأولى لأشهر الجرائد العالمية لكن الموضوع هاته المرة ليس قدمه المعجزة أو تتويجاته رفقة السامبا وإنما بصورته مكبلا بالأصداف في قبضة يد شرطة الباراغواي.

 

أسطورة كرة القدم

بدأ رونالدينهو احتراف كرة القدم في سن صغيرة حيث استدعي أول مرة لمنتخب السامبا عندما كان عمره لا يتجاوز 19 سنة لخوض مباريات كأس القارات بالمكسيك. انتقل سنة 2001 لنادي باريس سان جيرمان مقابل 5 ملايين يورو ليبدأ آنذاك مشواره بأوروبا، ثم شارك مع منتخب البرازيل بكأس العالم 2002 حيث سجل هدفين في خمس مباريات أحدهم أمام نادي انجلترا والذي كان السبب في خروجهم من كأس العالم، وفي نفس السنة تغلب منتخب السامبا على الماكينات الألمانية في النهائي ليتوج بكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه.

 

ثم انتقل الساحر البرازيلي لبرشلونة لتبدأ ملحمة برشلونة مع اللاعب. خلق رونالدينهو الحدث خلال تواجده بلا ليغا الاسبانية، ففي حدث مثير وخلال إحدى مباريات النادي ضد غريمه التقليدي ريال مدريد صفقت الجماهير المدريدية وهتفت له بعد هدف في مرماها، كتب التاريخ اسم رونالدينهو كأفضل اللاعبين بالعالم ومن أفضل لاعبي برشلونة على مر التاريخ. فمع البلوغرانا استطاع رونالدينهو خوض 200 مباراة، 94 هدف وصنع 64 هدف فيما توج بـ 5 ألقاب. رغم مسيرته القوية ببرشلونة إلا أنه انتقل سنة 2008 لآسي ميلان الإيطالي، لكن مستواه الكروي صار في تنازل بسبب أسلوب حياته المستهتر وسهراته الليلية الدائمة فلم تتم المناداة عليه لكأس العالم 2010. انتقل بعدها الأسطورة البرازيلي لنادي فلامنغو ثم نادي أتلتيكو مينيرو ليشارك بكأس العالم 2014 ثم ينتقل يونيو 2015 للمكسيك.

 

اعتزل رونالدينهو تحريك كرة القدم قبل 5 سنوات، فقد حصد صاحب 39 عاما خلال مسيرته الكروية مجموعة من الجوائز، حيث فاز بكأس العالم لسنة 2002 وأفضل لاعب في العالم لسنة 2004 و2005 كما توج بدوري أبطال أوروبا 2006 مع نادي برشلونة، طيلة السنين تهافتت الجماهير لنيل صورة، توقيع أو تذكار منه إلا أنه اليوم انتقل من توقيع أقمصة وكرات محبيه بالاستادات العالمية إلى توقيع أقمصة السجناء بالباراغواي.

   undefined

    

الساحر البرازيلي بقبضة أمن الباراغواي

اعتقل رونالدينهو غاوتشو يوم 8 مارس على يد أمن الباراغواي بعد استخدامه وأخوه جوازات سفر مزورة لدخول البلاد. فقد استخدمه رونالدينهو بعد حجز جوازات سفره الاسباني والبرازيلي في يوليوز 2019 من طرف الشرطة البرازيلية كإجراء لعدم أداء ضرائبه إضافة لغرامة مليوني دولار، بعد اعتقاله، رفض قاضي التحقيق إطلق سراحه وصرح وزير الداخلية الباراغوايي أنه مع احترامه للاعب وبالرغم من شعبيته الواسعة إلا أنه من الضروري تطبيق القانون. وصرح محامي اللاعب السابق أنه لم يكن على علم أن جواز السفر الذي يستخدمه مزورا.

 

إلا أنه وحيث ذهب تبقى ابتسامته العريضة حاضرة حيث نشرت صورة له بالسجن مبتسما وخلفت ضجة كبيرة بين أنصاره، محبيه وزملائه السابقين. لكن هل يعقل لرونالدينهو أن يحل ضيفا بمكان ما دون وجود كرة القدم؟ فقد صادف دخول رونالدينهو السجن إجراء بطولة كرة القدم داخل الصالة، والتي تقام كل 6 أشهر، انطلاقا من يوم الإثنين القادم، والتي تتكون من 194 فرد ينقسمون ل 10 فرق. لن يشارك النجم البرازيلي بها لكنه سيكون حاضرا.

 

لا يعتبر رونالدينهو اللاعب الوحيد الذي واجه هذا المصير، فقبله مجموعة من اللاعبين المحترفين أنهوا مسيرتهم بالمحاكم والسجون. ابتداء من الحارس الكولومبي رينيه هيغيتا، الذي كانت له علاقة وطيدة مع بابلو ايسكوبار ليجد نفسه في الأخير رهن الاعتقال، ويقضي عقوبة 7 أشهر بالسجن، بسبب تورطه في قضية اختطاف ابنة صديقه، بكولومبيا أيضا، أمضى وسط الميدان الكولومبي ولاعب ريال مدريد السابق فريدي رينكون، عقوبة السجن لمدة 123 يوماً بعد أن تم القبض عليه من طرف السلطات البرازيلية بطلب من بنما بتهمة تهريب المخدرات، والضلوع في قضايا غسيل أموال.

 

كما عوقب اللاعب الفرنسي إيريك كونتونا، لاعب مانشيستر السابق، بقضاء 24 ساعة بالسجن إضافة لـ125 ساعة في الخدمة الإجتماعية بعد تقديم شكوى ضده لإعتدائه على مشجع بطريقة مروعة، لكن يبقى الإيطالي باولو روسي حالة خاصة، فبعد تورطه في قضايا مراهنات رياضية والمعروفة بـ «توتونيرو»، وقضاء سنتين سجنا، إلا أنه عاد للميادين بعد انتهاء عقوبته، حيث وقع في نادي يوفنتوس، انضم مباشرة بعد انتهاء عقوبته، وشارك في آخر ثلاث جولات وتوج بلقب الدوري. ومن تم استدعاؤه للمنتخب الإيطالي خلال كأس العالم 1982، حيث قاد منتخبه للتويج باللقب، وأنهى البطولة هدافاً بستة أهدافٍ، توج كأحسن لاعب في المونديال، وأحسن لاعب في العالم لتلك السنة.

 

وبعض من اللاعبين العرب لقوا نفس المصير، حيث انخرط التونسي نزار الطرابلسي، لاعب نادي ستوندار دولييج البلجيكي السابق، في الجماعات المسلحة بعد اعتزاله كرة القدم، لينتهي به المطاف خلف القضبان، بداية من عقوبة 10 سنوات في بلجيكا، بتهمة التخطيط لتفجير السفارة الأميركية، ثم ترحيله لأمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة. ثم الحارس التونسي الأسطوري شكري الواعر الذي تورط في قضية تزوير وثائق عقارية حتمت عليه قضاء ثلاثة أشهر سجنا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.