شعار قسم مدونات

5 أمور عليك الإيمان بحقيقتها لتصل لمرحلة النضج الذاتي

blogs تفكير

آندي (آن هاثاواي)، صحفية طموحة تُقاتل من أجل الحصول على وظيفة مُساعدة شخصية لرئيسة أقوى مجلة مُختصة بالأزياء، ميراندا. وعلى الرغم من أن آندي ترى في إنتاج وصناعة الأزياء ضحالة وسذاجة، إلا أنها وجدت أن مهاراتها الصحفية المُميزة المُلازمة لسطحية ذوقها في الملابس لن تكفي لكسب احترام ميراندا (ميريل ستريب) التي تفرض سلطتها عن طريق الإهانات المُستمرة! تُقرر آندي التغير، لحماية حلمها، واستثمار مهاراتها الصحفية لتشق طريق الحلم الأكبر في مجال الصحافة. تنوي التغير، وتتغير وتُواكب الموضة، وتستسيغ الإهانات، ولكن طريقها نحو التغير كلفها الكثير.. أودت بصداقاتها وحياتها الشخصية للهاوية، فقررت حينها أن تترك هذه الوظيفة لتُلملم خساراتها ولتُحاول أن تجد ما يُناسبها. وفي نهاية فيلم "الشيطان يرتدي برادا The Devil wears Prada" علمت أن فكرة الحصول على كل شيء لا يُمكن أن تكون واقعية!

 

هذا ما يُصيبنا جميعا، نرتدي نظارات وردية عند النظر لطموحاتنا وأحلامنا. التفاؤل -لا شك- مطلوب، ولكن تجاهل الواقع بما فيه من صعوبات أو ثغرات، يجعل من الأحلام والطموحات مُجرد كذبات نُخدر بها أنفسنا. وكلما طِرنا في سماء الأحلام دون وعي، كلما كان الارتطام بأرض الواقع أقوى وأشد. فمهما كانت النظارات وردية، فهذا لا يُخفي الحقيقة التي تستلقي تحت أرجلنا على أرض صلبة تجذبنا باستقامة نحو الواقع. في رواية "كافكا على الشاطئ"، يُغمض ناكاتا عينيه لصعوبة مشهد القتل أمامه، فيُخاطبه القاتل قائلا: "إغماض العينين لن يغير شيء. لا شيء سيختفي لمجرد أنك لا تُريد أن تراه، بل ستجد أن الأمر ازداد سوءا في المرة التالية التي تنظر بها. هذا هو العالم -الحقيقي- الذي نحيا به. أبقِ عينيك مفتوحتين على وسعهما، فإغماض عينيك وسد أذنيك لن يوقفا الزمن"

 

هذا ينطبق تقريبا- على جُل تحدياتنا اليومية، لا يُمكننا إغماض أعيننا كي لا نرى حقيقة سيئة تُقابلنا في طريق نشقه نحو النضج؛ بينما نُهرول بغية اللحاق بشعاع الحلم. لا بُد من الطريق الذي نسلكه نحو النضج واكتشاف الذات أن يكون واضحا بما فيه الكفاية للاستمرار، وإلا سنقف عالقين في منتصف طريق زيّفناه بملء إرادتنا، وأضعنا من حياتنا وقتا لا يُمكن استرجاعه.. فما هي الحقائق التي يجب أخذها بعين الاعتبار وعدم إغماض أعيننا عنها لنضمن نضجا وسيرا نحو الحلم الذي أدركنا ملامحه غير الوردية باستقامة مع تلك الوردية؟

  
 

  

لا ملاذ من مشاكل الحياة!

"أفضل طريق للـ (خروج) هو دائما (من خلال)"

(روبرت فروست، شاعر أميركي)

  

تنجح في ادخار بعض المال، فتتعطل سيارتك. تعمل في وظيفة أحلامك، لكن مُديرك مُزعج. تعيش في حي مثالي، لكن جارك شخص سيء.. هل يبدو هذا مألوفا؟ مُعظم الناس يعتقدون اعتقادا خاطئا، بأن وصولهم لنُقطة مُعينة، كفيل ببناء جدار عازل لكل ما بعده من المُنغصات؛ والحقيقة أن لا نهاية للمنغصات مهما بذلت من النقاط لبناء أكبر جدار عازل! أغنى أغنياء العالم يواجهون مشاكل، فنانو هوليوود لا تخلو حياتهم أيضا من المشاكل. في كتابه "توقف عن الشعور بالتعثر، وأعِد ابتكار نفسك، وكن نُسختك الأفضل" يُوضح الكاتب أيوديجي أوسيكا، أن التحول الشخصي -الذاتي- هو فن، يجب أن يُتقن. ويُشَبه الأمر برمته أنك إن كنت تحاول أن تفكر خارج الصندوق، فأي صندوق في الدنيا يتم الضغط على زر خارجه لكي يعمل ما بداخله. وكلما توقف الصندوق عن العمل، كلما احتجت للضغط مرة أخرى على زر خارجه.. فيقول أنها سلسلة طويلة، لا تنتهي ولا تتوقف، أنت بحاجة دائمة إلى تحديات تُحفزك على المسير وإخراج كل ما بداخلك -بصندوقك-، وفكرة أن الحياة ستمنحك وقتا من الراحة كمكافأة على كل ما مضى وبأن المنغصات انتهت هو "هُراء" ولن يحدث أبدا.

   

ويرى بأن المُرونة هي سلاحك، فالحياة ستختبرك باستمرار وستُزيل عُنصر المُفاجأة. وأكبر مستويات الرضا عن النفس، هو معرفة مدى قوتك، واستحضارها والعمل بها. ولا يُنكر أن رد الفعل الأول لأي ألم يُصيبنا، هو محاولة امتصاصه، ولكن عليك في النهاية أن تراه على أنه فُرصة لانتهاء شيء، واستقبال شيء آخر.

  

في تجربة فريدة في السجون النازية، كان الكاتب وطبيب الأمراض العصبية والنفسية فيكتور فرانكل يتنقل بين فصول كتابه "الإنسان يبحث عن معنى" واصفا حالة المساجين، منهم مَن صمد، ومنهم من لم ينجو. ويُلخص كل ذلك بفكرة أن الإنسان قادر -إن أراد- على أن يكون لينا، وبأنه قادر على التمازج مع الظروف المحيطة به مهما كانت صعبة. في دراسة قام بها ديفيد ليفاري وآخرون بعنوان "تغير المفاهيم في الأحكام البشرية بفعل الآراء السائدة"، الأشخاص المشاركون في هذه التجربة كانوا يدخلون تباعا، لقاعة فارغة، لا يوجد بها سوى جهاز حاسوب واحد، وشاشة صماء. طُلب منهم التركيز في الشاشة والضغط على الزر الذي كُتب عليه "أزرق" في حال ظهرت نقطة زرقاء. والضغط على زر "ليس أزرق" في حال وَمَضت نقطة ليست زرقاء.

   

   

يتدرج لون النقاط بين الأزرق والبنفسجي، ألف نقطة! نعم كان على المشاركين التركيز على ألف وَمضة. في البداية عُرضت النقاط الزرقاء بكثافة، ثم قلّت شيئا فشيئا. سجل المشاركون دقة ممتازة في تحديد اللون الأزرق، وبعد تقليله خفت دقتهم وصاروا يضغطون على زر "أزرق" رغم عدم وجود الأزرق. انتقل العلماء بعدها لعرض صور للملامح وجوه بعض الأشخاص، منهم العدائي، الودود، والشرير. فكانوا يعرضون بداية الوجوه الشريرة والعدائية، وكلما قلت الملامح الشريرة حضورا، كلما تخبطت إجابات المشاركين. هذا بالفعل ما يحدث حين تتكرر الصعوبات والمشاكل، التكرار يجعلك تُفسر بعض الأمور تفسيرا خاطئا، وتحكم على بعض الأحداث في حياتك حُكما يخلو من الدقة وقد تُبالغ به أيضا.

 

لن تكون الأمور "مثالية" كما "يجب" أن تكون

"لا يُمكنك التغلب على ما ترفض مواجهته"

(ايكوتشوكو جوزيف)

   

يستخدم الناس كلمات مثل (يجب، ينبغي) لسببين، إما بهدف أن يُعطوا أنفسهم ذريعة لعدم القيام بشيء ما، أو للشكوى من ظرف مُعين لا يتغير. لا يوجد عالم مثالي، عالم يكون "كما يجب له أن يكون". العالم الذي يخلو من الظلم، الأشخاص السطحيين أو المؤذيين، الخالي من الكراهية والجشع والحسد.. وقائمة تطول. فإما أن تفعل ما "يجب" عليك فعله، أو لا تشكو، فالشكوى ليست استراتيجية تغيير! وفي النهاية، لا يُمكنك استخدام العالم -غير المثالي- كسبب يفصلك عن الواقع. بدلا من التحدث عما يجب عليك فعله والطريقة التي ينبغي أن يكون بها العالم، من الأفضل أن تفعل. الفاعلون يحدثون التغيير لأنفسهم وللآخرين، حيث أنهم لا يملكون الوقت الكافي للتفكير فيما ينبغي أو لا ينبغي عليهم فعله. يعرفون ما يجب فعله. وإذا لم يفعلوا ذلك، فإنهم يجمعون معلومات كافية لتكوين فكرة لديهم عما يجب عليهم فعله والتصرف بشأنه.

 

كل ظرف أو وضع يجب تحليله بعدسة مُعينة، هناك ظروف تتطلب منك تغيير نفسك، وأخرى تتطلب تغيير الموقف نفسه، وأخرى يُفضل اعتزالها واختيار معركة أخرى. ولكن الأهم من كل هذا، ألا نخدع أنفسنا لنرى ما نُريد أن نراه، ونتغاضى عن كل زوايا الصورة الكبرى التي لا تُعجبنا. فرؤية الأشياء كما هي تُعد من أصعب المهارات، والخلاصة: تتحدث الأعمال بصوت أعلى من الكلمات، لكن يمكن لتفسيرنا -أو شكوانا- أن يعيق الطريق.

 

لن يأتِ أحدهم لإنقاذك!

"كانت مأساتها أنها تبحث دوما عن رجال لإنقاذها، لم تُنقذ نفسها في أي مرة، لم تكن تعلم أنها قادرة على ذلك"

(لويز بيني، قاعدة ضد القتل)

   

هل تنتظر من صاحب العمل أن ينقذك ويرفع أجرك أو أن يُبادر ويعمل على تحسين بيئة عملك بطريقة سحرية؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما ستنتظر لفترة طويلة. من السهل -حقيقة- إلقاء اللوم على صاحب العمل، أو الرجل السياسي الذي قمت بانتخابه ولم يُغير شيئا في حياتك الشخصية، من السهل لوم أي أحد غيرك على مشاكلك وما تُواجه. ولكن، انظر لخياراتك، هل تملك أي وصفة سحرية تعمل على تحسين أجرك غير تغيير عملك إلى عمل آخر يُوفر لك أجرا أعلى؟ إذا كانت إجابتك "لا" فعليك بتغيير عملك! هل هذا سهل؟ بالتأكيد لا. ولكن التغيير يتطلب منك الاعتراف ببعض الحقائق، ومواجهة ما يتطلب التغيير بالتغيير. وعدم انتظار أي قوى خارجية لتقوم بتغيير حياتك أو تحسينها عوضا عنك. في كتابه "التخلف الاجتماعي" يبسط الدكتور وعالم النفس مُصطفى حجازي المساحات كلها لاستعراض أهم صفات المجتمع المقهور -المتخلف-، والذي تُعكس صفاته من صفات أفراده المقهورين -المُتخلفين-.

  

 undefined

   

في فصل "السيطرة الخُرافية على المصير" يتحدث الدكتور باستفاضة عن القَدَرية، وهي كما يقول وسائل: "يتوسلها الإنسان المَقهور لتلافي عجزه وإدخال الطُمأنينة إلى نفسه". حيث يستسلم للظروف. ويمكن لفيكتور فرانكيل أن يحضر مرة أخرى هنا في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى"، حيث أن أولئك المساجين الذين لم يستطيعوا الصمود في السجون كغيرهم والذين استسلموا للظروف. يمرون بمراحل نفسية عديدة، إحداها "وهم الإنقاذ". وهي حالة يدخل بها الإنسان المحكوم عليه بالإعدام؛ تتجلى بانتظار معجزة، أو الإمساك بأي قشة تبعث في نفسه الأمل، حتى ولو كان متأكدا من أنها وهمية وغير حقيقية ولن تحدث! ولعل كريستوفر غاردنر خير مثال، وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة غاردنر للأوراق المالية. قصة كفاحه التي قدمها ويل سميث في تُحفة مؤثرة تحت عنوان "السعي للسعادة the Pursuit of Happyness"

 

خسر أموالا كثيرة في بيع ماسحات ضوئية -غير مجدية-، ليس لها أي قيمة. نتيجة لخساراته المتتالية تركته زوجته، ويضطر للخروج من الشقة التي لا يستطيع تأمين إيجارها، ينام في الحمامات العامة والشوارع وبجانبه طفله الصغير، الذي كان من الممكن أن يكون ذريعته في أي فشل أو صعوبة تنهار بها حالته النفسية. لكنه صمد في وجه كل المشاكل، وكان واعيا لظرفه، متماسكا أمام كل خساراته، يبحث عن الفرصة التي سيُنقذ بها نفسه ولم ينتظر أي أحد ليقوم بهذه المهمة. حتى أسس واحدة من أكبر الشركات في مجال الأوراق المالية.

   

مُعظم الأخطاء كانت بسببك

أنت لستَ ضحية الحظ السيء. المفهوم الذي ينبغي أن تفهمه لتكون أكثر واقعية وارتباطا بواقعك، هو أنك المسئول عن كل ما يخصك. يُفضل العديد من العلماء اليوم فكرة الكون اللانهائي، وإذا كنا نعيش في كون لانهائي، فيجب أن يكون أي شيء ممكنا (وهو موجود بالفعل!). إذا كان الكون لا حصر له بالفعل، يجب أن يكون بلا حدود، ويحتمل كل الاحتمالات التي لا نهاية لها. هذا هو تعريف اللانهائية. لذلك، في الكون اللانهائي، يجب أن تكون هناك حقائق ونتائج وخيارات لا نهائية. وبصفتك كائنا واعيا، ولديك القدرة على الاختيار؛ فأنت إما تختار العيش في واقع يتضمن في ثناياه كل ما تريد، أو يمكنك اختيار العيش في واقع بديل ينقصه الكثير. تجربتك في الكون ليست سوى بقعة صغيرة في بحر من الاحتمالات اللانهائية. ويعتمد وجودك في هذا البحر من الاحتمالات اللانهائية على أفكارك ومشاعرك وأفعالك. هذا يعني أنك مخطئ في كل ما يحدث لك.

 

على الجانب الأبيض من هذه الحكاية، فالخبر السار هو أنك مسؤول -أيضا- عن كل نعمة في حياتك. كل ابتسامة تلقيتها، كل صديق جيد، كل أغنية جميلة سمعتها، كل قرش في حسابك المصرفي، لقد أنشأت كل شيء. إذا كانت هذه فكرة جديدة بالنسبة لك، فقد تجعلك تشعر بعدم الارتياح قليلاً في البداية، لكن معرفة هذا المفهوم يجعل من الأسهل بكثير فهم كيف تخلق أفكارك ومشاعرك وأفعالك وواقعك. ومع هذا الفهم، ستبدأ برؤية الأشياء غير المرغوب فيها ببساطة كعلامات على أنه يجب عليك تغيير أفكارك ومشاعرك وأفعالك إلى مكان أكثر إيجابية. هذه وجهة نظر أكثر تمكينا واستغلالا للخبرات السلبية؛ من الاعتقاد بأنك مجرد ضحية الحظ السيئ.

   

    

لن تجد "الوقت المثالي" للبدء!

"أفضل وقت لزراعة شجرة كان قبل 20 عاما. ثاني أفضل وقت هو الآن."

(مَثَل إنجليزي)

   

يروي الكاتب أيوديجي أوسيكا في كتابه "توقف عن الشعور بالتعثر، وأعِد ابتكار نفسك، وكن نُسختك الأفضل"  قصته الخاصة، فيقول: "أتذكر المرة الأولى التي أخبرت فيها زوجتي أنني أريد أن أبدأ الكتابة. قلت لها: أعتقد أنه سيكون من الممتع حقا إنشاء مدونة والبدء في الكتابة. فأجابت: حسنا.. لكن لماذا لا تبدأ الآن. كنت أعرف أنني أردت أن أكون كاتبا عندما كان عمري 17 عاما. ولكني لم أبدأ حتى صرتُ في الخامسة والعشرين من عمري. ربما اعتقدتُ -حينها- أني لم أكن ناضجا كفاية لكتابة أي شيء ذي قيمة، لكني لا أزال أتساءل أين سيكون مكاني الآن لو أنني بدأت في وقت مُبكر".

 

لدينا جميعا معتقدات متأصلة حول أنفسنا وعن العالم الذي نعيش فيه، حيث أنها أصبحت من المُسلّمات. على سبيل المثال؛ العمل -دوما- محفوف بالمخاطر، الذكاء والمواهب هي سمات ثابتة وذاتية غير مكتسبة، والعثور على وظيفة آمنة سيجعلنا سعداء، والبعض الآخر أكثر حظا منا، الأثرياء يسرقون، اعتماد نظام صحي يعني الحرمان، يجب أن تمتلك منزلا وأن تنجب أطفالا، والرجال أشرار، والنساء عنصر تهديد، والقائمة تطول وتطول.. العديد من هذه المعتقدات تمنعك من البدء. ولكن، عليك الإيمان أن أفضل وقت للبدء هو الآن. في كتابه "قوة الآن" يُسلط الكاتب إيكهارت تول على القوة الهائلة التي تتحلى بها نُقطتك الحالية "الآن".

   

يُشير لنُقطة تعبيرية: "سأفعلها يوما ما"، يقول أن هذا التعبير سيستحوذ على قسم كبير من انتباهك، إلى حد يُمسي فيه حاضرك مجرد وسيلة لبلوغ غاية. وأن الاستمرار بانتظار الوقت المناسب، سيجعلك غير راض عن حاضرك مهما حققت به، أو توصلت إليه، وسيبدو لك -دائما- أن المستقبل أفضل، وهذه وصفة رائعة للاستياء وعدم الاكتفاء! إن الانتظار حالة من حالات العقل، وهو يعني أساسا الرغبة في حلول المستقبل. ويُوضح أن في كل شكل من أشكال الانتظار أنت تُسبب لنفسك بصورة لا واعية، صراعا داخليا بين "الآن والهُنا"، وهذا الأمر سيُقلل من تقديرك لحياتك ووقتك الحالي ويُفقدك حاضرك.

  

إن كنت تريد أن تنتظر العالم حتى يُصبح مثاليا، انتظره. أو يُمكنك بكل بساطة أن تتعلم كيف تكون مرنا كفاية للتنقل بين عدم مثاليته. وإن كنت تنتظر مُعجزة تنتشلك من وضعك الحالي، وتُلقي بمصباح علاء الدين بين يديك لتحقيق أمانيك، فانتظرها. أو يُمكنك مراجعة خياراتك وتحديد إحداثيات موقعك الجديد. إذا كنت تفضل أن تلوم الآخرين وتبث شكواك في كل منشور ومنصة تواصل عن سوء العالم، فافعل ذلك. أو بإمكانك أن تمشي خطوة فعلية نحو التغيير وابتكار استراتيجية فردية تُحاكي فردانية تجربتك. إن كنت تُفضل أن تُزيف واقعك بنظارات وردية، فلا مانع، أو يُمكنك أن تختار عدسة مُناسبة لرؤية كل ظرف بكل وضوح. أنت تُقرر متى وكيف تنضج!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.