شعار قسم مدونات

خُرافات صيدلانية.. كي لا تكون رقمًا!

BLOGS دواء

بينما يُطحن المصريون طحنًا في محرقة وقود المشروعات الوهمية، التي لم تعرف للصحة أو التعليم سبيلًا، ولو بالاسم والتظاهر، كان شبح الجهل رفيق الفقر يزداد نموًا، وتغييبًا لملايين من الناس، فوق غيبتهم التي طالت لأكثر من خمسين عامًا مضت تحت وطأة العسكر، الذي لم ترَ البلاد في وجوده نصرًا ولا تقدمًا، حتى شاعت الأمراض، وغابت الكفاءات، وبات القهر، والظلم اختصارًا موجزًا تعتاد عليه العيون، وتألف أنات أصحابه الأسماع، وزاد السوء سوءًا لصوص الوهم، والاستغلال، الذين لا يتورع الواحد منهم في التلاعب بصحة مريض لا يبعده عن الموت إلا قدره؛ بغية التهام ما في جيبه من جنيهات، فلا ضمير يعمل، ولا قلب يعطف، ولا يعقل يوزان بين الحلال والحرام، وحتى لا تقع فريسة في أيدي هؤلاء اللصوص المتخفين في ثياب ملائكة الصحة، من الصيادلة، اقرأ نصيحتي إليك بإمعان.

ومن أسفٍ أن الصيدليات المصرية معظمها قد تحولت مع مرور الأيام وغياب الرقابة إلى مشروعات ربحية فقط، لا تولي اهتمامها بالدرجة الأولى إلا إلى المكسب، والغنيمة، أما المريض فلا يأتي إلا منسيًا في ذيل القائمة، حتى أن أولئك اللصوص من الصيادلة لا يترددون في وصيف المريض "بالزبون" كأن المهنة السامية، التي تقوم على رعاية الناس وخدمتهم، والاهتمام بحياتهم، ونفوسهم قد اختزلت إلى عملية البيع وحدها، أما العلاقة الفريدة التي تربط المريض بالصيدلي داخل إطار الرعاية الصحية، فذلك مما لا يُلتفت له؛ إذ غاب معظم الصيادلة عن صيدلياتهم، وحل مكانهم المساعد، الذي لا يعرف عن الدواء إلا اسمه، ولا يتردد في صرف الدواء، وهو جاهل به، ناهيك عن طريقة استخدامه، وتداخله مع الأدوية الأخرى، وجرعته المناسبة، فحتى لا تكون فريسة لدخيل: تأكد من أنك تتعامل مع صيدلي، قد درس وتعلم، حتى وصل إلى هذه المكانة، ولا تغادر الصيدلية قبل أن تعرف:

إعلان
الدواء الموصوف من الطبيب لا يمكن استبداله، فكرة مغلوطة رسخت في أذهان الناس، وزاد الفكرة ثباتًا ما يقوله الأطباء البشريون للمرضى، من تحذيرات عن صرف العلاج المثيل

1. طريقة الاستخدام المُثلى؛ فالدواء الواحد له أكثر من شكل مختلف.
2. الجرعة؛ وهي نقطة هامة وفارقة في نجاح العلاج.
3. التناول؛ قبل الطعام أم بعده.
4. فترة العلاج؛ فهي أحد عوامل الشفاء.
5. التداخل الدوائي مع الأدوية التي تتناولها بصفة مستمرة مثل الضغط والسكر؛ فقد يؤدي تناول الدواء مع نوع آخر إلى تفاعل ضار.

خرافات لا أصل لها

1. لا يوجد دواء يُسمى "مجموعة البرد والإنفلونزا" هذه فكرة ترويجية لكن لها الكثير من السلبيات والأضرار؛ إذ تقص فيه الأدوية منفردة بالقرص وهو ما يزيد احتمالية كون الدواء منتهي الصلاحية، إضافة إلى أن البعض يضع فيها بشكل مباشر قرصًا واحدًا من المضاد الحيوي، الذي إن استخدامه بهذه الطريقة بعيدًا عن نظام وجدول وجرعة يصفها الصيدلي، خطأ قاتل، ربما يصيبك في المستقبل بداء فتاك، مقاوم للمضادات الحيوية.

2. حقنة البرد أو كما ينعتها البعض (3×1) اختراع شعبي فاشل، هدفه الأساسي بيع أكبر كمية من الدواء والحصول على المال؛ إذ يُوضع في هذه الحقنة مضادًا حيويًا ومسكنًا للآلم، وكورتيزون، وهي تركيبة فاسدة من كل الجهات؛ فالبرد فيروس لا بكتيريا حتى يعالج بمضاد حيوي، وعلاجه الأمثل المصل، والمسكن لن يجدي نفعًا في حل المشكلة، والكورتيزون "ديكساميثازون" سيضعف جهاز المناعة، ويحاول إخفاء الأعراض، لكنه لن يعالج، وسيزيد جسدك وأعضاءك ضعفًا وخطورة في المستقبل، طالع مقال سابق عن كيف نهزم البرد والإنفلونزا.

3. خلط الأدوية، كارثة كبرى وخصوصًا الحقن؛ يعتقد البعض أنه لا مشكلة من وضع دواء مع آخر وتناوله، لكن الحقيقة أنه خطأ عظيم؛ إذ يحدث تفاعلًا بينهما مما يغير من خصائصهما الفيزيائية التي قد تُرى بالعين مثل تكون راسب أبيض، أو كيميائية لا ترى بالعين، وكلاهما يؤثر على كفاءة الدواء، وفاعليته في معالجة المرض، ناهيك عن احتمالية تحوله إلى سم يجلب المرض عند استخدامه بهذه الطريقة؛ فمن أجل صحتك لا تأخذ حقنتين معًا.

إعلان

4. الدواء الموصوف من الطبيب لا يمكن استبداله، فكرة مغلوطة رسخت في أذهان الناس، وزاد الفكرة ثباتًا ما يقوله الأطباء البشريون للمرضى، من تحذيرات عن صرف العلاج المثيل؛ فالدواء يحمل اسمين، تجاري يخص الشركة المصنعة، وعلمي، يخص المادة الفعالة، التي تهمك في العلاج، ومن ثم يمكنك الاستفادة من هذه النقطة في طلب المادة الفعالة ذات السعر والجودة المناسبين لحالتك المادية.

حقائق منسية

1. الصيدلية التي تتعامل معك على أنك رقم مالي يدخل ويخرج منها، ولا تحولك إلى طبيب مختص في حالة مرضك الشديد، لا تدخلها، وابحث عن صيدلية غيرها؛ فلست مجبرًا على شراء شيء، ربما تخرج بنصيحة من صيدلي عن الاهتمام بطعامك، ودوائك، أو حتى الاستفادة من علمه بالنباتات الطبية، واستخدامها في الحياة اليومية.

2. الأدوية المستوردة، ليست آمنة للجميع، وكثيرًا ما تُغش، وتسبب كوارث للمرضى؛ فكن حريصًا ولا تبتاعها إلا من صيدلي ثقة، ذي ضمير ومبدأ. المسكنات بذور لأمراض كبيرة، وخصوصًا القرص الأصفر الذي تقصه معظم الصيدليات في مصر، وعد إلى مقالي السابق عن المسكنات وقواعد استخدامها، وإن كنت مضطرًا فاستخدم الباراسيتامول.

3. الكركديه ساخنًا أو باردًا يقلل ضغط الدم؛ لذلك لا تنخدع بشائعة طريقة شربه وتأثيره على الضغط، ويمكنك تناوله باردًا بعد وضعه في ماء لمدة متوسطة.
4. لا يوجد دواء سحري لخسارة الوزن، الرياضة والنظام الغذائي المتزن هما الحل الأمثل، واحذر من بائعي الوهم، وطالع مقال سابق عن كيف نتخلص من الكرش والدهون.
5. السؤال مفتاحك، اسأل دائمًا عن كل شيء قد يؤرقك؛ فهذه صحتك، ولا أثمن منها تملك.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان