شعار قسم مدونات

ريمونتادا.. عندما تكتوي بكلماتك الكاتالونية!

blogs ليفربول

لست بعاشق لكورة القدم حد التعصب، لكنني بين الفينة والأخرى أشاهد بعض المباريات التي تكون توقعاتي حولها خرافية، رغم أن مشاهدتي تلك تكون حيادية؛ لا أفضل فريقا على آخر، أكثر مما أفضل جمالية اللعب والمتعة من أي فريق كان، وكذلك المفاجآت الغير المتوقعة؛ مثل الريمونتادا التي غالبا ما تكون سببا لقلب موازين كورة القدم، وكذلك ضربة موجعة لفرق ما، خصوصا إذا كانت هذه الريمونتادا سببا لإقصاء فريق عريق ومرشح بقوة للفوز بأحد أجمل بطولات كورة القدم في العالم مثل دور أبطال أوروبا، لكن فما هي الريمونتادا؟ وما هي أبرز الريمونتادات التي قلبت الموازين عبر تاريخ دور أبطال أوروبا؟ وكيف استطاع مقاتلو"يورغن كلوب" بقلب الطاولة على أبناء: إرنستو فالفيردي؟

 

"ريمونتادا" هي كلمة إسبانية كاتالونية؛ تعني التعافي أو العودة، واستخدمت كثيرًا بين القرن السادس عشر والتاسع عشر؛ لوصف حالة الحروب، ووصف المعارك الأهلية وثورات الاستقلال بين القرن 16 إلى 19 ميلادي حينما كانا أقليما الباسك وكاتالونيا يحاولا الانقسام عن الحكم الملكي الاسباني، ثم انتقل بعد ذلك استعمالها في الأوساط الرياضية، كان استخدام المصطلح في عالم كرة القدم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي واختفى، لكن الصحيفة الإسبانية الكاتالونية "سبورت" أعادت هذا المصطلح للساحة الكوروية بعد هزيمة نادي برشلونة من اسي ميلان في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال موسم 2012-2013 بنتيجة هدفين دون رد برشلوني.

  

استطاع ليفربول بإعادة التاريخ نفسه حيث قام بريمونتادا تاريخية أطاح بها الفريق الذي كان مرشحا للفوز بدور أبطال أوروبا لهذا الموسم

ومن بين أشهر ريمونتادا في دور أبطال أوروبا، كريمونتادا؛ مانشستر يونايتد على باريس سان جيرمان، حيث تم قلب موازين باريس سان جرمان، بعد تلقيه أربعة أهداف لواحد في إياب ثمن نهائي أبطال أوروبا، وكذلك ريمونتادا؛ ديبور تيفو لاكورونيا على ميلان، حيث استطال لاكورونيا التغلب على ميلان بأربعة أهداف للا شيء بعدما كان قد خسر بأربعة أهداف لهدف واحد، على أرضية ميلان في موسم 2003/2004.

  

وأيضا ريمونتادا؛ موناكو على ريال مدريد حيث أقصى موناكو ريال مدريد من ربع دوري أبطال أوروبا خلال موسم 2003/2004، بثلاث أهداف مقابل هدف واحد، بعدما كان قد خسر بأربعة أهداف لإتنين، ولا ننسى ريمونتادا؛ برشلونة على تشيلسي، حيث تمكن برشلونة بالرجوع في مبارة الإياب بخمسة أهداف لواحد، وأيضا ريمونتادا تشيلسي على نابولي، بأربعة أهداف لهدف واحد، وريمونتادا برشلونة على ميلان بأربعة للا شيء، وريمونتادا ريال مدريد على فولفسبورغ، حيث تمكن محاربو زين الدين زيدان بقلب الطاولة على فولفسبورغ بثلاثة أهداف للا شيء، وأيضا ريمونتادا مانشيستر يونايتد على أولمبياكوس، لقد استطاع الشياطين الحمر بالفوز بثلاثة للا شيء.

 

ولا ننسى ريمونتادا ليفربول على ميلان التي تعدو من بين أغرب الريمونتادات حيث حصلت في مبارة واحدة في نهائي دور أبطال أوروبا، لقد أنهى ميلان الشوط الأول بفوزه بثلاثة أهداف للا شيء، لكن ليفربول رجع في الشوط الثاني حيث تعادل مع ميلان بثلاث أهداف لثلاثة، حيث لجؤوا إلى ركلات الترجيح وقد استطاع ليفربول أن يحسم المباراة بثلاثة لإثنين. والريمونتادا الخرافية هي ريمونتادا برشلونة على باريس سان جيرمان، لقد كانت أعظم ريمونتادا في تاريخ دور أبطال أوروبا بعدما تلق باريس سان جيرمان ضربة قاسية بخسارته بستة أهداف لواحد، لكن تبقى الريمونتادا الحاسمة هي ريمونتادا روما على برشلونة في الموسم الماضي بثلاثة أهداف للا شيء،

 

لكن يوم أمس استطاع ليفربول بإعادة التاريخ نفسه حيث قام بريمونتادا تاريخية أطاح بها الفريق الذي كان مرشحا للفوز بدور أبطال أوروبا لهذا الموسم، لكن الكورة من بين جماليتها تأتي نهايتها صادمة خصوصا مع الكورة الإنجليزية التي عودتنا على نهايات المبارات على شكل التراجيدية الخرافية، حيث تمكن زملاء النجم المصري محمد صلاح – الذي لم يشارك في المبارة بسبب الإصابة- بهز شباك "مارك-أندريه تير شتيغن" حارس برشلونة، الذي يعد أفضل حارس في العالم، لكن لا أفضلية مع؛ ديفوك اوريجي، وجيور جينهو فاينالدوم، اللذاني سجلا ثنائية جميلة لكل واحد منهما، لكن أفضل لقطة في المبارة هي تمريرة:"ترنت ألكساندر-أرنولد" التي كانت ذكية جدا قبل أن يضعها: ديفوك اوريجي، بسهولة في مرمى برشلونة ليصنع بذلك الفارق، ويعود ميسي ورفقاءه إلى الديار الإسبانية جالبين معهم وسمة عار بريمونتادا ليفربول التي لم تختلف عن ريمونتادا الموسم الماضي لميلان.

 

لقد استطاع الإنجليز بكوي الكاتاليون بكلمتهم؛ ألا وهي؛ ريمونتادا، فهل سنرى اليوم ريمونتادا جديدة بين الإنجليز عبر توتنهام، ضد الهولنديون؟ أم أن زملاء اللعب المغربي حكيم زياش، سيعود بنا إلى السنوات الذهبية لأياكس 1971، 1972، 1973، 1995.؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.