شعار قسم مدونات

هل دقت ساعة غزو إيران؟!

blogs حاملة طائرات

تصاعدت حدة النبرة الدبلوماسية بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإيران من جهة أخرى، لطالما كانت الأخيرة متمسكة بدول أوروبا من أجل إنقاذ اتفاقها النووي إلا أنه في الآونة الأخيرة فرضت الولايات المتحدة على عدة دول الامتناع عن التعامل الاقتصادي مع إيران، فهل يعيد التاريخ نفسه ويتكرر سيناريو غزو العراق؟ هناك مؤشرات كثيرة وقوية تنذر بحرب مدمرة قد تدور رحاها في الشرق الأوسط، وكما قال كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي اليهودي الأسبق، "طبول الحرب تقرع في الشرق الأوسط والأصم وحده هو من لا يستطيع سماعها"، وجلي أن القوى الكبرى حريصة على تحقيق المشروع الصهيوني وتحويل الشرق الأوسط إلى كيانات ضعيفة ومتناحرة، لأجل قيام "إسرائيل الكبرى" وحكومة عالمية ملحدة، والظاهر هناك مؤشرات على أن الحرب باتت قريبة منها:

تصريحات مسعود بارزاني حول غزو إيران كما سبق وصدق توقعه عن غزة العراق.. في اجتماع سابق عام 2003 كان قد قال أنه يشعر باقتراب موعد غزو العراق لكنه لايعرف التوقيت، الملفت للنظر أنه قالها مؤخرا في أحد الاجتماعات مع هيئات كردية لكن هذه المرة عن إيران، ولا يمكن أن يكون ذلك محظ شعور فقط بل لابد أن هناك من يمده بتلك المعلومات لا سيما وأن الحركات الكردية قريبة جدا من واشنطن.

الولايات المتحدة ستعتمد على دول الخليج العربي في حرب جديدة لانهاكها واستنزافها مع إيران، كما اعتمدت على نفس البلدان الخليجية وقواعدها العسكرية إبان غزو العراق

دعوة واشنطن لتركيا بالتوقف عن شراء النفط الإيراني.. من أوضح المؤشرات الاقتصادية التي توحي بأن هناك مقدمة لشيء سيء ضد إيران، لا سيما بعد توجيه واشنطن للمملكة السعودية والإمارات العربية بتعويض النفط الإيراني في الأسواق العالمية، مما يعيد ذكرى حصار العراق من خلال خنقه اقتصاديا.

توجه حاملات طائرات إلى بحر الخليج.. تحركات عسكرية وأساطيل غربية توافدت على بحر الخليج، قبالة مضيق هرمز، مما يوحي أن الولايات المتحدة ستعتمد على دول الخليج العربي في حرب جديدة لانهاكها واستنزافها مع إيران، كما اعتمدت على نفس البلدان الخليجية وقواعدها العسكرية إبان غزو العراق. كما أن من الملاحظ ولو كان الأمر مجرد صدفة أو مخطط له أن غزو العراق كان قبيل انتهاء الولاية الرئاسية الأولى لجورج بوش وذلك ما ينطبق حاليا مع رئاسة ترامب فهل يشعل الحرب هو الآخر قبل انتهاء ولايته بعام؟

إن نبرة ترامب ضد إيران كانت حادة منذ مجيئه إلى الرئاسة، بخلاف سابقه أوباما الذي كان مرنا نوعا ما مع الإيرانيين في مسألة الملف النووي، مما دفع الكيان الصهيوني إلى الدعم المطلق الذي قدمه لترامب ووعود الأخير بتنفيذ مصالح إسرائيل فيما يتعلق بإلغاء الاتفاق النووي الذي كان قد أبرمه سابقه أوباما، وتحقيق دمار هائل بجيران إسرائيل، نفذ واشنطن ذلك في سوريا التي أصبحت هشيما، والعراق سابقا لكي يسهل عليها تفتيت المنطقة، والدور الآن بعد سوريا على إيران ولو أن النظام الإيراني شارك هو الآخر في تدمير سوريا واجرامه الفظيع هناك، إلا أنه لن يكون مثل النظام السوري، بل إيران لديها قوة عسكرية ستزيد من خراب المنطقة، ولو نجح غزو إيران وتنحية نظامها سيكون من السهل على واشنطن استهداف تركيا لأنها هي الدولة الكبرى الوحدة التي ستكون بعد إيران، وتنحيتها ربما قد تكون على شاكلة خلع الخلافة العثمانية وربما يعيد التاريخ نفسه في تركيا، لكي يتم تحضير اكتمال صفقة القرن والإعلان عن إسرائيل كقوة كبرى من تمة يكون العلو الثاني لبني إسرائيل وربما يكون بعده نهايتهم كما وعد الله وإن وعد الله حق.

ولعل ذلك الأمر على الأبواب بما لمح له جاريد كوشنر صهر ترامب بأن ليس هناك حل دولتين وأن على الفلسطينيين أن ينسوا ذلك؛ بل يريد أن يوطنهم خارج فلسطين أي إسقاط حق العودة والإعلان عن "إسرائيل الكبرى" كدولة قوية مع استسلام الفلسطينيين في وتجميعهم في كيان ضعيف؛ فيما يكرس استكمال صفقة القرن؛ ولن تمر تلك المخططات إلا بحرب كبيرة في المنطقة؛ قد تشهدها هذا الصيف.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.