شعار قسم مدونات

الأفكار المسمومة.. عندما يكون فكرك العائق الأساسي للتغيير!

blogs تأمل

الأفكار المسموعة هي واحدة من أخطر عقبات ومعيقات التغيير الإيجابي، فاطرد هذه الأفكار، ومارس عملية التنقية المستمرة لأفكارك، ولا تسمح لهذه الأفكار المثبطة والمحبطة بتسميم فكرك وقلبك، وهذه عشرة أفكار من نوع هذه الأفكار المسمومة:

التفكير أنك ضحية:  أنت لست ضحية لأحد ولا لشيء، فتوقف فورًا عن إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف الخاصة أو العامة. فقط لأنك لا تحب أين أنت الآن لا يعني أنه لا يمكنك تحمل المسؤولية الشخصية الكاملة لتغييره نحو الأفضل. عليك أن تدرك أنك، وأنت وحدك المسؤول عن حالك الآن وحالك بعد التغيير، فتولَّ المسؤولية وكن جديرًا بها.

التفكير أنك قادر على تغيير الآخرين:  لست قادرًا ولا يمكنك هذا، نعم يمكنك أن تحفز الآخرين وتنصحهم وتوجههم، لكن لا يمكنك بأي حال أن تغيرهم، والوحيد الذي يمكنك أن تغيره هو أنت، فلا تبذل وقتًا في غير محله، ولا جهدًا في غير أهله، فإن رفض الناس التغيير وامتنعوا عنه سيكون لديك القدرة على النجاة بنفسك وعدم الغرق معهم في بحر الكسل والإحباط، إنها طريق صعبة، فلا تضيع حياتك.

نحن نعيش في ثقافة الرأسمالية التي تقدر المال والإنجاز. ونحن نعتقد أن الناس الذين لديهم الكثير من المال هم أفضل حالًا من أولئك الذين لا يملكونه. ولكن هذا ببساطة ليس صحيحًا

التفكير بقدرتك على تغيير ما لا يتغير: بعض الأفكار التي تطرأ على العقل العاجز أنه قادر على تغيير ما لا يمكن تغييره، نعم قد تكون قادرًا على تغيير مهنتك أو وظيفتك ،لكنك غير قادر على تغيير رئيسك في العمل أو مديرك، فكما أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك تغييرها، كذلك هناك أشياء لا يمكنك ، قد تقلل من نفقاتك، لكن سيبقى عليك دفع الإيجار ووضع البترول في السيارة ومصاريف الأولاد المدرسية وغيرها، ويمكن أن تفقد بعض الوزن، لكن لا يمكنك التوقف عن تناول الطعام، فتنبه.

التفكير في أن حال غيرك أحسن من حالك، وتبدأ ليتني كنت مكانه: هذا النوع من الأفكار ليس صحيحًا، ولا صحيًا، الشعور المستمر بالدونية، أنك أقل من غيرك، وأنه لو كان لديك الذي لديه لكان حالك أفضل مما أنت عليه الآن، هذه فكرة مسمومة مزعجة، لك حياتك ونمطك ونعمك التي أنعم الله بها عليك، ففرق كبير بين الرضا بما قسمه الله لك، وبين تطويرك لذاتك ورغبتك في تغيير حياتك إلى الأحسن، وبين شعورك بالدونية والنقص، وتتمنى لو كان لديك ما لدى الآخرين، ولعله يستثنى من ذلك الغبطة أو الحسد المحمود في القرآن والعلم.

التفكير أن توقعاتك في الآخرين لابد أن تتحقق:  الحق أن هذه ليست فكرة مسمومة فحسب بل هي قاتلة للسعادة وللحب وللتغيير ولكل معنى جميل وراق، ليس معنى أنك تتوقع شيئًا ما من فلان أو سلوكًا ما من فلان أن هذا الشيء والسلوك سيتحققان، أخفض سقف توقعاتك في الآخرين، ولا تتوقع من أحد شيئًا، ولا تفرض توقعاتك على أحد، فإصابتك بالإحباط ستكون سهلة، وآثارها مدمرة على نفسيتك ومشاعرك.

التفكير أن هناك شخصًا ما لابد من وجوده:  وهذه فكرة مسمومة أخرى، تدفعك للتسويف ولتأخير أي عمل إيجابي في حياتك انتظارًا لهذه الشخصية المميزة التي لن تتحقق السعادة ولا التميز ولا الخير إلا عن طريقها. اطرد هذه الفكرة، فينبغي أن تكون سعيدًا بنفسك قبل أن تشعر بالسعادة مع الآخرين.

التفكير بأنه يلزمك إثبات أنك على حق:  يبدو لي أنها ليست مجرد فكرة مسمومة، بل هي اضطراب نفسي يستدعي التدخل، ينم عن ضعف شديد في الشخصية، وعجز عن الصمود في وجه المعترض والمخالف، إن كنت لا تفعل شيئًا حرامًا ولا مخالفًا، فلماذا تحاول أن تثبت لمن يخالفك أن الحق معك؟
اطرد هذه الفكرة، وكن واثقًا مما أنت عليه، ومما ترغب أن تحسنه وتطوره وتغيره من نفسك.

التفكير فيما يعتقده الآخرون:  لماذا نهتم؟ هل تعتقد أنهم الحكم عليك أو لك؟ لماذ تبذل وقتًا وجهدًا في التفكير ماذا سيقولون عني، لعل أغلبهم مشغولون كذلك بأنفسهم وتغييرها للأحسن وليس لديهم الوقت ولا الرغبة في الحكم عليك ولا تتبع خطواتك ولا النظر حتى في محاولاتك. أقبل على نفسك ولا تهتم لقول ولا رأي الآخرين فيك، اقبل النصيحة واستمع للتوجيه، واهتم بنفسك.

التفكير بأن المال يساوي السعادة:  نحن نعيش في ثقافة الرأسمالية التي تقدر المال والإنجاز. ونحن نعتقد أن الناس الذين لديهم الكثير من المال هم أفضل حالًا من أولئك الذين لا يملكونه. ولكن هذا ببساطة ليس صحيحًا، لعلك تنظر لبعض الفقراء من أهل صلاة الفجر لم يسمع بالحساب البنكي وأكبر مبلغ حمله في يده من فئة المئات، لكنه سعيد، واذهب فسأله. المال مهم وجميل لكنه لا يجلب السعادة.

التفكير بأن الماضي يحدد المستقبل: فقط لأنك من عائلة فقيرة، أو ارتكبت بعض الأخطاء في الماضي لا يعني أنه لا يمكن أن تجعل مستقبلك -بتوفيق الله- أفضل. نعم الماضي يبني المستقبل لو استمر صاحبه في ارتكاب نفس الأخطاء والسير في نفس الطريق التي أدت به إلى الفشل، غيّر وستتغير النتائج، وبدل ستتبدل المخرجات، فما بقي إلا أن أقول: غيّر تفكيرك وستتغير حياتك بحول الله.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



إعلان